كيف يؤثر الصراع المكثف بجنوب لبنان على القرى والسكان؟
يؤثر الصراع المكثف بجنوب لبنان على القرى والسكان
طمعاناة كبرى يعيشها الشعب اللبناني خاصة في الجنوب إثر الحرب الحالية ما بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، والتي بدأت في الثامن من أكتوبر الماضي عقب حرب قطاع غزة، الشعب اللبناني في الأساس يعاني من تداعيات كبرى إثر شغور رئاسي وفساد سياسي في البلاد أدى في النهاية إلى أزمات اقتصادية حادة.
ويعاني المواطنون في جنوب لبنان بشكل كبير، حيث نزح الآلاف من المواطنين من بيوتهم إثر القصف الإسرائيلي المستمر، وكذلك فأغلب المستشفيات أصبحت مترهلة من تداعيات الموقف الحالي، خاصة وإن الصراع بدأ في التصاعد مؤخرًا في ظل دعم إيران لحزب الله لمواجهة إسرائيل بالوكالة.
مناطق لبنانية تحولت إلى خطر كبير
وتشهد القرى الحدودية جنوب لبنان خاصة القريبة من الطريق المحاذي للجدار الحدودي مع إسرائيل، منطقة "محفوفة بمخاطر كبيرة"، بعد استهداف إسرائيل المدنيين اللبنانيين على طول هذا الخط، وتسببها في سقوط قتلى ومصابين واضطرار الآلاف إلى النزوح بحثًا عن منطقة آمنة.
حيث اضطر حوالي 60 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم في مناطق التوتر في جنوب لبنان، وتوثيق استهدافات طالت بعض المنازل بشكل مباشر، في ظل استهداف إسرائيل إلى قادة حزب الله وحركة حماس.
مغادرة السكان لمنازلهم
وقد غادر معظم سكان جنوب لبنان، وهو ذو أغلبية شيعية، المنطقة مع تصاعد الضربات والهجمات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، ووقوع ضحايا داخل لبنان، والألف من الأسر، وغالبيتهم من الشيعة، قد فروا من جنوب لبنان مع تصاعد الصراع والخوف من وقوع حرب مباشرة بين إسرائيل وحزب الله.
و الكثير من القرى نزح 90٪ من سكانها، مثل كفر كلا وعيتا الشعب وكفر شويا والضهيرة وغيرها، معظمهم هرب إلى الشمال، بينما بقى بعض الأسر في المدارس أو مراكز إيواء للاجئين.
وذكر بيان صدر عن مركز الأمم المتحدة للإعلام بشأن التقرير، أن "القطاعات الاقتصادية الرئيسية، السياحة والخدمات والزراعة، تضررت أكثر من غيرها، وهي التي توفر فرص العمل والدخل لنسبة كبيرة من سكان لبنان، كما أن احتمال انكماش الاقتصاد بات مرتفعًا".
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن القصف الإسرائيلي بقذائف الفوسفور أدى في النهاية إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، مما يشكل تهديدًا للماشية وصحة الإنسان، ولذلك غادر أغلب السكان من جنوب لبنان، فكيف يعيش الإنسان في كارثة بيئية كبرى مثلها مثل القنبلة النووية.
وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الطرقات في الفترة الأخير باتت خالية تمامًا من السيارات أو المارة، باستثناء دوريات خاصة بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في ظل استهداف القوات الإسرائيلية للسيارات، كما أقفلت معظم المحالات التجارية أبوابها وتوقفت الأسواق عن العمل في تلك البلدات والقرى، واقتصر الوضع المعيشي على بعض المحالات والمطاعم التي تسترزق بتلبية احتياجات جنود حفظ السلام والصحافيين فقط.
وأكد المحلل السياسي خالد ممتاز، أن لا يمكن الحل في ظل عدم وجود أزمات حكومية وشغور رئاسي وسيطرة حزب الله في الوقت الحالي على الحياة العامة في لبنان وخاصة الجنوب، والوضع الحالي أدى إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وحياة عشرات الآلاف انقلبت رأساً على عقب، عندما غادروا القرى القريبة من الخط الأزرق. وهو الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000.
وأضاف ممتاز - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن غالبية النازحين 93% ينحدرون من 3 أقضية حدودية: 48% من بنت جبيل، و33% من مرجعيون، و12% من صور، وتوزع النازحون على 5 مناطق، بنسبة 31% لجؤوا إلى قضاء صور، و17% إلى قضاء النبطية، و15% إلى صيدا، و9% إلى بعبدا، و7% إلى بيروت والبقية توزّعوا على مناطق أخرى.