حماس ترفض شروط إسرائيل لتسليم السلاح مقابل الخروج الآمن من أنفاق رفح
حماس ترفض شروط إسرائيل لتسليم السلاح مقابل الخروج الآمن من أنفاق رفح
تتصاعد التوترات مجددًا حول أزمة أنفاق حركة حماس في قطاع غزة بعد تسريبات ومداولات تكشف عن مساعٍ لتمكين خروج مقاتلين من الأنفاق الواقعة خلف ما يُعرف بالخط الأصفر، فيما ترفض فصائل فلسطينية شرط الجيش الإسرائيلي القاضي بتسليم السلاح كشرط للخروج الآمن، وتؤكد أن هذا الشرط يعرّض حياة هؤلاء المقاتلين لخطر مباشر، حسبما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وساطات لوقف النار
كشفت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء محلية، عن إجراء وسطاء وقف النار في غزة مباحثات غير مباشرة منذ يومين بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، تهدف إلى تأمين خروج مجموعة من مقاتلي حماس الموجودين خلف الخط الأصفر في مناطق متعددة من قطاع غزة.
الخط الأصفر هو خط فصل مؤقت تم الاتفاق عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 10 أبريل، ويحدد مدى تراجع قوات الاحتلال داخل القطاع.
تهدف هذه المفاوضات إلى تنفيذ خروج المقاتلين برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دون التعرض لهم، ويشير الوسطاء إلى أن عدد المقاتلين في مواقع متفرقة من القطاع يتجاوز 200 عنصر، وليسوا محصورين في رفح وحدها كما يقال.
وأفادت المصادر أيضًا بأن إسرائيل تشترط على الخارجين تسليم أسلحتهم، وهو ما ترفضه الأجنحة والفصائل المسلحة باعتباره سببا محتملا لقتلهم أو اعتقالهم فورًا.
خلافات حول حجم التواجد والمعلومات الاستخبارية
وأكدت المصادر الفلسطينية، أن تقديرات إسرائيلية تتحدث عن وجود 150 إلى 200 مقاتل محاصرين في أنفاق رفح الاستراتيجية، لكن هذه الأرقام قابلة للنقاش، إذ أشار مقدمو المعلومات إلى أن شبكة الأنفاق واسعة ومعقدة وتمتد لمسافات طويلة وتربط مناطق متعددة، ما يجعل مهمة تحديد مواقع المقاتلين أو تحركاتهم أمرًا بالغ الصعوبة.
وأضافت، أن الضربات الجوية والإغارات امتدت لأسابيع دون أن تؤمن إسرائيل معلومات مؤكدة عن مواقع دقيقة للأشخاص المستهدفين.
كما لفتت المصادر إلى أن البيئة الأمنية الحساسة والقيود في خطوط التواصل بين الوحدات الميدانية والقيادة تحد من توافر معلومات دقيقة لدى الجيش الإسرائيلي بشأن هوية وأعداد المقاتلين في رفح ومناطق أخرى.
عمليات هندسية إسرائيلية لردع المقاتلين داخل الأنفاق
في مواجهة هذه الأزمة، شرع عناصر هندسة القتال وقوات المشاة في جهود لإدخال كميات من الخرسانة إلى فتحات أنفاق استراتيجية بهدف إما القضاء على المقاتلين أو دفعهم للخروج واستسلامهم، وفق ما أورِد.
ولكن المصادر الفلسطينية تقلل من فعالية هذه الوسائل على نطاق واسع، معتبرة أن أغلب الأنفاق مزوّدة بمداخل متعددة وممرات جانبية وأن محاولات سابقة لملئها بالماء أو إغلاقها فشلت في تحقيق أثر حاسم.
توضح هذه المعطيات أن بنية شبكة الأنفاق تتألف من أنفاق رئيسية وفرعية دفاعية وهجومية واستراتيجية، إلى جانب ممرات اتصال ولجان قيادة وسيطرة، ما يجعل المواجهة العسكرية معها صعبة ومعقدة للغاية.
مواقف قيادية إسرائيلية متباينة
أفادت تقارير، أن رئيس الأركان مستعد لمناقشة خروج مقاتلي حماس من رفح شريطة تسليم جثة الجندي الإسرائيلي المأسور هدار غولدين، بينما أعلن وزير المالية أنه لن يوافق على خروج أي مقاتل قبل إعادة جثث الرهائن المحتجزة.
هذه الشروط أظهرت انقسامًا في المواقف الإسرائيلية وفرضت عقبات على أي اتفاق محتمل.
من جهة أخرى، ترددت أنباء عن أن رئيس الحكومة يفكّر في صفقة تسمح بمرور مقاتلي حماس خلف الخط الأصفر، لكن اعتراضات وتهديدات داخل الائتلاف أدت إلى تراجع عن مثل هذا المسار، فيما نفى مصدر في مكتب رئيس الحكومة أي قرار نهائي يقضي بالسماح بعبور عناصر حماس.

العرب مباشر
الكلمات