تقرير أممي يكشف تعاونًا عسكريًا بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في شرق إفريقيا
تقرير أممي يكشف تعاونًا عسكريًا بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في شرق إفريقيا
كشفت الأمم المتحدة عن معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى تصاعد التعاون بين جماعة الحوثي المسلحة في اليمن وحركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، في تطور وصفته تقارير أممية بأنه يمثل تحولاً استراتيجيًا خطيرًا في خريطة التنسيق بين الجماعات الجهادية في منطقة القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية.
لقاءات سرية في الصومال
وبحسب تقرير صادر في فبراير 2025 واطلع عليه مجلس الأمن الدولي، عقد ممثلون عن الجماعتين لقاءات متعددة في الأراضي الصومالية خلال شهري يوليو وسبتمبر 2024، بالتزامن مع تصاعد الأزمة في البحر الأحمر.
ويوضح التقرير، أن جماعة الحوثي قامت بتسهيل عمليات تهريب أسلحة متطورة إلى حركة الشباب، من بينها طائرات مسيرة إيرانية الصنع ومنظومات صواريخ أرض-جو، مقابل نقل مقاتلين من الحركة إلى الأراضي اليمنية لتلقي تدريبات على تشغيل وصيانة تلك الأنظمة.
تحالف تكتيكي رغم الخلاف العقائدي
وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى أن هذا التعاون يمثل تحولاً نوعيًا في نمط التنسيق الجهادي، إذ تتجاوز الجماعتان خلافاتهما العقائدية العميقة؛ فالحوثيون يتبعون المذهب الزيدي الشيعي، بينما تلتزم حركة الشباب بالنهج السلفي الجهادي، غير أن المصالح المشتركة في مواجهة الخصوم الإقليميين والدوليين دفعت الجانبين إلى بناء شراكة تكتيكية لتعزيز النفوذ وتوسيع رقعة العمليات.
شبكات دعم لوجستي في البحر الأحمر
وأضاف التقرير، أن تصاعد نفوذ الحوثيين في منطقة البحر الأحمر مكّنهم من إنشاء شبكات لوجستية واتصالات معقدة تسهل حركة المقاتلين وتهريب الأسلحة عبر الحدود، ما يعزز قدرتهم على دعم أنشطة مسلحة عابرة للدول.
وأعربت حكومات غربية وإقليمية عن قلقها من هذه التطورات التي قد تمهد لتنفيذ هجمات منسقة تستهدف الممرات البحرية الحيوية والمصالح الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ردود محتملة من الولايات المتحدة وحلفائها
ويرى محللون أمنيون، أن التحالف الناشئ بين الحوثيين وحركة الشباب قد يستفز ردًا عسكريًا أقوى من الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية والأهداف العسكرية في الممرات المائية الدولية.
دعوة أممية لتعزيز المراقبة والتنسيق الأمني
ودعت الأمم المتحدة -في ختام تقريرها- إلى تكثيف عمليات المراقبة وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول المعنية، مؤكدة أن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم حالة عدم الاستقرار في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، والحد من التهديدات المتنامية التي قد تمتد آثارها إلى الأمن العالمي.

العرب مباشر
الكلمات