أستاذ علاقات دولية: ما يحدث بين إسرائيل وإيران حرب استخبارات دقيقة

أستاذ علاقات دولية: ما يحدث بين إسرائيل وإيران حرب استخبارات دقيقة

أستاذ علاقات دولية: ما يحدث بين إسرائيل وإيران حرب استخبارات دقيقة
قصف إيران

شهدت الساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة استهدفت مواقع حساسة داخل الأراضي الإيرانية، من بينها منشآت نووية، ومقار قيادية للحرس الثوري، إضافة إلى مبنى التلفزيون الرسمي الإيراني في طهران.

وأفادت وسائل إعلام دولية، بأن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب سقوط عشرات القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين. 

كما تسبب الهجوم في تدمير جزء كبير من مبنى التلفزيون الإيراني، وانقطاع البث المباشر بشكل مفاجئ بعد سماع دوي انفجار داخل الاستوديو.

وردًا على ذلك، شنت إيران هجومًا واسعًا باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة استهدف عدة مناطق في إسرائيل، من بينها تل أبيب وحيفا وبئر السبع؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين الإسرائيليين، وإلحاق أضرار مادية واسعة بمبانٍ ومنشآت حيوية.

من جهتها، أكدت الحكومة الإسرائيلية، أن الضربات تأتي في إطار "حق الدفاع المشروع ضد التهديد الإيراني المتنامي"، فيما توعدت طهران بـ"رد موجع ومفتوح في الزمان والمكان".

وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية أوسع، وسط تحركات دبلوماسية أمريكية وأوروبية لاحتواء التصعيد، بينما تبقى السيناريوهات مفتوحة على احتمالات التصعيد أو الدخول في مسار تفاوضي مشروط من الجانبين.

أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران يُعد أخطر مراحل المواجهة بين الطرفين منذ عقود، مشيرًا إلى أن ما يجري هو "حرب استخبارات دقيقة تُدار بعقول أكثر من أن تُدار بجيوش"، وأن استهداف مبنى التلفزيون الإيراني يمثل تطورًا رمزيًا ونفسيًا خطيرًا في سياق الصراع.

وقال فارس، في تصريحات للعرب مباشر: إن الضربات الإسرائيلية التي طالت منشآت نووية وعسكرية وأمنية داخل العمق الإيراني، تعكس تطورًا لافتًا في القدرات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي لتل أبيب، كما تعكس في الوقت ذاته حجم المخاوف من اقتراب إيران من العتبة النووية.

وأضاف: أن ردّ طهران باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة يشير إلى أن إيران ستتبنى سياسة "الرد المحدود والمتكرر"، بحيث تحافظ على هيبة الردع دون الانجرار إلى حرب شاملة قد لا تكون مستعدة لها الآن.

وأوضح فارس، أن السيناريو الأخطر يتمثل في توسع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا إقليمية أخرى، مثل حزب الله في لبنان أو الفصائل العراقية، ما قد يفتح جبهات متعددة تضع المنطقة بأكملها أمام سيناريو حرب إقليمية واسعة النطاق.

واختتم بقوله: "المطلوب الآن تحرك دولي سريع لتثبيت خطوط التهدئة، لأن استمرار التصعيد دون سقف سياسي واضح قد يقود إلى فوضى استراتيجية تخرج عن السيطرة".