الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الصراعات العالمية.. من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا

الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الصراعات العالمية.. من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا

الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الصراعات العالمية.. من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا
الانتخابات الرئاسية الأمريكية

الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تعد واحدة من الأكثر تأثيرًا على الساحة الدولية، إذ لا تنحصر تداعياتها داخل حدود الولايات المتحدة بل تمتد لتشمل مناطق ساخنة مثل الشرق الأوسط، وأوكرانيا، وقضية الصين وتايوان، بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، تختلف السياسات جذريًا، مما يجعل الفروق في الرؤية تجاه القضايا الدولية محورًا رئيسيًا. 

هاريس تتبنى نهجًا استمراريًا مع سياسات الرئيس الحالي جو بايدن، خاصة فيما يتعلق بالدعم القوي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، بينما يسعى ترامب إلى العودة إلى سياسات أكثر انعزالية، مع تقليص الدعم لأوكرانيا وإعادة صياغة العلاقات مع الحلفاء الدوليين، خصوصًا حلف الناتو. تلك الاختلافات تجعل من انتخابات 2024 قضية عالمية بامتياز، حيث سيحدد الفائز مصير التحالفات الدولية والنزاعات الكبرى.

في الشرق الأوسط، كلا المرشحين يظهر دعمًا واضحًا لإسرائيل، لكن ما يميزهما هو الموقف من القضية الفلسطينية. 

هاريس تدعم حقوق الفلسطينيين وتدعو لحل الصراع مع الحفاظ على أمن إسرائيل، بينما يواصل ترامب نهجًا صارمًا يدعم إسرائيل بلا شروط، على غرار قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

 أما في ملف الصين، فإن المنافسة بين أكبر اقتصادين في العالم تظل على رأس أولويات السياسات الأمريكية، حيث تتنوع الاستراتيجيات بين مواجهة تصاعدية لترامب أو حماية الملكية الفكرية لهاريس.

*ترقب وقلق*

مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تجد الدول نفسها في حالة ترقب لما ستسفر عنه نتيجة المنافسة بين ترامب وهاريس.

 أحد أبرز الملفات الدولية هو الحرب في أوكرانيا، حيث تتبنى كامالا هاريس موقفًا قويًا يدعم استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف في إطار التحالف الدولي ضد روسيا. 

هاريس، التي التقت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات، تعد بمواصلة دعم أوكرانيا حتى نهاية الحرب، وتتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب في المناطق التي تحتلها.

في المقابل، ترامب يشكل تهديدًا لاستمرار هذا الدعم، فقد أبدى مرارًا معارضته لتقديم مساعدات لأوكرانيا، وصرح بأنه يعتقد أن هذه الحرب لم تكن لتندلع لو كان في السلطة، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك بتقديم خطة لوقف الحرب فورًا حال فوزه، تعتمد على منح روسيا الأراضي التي احتلتها ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما يعكس رؤيته لضرورة تقليل التدخل الأمريكي في الصراعات الخارجية.

*الشرق الأوسط*

فيما يتعلق بالشرق الأوسط، يمثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي محورًا حاسمًا، هاريس، التي وُجهت لها اتهامات من ترامب بأنها "معادية لإسرائيل"، ردت بتأكيد دعمها القوي لإسرائيل، لكنها دعت في نفس الوقت إلى وقف الحرب الدائرة في غزة والسعي لحل يضمن حقوق الفلسطينيين.

وتدعو إلى إطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وهو ما يعكس مزيجًا من الحفاظ على العلاقات القوية مع إسرائيل مع عدم تجاهل المطالب الفلسطينية.

من جهة أخرى، يتمسك ترامب بموقفه المتشدد، ويؤيد بشكل مطلق إسرائيل، بل ويتبنى سياسات تعتبر متعارضة مع الفلسطينيين، حيث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقلل من أهمية أي حل عادل للنزاع.

ورغم موقفه المؤيد لإسرائيل، فقد وجه ترامب انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب بطء العمليات العسكرية الأخيرة ضد غزة، وطالب بإنهاء الحرب بشكل أسرع. إلا أن تصريحاته حول اليهود خلال حملته الانتخابية تسببت في جدل واسع، حيث اعتبرها البعض تعبيرًا عن معاداة السامية.

*العلاقات مع الصين*

الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تحتل مكانة محورية في السياسة الخارجية الأمريكية، هاريس، التي عملت على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية مع الشركات الأمريكية، تتهم الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية.

ورغم أن هذه التهم ليست جديدة، فإن سياساتها تستهدف حماية الاقتصاد الأمريكي من التأثيرات السلبية للنمو الصيني السريع. 

ترامب من جهته، يتبنى سياسة اقتصادية صارمة تجاه الصين، حيث وعد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية، رغم هذه التصريحات النارية، فإن هناك شكوكًا حول قدرته القانونية على تنفيذ تلك السياسات بشكل فعلي، مما يجعل موقفه تجاه الصين محل نقاش دائم بين الخبراء والمحللين.

*الناتو والتحالفات الدولية*

أحد أبرز الملفات الأخرى هو علاقة الولايات المتحدة مع حلف الناتو، هاريس تؤكد على استمرار دعم التحالف الأطلسي، مع تعزيز العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين لمواجهة التحديات المشتركة مثل التصدي للنفوذ الروسي في أوروبا الشرقية.

بالمقابل، ترامب كان قد هدد خلال ولايته الأولى بالخروج من الناتو، ما لم يلتزم الأعضاء بتقديم مساهمات مالية أكبر، هذه السياسات تعكس نهجًا مختلفًا بشكل جذري عن إدارة بايدن الحالية؛ مما قد يؤثر على استقرار التحالفات الغربية إذا ما عاد ترامب إلى السلطة.