تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله.. قيادات بارزة في مرمى النيران

تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله.. قيادات بارزة في مرمى النيران

تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله.. قيادات بارزة في مرمى النيران
حرب لبنان

تصاعد التوتر مجددًا بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في أعقاب سلسلة من الهجمات المتبادلة التي شهدت مقتل قياديين بارزين في كل من حزب الله والجهاد الإسلامي.

الجيش الإسرائيلي أعلن، اليوم الاثنين، عن تصفية أبو علي رضا، قيادي بارز في حزب الله بلبنان، وأحمد الدلو، مسؤول استخبارات في حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة. 

تأتي هذه العمليات وسط تصاعد الهجمات الصاروخية المتبادلة والقصف الجوي المكثف على مناطق مختلفة في لبنان، في وقت يشهد فيه جنوب لبنان اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

 حزب الله، الذي لم يؤكد بعد مقتل أبو علي رضا، رد بهجمات صاروخية طالت قواعد إسرائيلية متعددة، مما يزيد من مخاوف تصعيد واسع النطاق. 

تزامن ذلك مع تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستهدف القيادات الرئيسية في حزب الله والجهاد الإسلامي، ما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة.

*هجومين منفصلين*


أعلنت إسرائيل، اليوم الاثنين، مقتل اثنين من القيادات البارزة في كل من حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الإسلامي، في هجومين منفصلين نُفذا ضد مواقع في لبنان وقطاع غزة. 

وفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي، فإن أبو علي رضا، القيادي في حزب الله، قُتل في غارة جوية استهدفت منطقة برعشيت بجنوب لبنان، في عملية وصفها الجيش بأنها جزء من استهداف القيادات المسؤولة عن الهجمات الصاروخية ضد القوات الإسرائيلية.

 وفي قطاع غزة، قُتل أحمد الدلو، القيادي في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خلال غارة جوية نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية بدعم من جهاز الأمن العام.

*تصعيد متبادل*


أبو علي رضا كان يُعتبر أحد المسؤولين الرئيسيين عن توجيه وإطلاق الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل من جنوب لبنان، وقد أشرف على تنفيذ عدة عمليات استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية.

من جانبها، قامت الطائرات الإسرائيلية بشن غارات مكثفة على مواقع حزب الله في جنوب لبنان وبعلبك، حيث أوردت التقارير الإعلامية أن ما لا يقل عن ثلاثين هدفًا عسكريًا تم تحديده مسبقًا.

في قطاع غزة، جاء مقتل أحمد الدلو ضمن حملة إسرائيلية تستهدف القيادات العسكرية في الفصائل الفلسطينية، الدلو كان يُعتقد أنه العقل المدبر لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي استهدفت مستوطنات إسرائيلية خلال المواجهات الأخيرة، ورغم التصعيد، لم يصدر عن الجهاد الإسلامي أي تعليق على مقتل الدلو حتى الآن.

*ردود فعل حزب الله*


في المقابل، أعلن حزب الله عن سلسلة هجمات استهدفت مواقع إسرائيلية عدة في شمال البلاد، حيث أكدت بياناته الصادرة على "استمرار العمليات العسكرية دفاعًا عن الشعب الفلسطيني ولبنان".

الحزب استهدف قواعد عسكرية مثل قاعدة ميرون ووحدة المراقبة الجوية، إضافة إلى قواعد أخرى بشمال إسرائيل، هذه الهجمات تأتي في إطار الرد على الغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع في بعلبك والجنوب اللبناني، حيث قُتل عشرات المدنيين نتيجة القصف المستمر على مدار الأيام الماضية.

*مخاوف تصعيد أكبر*


من جانبهم، يرى مراقبون أن عمليات القتل الأخيرة تفتح الباب أمام تصعيد أكبر بين إسرائيل وحزب الله، حيث يتوقع المراقبون أن تتوسع دائرة الاشتباكات لتشمل مناطق أخرى، مع استهداف أكبر للقيادات العسكرية.

فيما تزداد المخاوف من أن تستمر الهجمات المتبادلة في التأثير على المدنيين، خاصة في ظل ارتفاع عدد القتلى والجرحى في لبنان جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة.

وزارة الصحة اللبنانية أعلنت، اليوم، عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 83 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية على عدة بلدات جنوبية، كما ارتفع عدد القتلى في لبنان منذ بداية التصعيد إلى 2986 قتيلًا و13402 جريحًا، أكثرهم من النساء والأطفال، تصاعد هذه الأرقام يشير إلى حجم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم مع استمرار القتال.

*هل هناك أمل في التفاوض؟*


من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: "بالرغم من حدة التصعيد العسكري واستمرار الغارات والهجمات المتبادلة، يبقى الأمل في التفاوض قائما، ولكن بشروط صعبة ومعقدة.

وأضاف المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، تاريخياً، رأينا أن الجانبين، رغم العداء الشديد، قد أبديا مرونة في لحظات معينة عندما وصل الصراع إلى مرحلة خطرة تهدد بتوسع أكبر. ومع ذلك، المعادلة الحالية تجعل من التفاوض أكثر تعقيداً؛ فإسرائيل تسعى لتحييد تهديدات حزب الله الصاروخية بشكل كامل، بينما الحزب يتمسك بموقفه الدفاعي عن لبنان ومقاومة أي تسوية دون ضمانات سياسية وميدانية حقيقية.