الاتفاق السعودي الإيراني.. كيف يؤثر التقارب في تهدئة الصراعات والأوضاع في العراق؟
يؤثر الاتفاق السعودي الإيراني في التقارب في تهدئة الصراعات والأوضاع في العراق
عقب الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني الذي يصفه البعض بالتاريخي لتخفيف التوترات وتطبيع العلاقات بين البلدين، والذي يعد تطورا مهما في المشهد السياسي للشرق الأوسط، إلا أن الاتفاق له تداعيات بعيدة المدى على دول أخرى من بينها العراق.
حيث يمكن للعراق، الذي علق منذ فترة طويلة في وسط التنافس السعودي الإيراني، أن يستفيد أيضاً من تحسن العلاقات بين البلدين، حيث عانت العراق من التوترات المتصاعدة من قِبل الميليشيا الإيرانية في البلاد والمطامع الإيرانية ونهب وخيرات وثروات العراق بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لعقود من الزمن.
التدخلات الإيرانية في العراق
كما شهدت العراق تدخلات إيرانية في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد يمكن أن يوفر الاتفاق السعودي الإيراني فترة راحة بين جميع الأطراف خاصة العراق التي تعيش حالة من الانتعاشة السياسية، للتخلص من التوترات الإقليمية التي تعيق تقدم المنطقة.
وقد أدى العراق دوراً كبيراً في الوساطة بين السعودية وإيران، بعد استضافة بغداد لجولات الحوار بين الجانبين، ومن ثَم يتوقع أن ينعكس الاتفاق بينهما إيجابياً على الساحة العراقية، وقد يسهم التقارب السعودي الإيراني في رأب الصدع بين القوى الشيعية والسُّنية في العراق، وهو ما يعني الإسهام في حلحلة المشكلات منذ عام 2003.
كما أن خفض التوتر مع طهران من شأنه أن يوقف الخطاب التحريضي للمنابر الإعلامية العراقية التابعة لإيران ضد المملكة، قد يكون ذلك من خلال التعاطي الإيجابي لكل من الرياض وطهران مع التحالف الذي يضم الأردن والعراق ومصر المعروف باسم "الشام الجديد"، وزيادة التعاون بين أعضائه، بما يؤدي إلى المزيد من الدعم لأمن واستقرار العراق.
وعلى الرغم من كل هذه المزايا التي قد يحققها الاتفاق السعودي الإيراني، فإنه من غير المرجح أن يؤدي إلى تقليل أو إنهاء النفوذ العسكري الإيراني في العراق.
الاتفاق السعودي الإيراني يعكس طمأنة
ويقول الدكتور عبد الكريم الوزان، الخبير الإستراتيجي العراقي، أن الاتفاق السعودي - الإيراني يعكس طمأنة للخليج لاسيما وأن الخليج تحت مرمى الصواريخ الإيرانية في حالة أي اعتداء أميركي أو إسرائيلي على إيران أو مفاعلها النووي.
وأضاف الوزان في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الاتفاق يعكس تطلعات دولية لحماية مصالح مثل حماية مصالح أميركا، ولكن الاتفاق برغم ما تضمنه إلا أنه لا يعني توقف إسرائيل وأميركا عن نواياها بتوجيه ضربات لطهران، وأن ما يعكس الاتفاق الداخلي لتجنيب السعودية خطر صواريخ إيران، والآن تأخذ أميركا وإسرائيل حرياتهم في تحقيق أهداف عسكرية.
وأكد الوزان أن الاتفاق السعودي الإيراني ينعكس على هدوء الأوضاع في العراق، لكن لا يوقف الطموحات الإيرانية تجاه تعزيز قواتها ومحاولة تهديد أمن إسرائيل كما يمثل الاتفاق الخليج العربي ودول المنطقة.