خدع القوات الإسرائيلية 5 مرات.. تفاصيل جديدة عن مقتل السنوار بعد البقاء ثلاثة أيام دون طعام
خدع القوات الإسرائيلية 5 مرات.. تفاصيل جديدة عن مقتل السنوار بعد البقاء "ثلاثة أيام دون طعام
في تطور جديد حول مقتل قائد حركة حماس يحيى السنوار، كشف تقرير إسرائيلي تفاصيل مثيرة عن حياته في الأيام الأخيرة، فقد ظهرت معلومات جديدة عن قدرته الفائقة على خداع قوات الاحتلال الإسرائيلي والتحرك بخفة وسرية في قطاع غزة، رغم محاولات الاحتلال المستمرة للقبض عليه.
وفقاً لما نشرته صحيفة "واينت" العبرية، اتضح أن السنوار لم يتناول الطعام لثلاثة أيام قبل استشهاده؛ مما أضاف بُعداً إنسانياً مؤثراً لهذه الشخصية التي بقيت قائدة ومقاتلة حتى آخر لحظة من حياته.
التقرير الإسرائيلي سلط الضوء أيضاً على سلسلة من المواجهات بين السنوار وقوات الاحتلال، مشيراً أن الاحتلال فشل في استهدافه مرات عدة رغم الاقتراب منه أكثر من مرة، وصولاً إلى المصادفة التي أنهت حياته في اشتباك عنيف جنوب غزة.
*حياة محفوفة بالمخاطر وخدع ذكية*
أظهر التقرير، أن السنوار تمكن من خداع الاحتلال الإسرائيلي خمس مرات على الأقل قبل أن يُقتل في اشتباك مباشر في منطقة تل السلطان في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، يوم 17 أكتوبر الماضي.
وفقًا لصحيفة "واينت"، كان السنوار يتحرك في مناطق متعددة في مدينة رفح منذ نهاية مايو، حيث نجح في التخفي لعدة أشهر بعيدًا عن أنظار جيش الاحتلال، رغم المراقبة المستمرة واستخدام التقنيات الحديثة لتعقبه.
وكشف التقرير، أن الجيش الإسرائيلي كان على وشك الإمساك بالسنوار في خمس مناسبات مختلفة، لكنه تمكن من الإفلات في اللحظات الأخيرة.
إحداها كانت في يناير الماضي، حين توقع الجيش وجوده في أحد الأنفاق في خان يونس، ورغم عثورهم على تسجيلات فيديو له داخل النفق قبل الهجوم، لم يتمكنوا من استهدافه.
حتى أن قوات الاحتلال حاولت تتبعه عن كثب من خلال قصف متواصل على قطاع غزة، لكنه أبدع في المناورة والتخفي، ليبقى بعيداً عن قبضتهم.
*خسارة عائلية*
في أغسطس الماضي، تلقى السنوار ضربة شخصية قوية عندما استهدفت قوات الأحتلال ابن شقيقه، إبراهيم محمد السنوار، الذي كان رفيقه الدائم في ساحات المعركة، إبراهيم استهدف في غارة جوية إسرائيلية بينما كان يقوم بعملية مراقبة لقوات الاحتلال، هذه الخسارة لم تثنِ السنوار عن مواصلة مسيرته العسكرية، لكنها أضافت عبئًا نفسيًا كبيرًا عليه.
*أيام الصمود الأخيرة*
فيما يخص أيامه الأخيرة، أوضح التقرير أن السنوار ومن كانوا معه واجهوا ظروفًا إنسانية قاسية، فالحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية، ما أجبرهم على البقاء دون طعام لثلاثة أيام متتالية.
تشريح جثمانه كشف عن عدم تناوله أي طعام منذ 72 ساعة؛ ما يبين الظروف المعيشية الصعبة التي كان يقاوم فيها.
*كيف قُتل السنوار؟*
أعلنت القوات الإسرائيلية، أن مقتل يحيى السنوار، قائد حركة حماس، جاء على يد عناصر دورية روتينية يوم الأربعاء، حيث كان جنود من لواء 828 (بيسلاخ) يتحركون عبر مدينة رفح جنوب قطاع غزة عندما واجهوا ثلاثة مسلحين فلسطينيين. خلال المطاردة، انفصل السنوار عن رفاقه الاثنين، ما أدى إلى تدخل القوات الإسرائيلية.
أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مبنيين، الأول كان يختبئ فيه المسلحان الآخران، بينما كان السنوار يختبئ في المبنى الآخر.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام والمسؤولين العسكريين الإسرائيليين، لم تكن هناك معلومات استخباراتية تؤكد تواجده في تلك المنطقة.
في مشهد أخير وثقته القوات الإسرائيلية، ظهر السنوار في فيديو تم تصويره "قبل لحظات قليلة" من مقتله، وهو يجلس على أريكة داخل مبنى مدمر جزئيًا، وكانت يده مصابة بشكل بالغ، فيما كان يغطي وجهه بكوفية.
أظهرت اللقطات المتداولة السنوار وهو يرمي عصا باتجاه طائرة مسيرة تقترب منه في لحظاته الأخيرة.
وبعد مقتله، أكدت القوات الإسرائيلية هويته من خلال فحص الحمض النووي وفحص أسنانه، بالإضافة إلى تحقيقات جنائية أخرى.
يذكر أن السنوار لم يظهر علنًا منذ اندلاع الحرب بعد الهجوم الذي قادته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي كان هو العقل المدبر له.
شكّل مقتله ضربة قوية لحركة حماس التي تقاتل القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام.