عبر بوابة المساعدات.. قطر تخدع العالم وتمرر تمويلاتها لحزب الله
رغم الفضيحة الضخمة التي أظهرت العلاقة بين قطر وحزب الله اللبناني، إلا أن النظام في الدوحة ما زال ماضيًا في طريق الإرهاب، مستغلة الأكاذيب لكسب غطاء تخفي خلفه جرائمها العديدة.
كذبة جديدة
تستغل قطر علاقتها مع الشعب اللبناني والترويج لمساعدتها وحملاتها الخيرية الكاذبة، لذلك في كل مرة تقدم على خطوة جديدة مثيرة للجدل.
قبل ساعات احتفت المواقع القطرية بأن الدوحة أرسلت طائرتين تابعتين للقوات القطرية الذين وصلوا إلى بيروت، وتحملان مستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل سعة كل منهما 500 سرير لمنطقتي صور وطرابلس بعد منطقتَي الروم والجعيتاوي لتقديم الدعم والمساعدة لحكومة لبنان في تصديها لتفشي فيروس "كورونا"، مشيرة إلى أن ذلك جاء بتوجيهات من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وفي حقيقة الأمر لم تكن تلك الطائرات المجهزة بمستشفيات ميدانية مرسلة للشعب اللبناني، وإنما هم موجهون كمساعدات لحزب الله بالبلاد، حيث انتقلوا إلى جهات تابعة لهم، استمرارا للعلاقات المستفزة بين الطرفين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يتفشى فيه كورونا بقطر، إثر ضعف الجهاز الصحي بالبلاد، فضلاً عن ارتفاع الإصابات بصورة متزايدة، بينما تخفيها الحكومة، وقبل أيام شكرت لبنان قطر لتقديمها دعمًا كبيرًا لها خلال الجائحة، بينما يحتاج الشعب القطري والأجانب على أراضي الدوحة لتلك المساعدات بصورة عاجلة وحاجة بالغة.
مساعدات مزيفة
منذ انفجار بيروت الضخم، الذي وقع في مطلع أغسطس الماضي، سعت الدوحة لاستغلال الأمر والتظاهر بهيئة الدولة الشقيقة، حيث كثفت من الترويج للمساعدات القطرية وحملاتها الخيرية إلى لبنان والتي تهدف إلى وصولهم لعلاقات تربطهم بمؤسسات وأشخاص للحصول على تقدير لبناني.
ومن بين تلك المساعدات ما ادّعته سفارة قطر في بيروت، حيث نشرت أنه تنفيذًا لتوجيهات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تم إرسال مساعدات عاجلة إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وصلت بتاريخ الأحد الموافق 16/ 8/ 2020 إلى مطار رفيق الحريري الدولي، شحنة من المساعدات الإغاثية الإنسانية مرسلة من الهلال الأحمر القطري، على متن طائرتي سلاح الجو الأميري، وبرفقة فريق إغاثي يضم عددًا من منتسبي ومتطوعي الهلال للمساهمة في عمليات إغاثة المتضررين من الانفجار.
ومن قبل تشابهت الأحداث الأخيرة مع النظام، حيث روجت الصحافة القطرية بدعم من السلطة إلى الاحتفاء بأخبار إرسال الدوحة 5 طائرات، بتوجيهات من تميم بن حمد آل ثاني، تحمل المساعدات والإمدادات الطبية، ومستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل سعة كل منهما 500 سرير ومزودين بأجهزة التنفس وبالمعدات والمستلزمات الطبية الضرورية اللازمة لعلاج المصابين جراء الانفجار، فضلًا عن تبرع أمير قطر بـ50 مليون ريال لبيروت من الأموال القطرية الخالصة.
تورط قطر مع حزب الله
وبالتزامن مع تلك المساعدات، سبق أن كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن النظام القطري يمول شحنات الأسلحة الخاصة بحزب الله الإرهابي بلبنان، ما يعرض حياة ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأميركية في قطر للخطر، مشيرة إلى أن قاعدة "العديد" العسكرية في الدوحة هي مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية وأسراب من سلاح الجو الأميركي.
ويعتبر ذلك امتدادًا للدور الذي تلعبه قطر منذ عام 2017 في مخطط تمويل الإرهاب المترامي الأطراف، كما أن منظمة حزب الله اللبنانية هي ميليشيا شيعية بالوكالة، أنشأها فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران (IRGC) في لبنان عام 1982، وصنفتها أميركا ككيان إرهابي، وتعتمد على التمويل والدعم الإيرانيين، وهي مسؤولة عن مقتل مئات من العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان.
وفي فضيحة مدوية، أعلن عميل المخابرات الألمانية "جايسون جي"، (اسم مستعار خوفًا من إعلان هويته من تعرضه للخطر أو الانتقام من جانب عناصر تابعة للدوحة)، أنه تمكن من اختراق النشاطات القطرية في دعم حزب الله وكيف يصله معدات عسكرية نتيجة التمويل القطري، موضحًا شراء الأسلحة في قطر كجزء من عملية واضحة لحزب الله، وأن أحد أفراد الأسرة الحاكمة سمح بتوصيل أجهزة عسكرية إلى الكيان الإرهابي المعين من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لبنان.
كما كشف تورط سفير قطر في بلجيكا عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي في ذلك الأمر، حيث سعى للتفاوض على اتفاق مع العميل الاستخباراتي.
وتضمن الاتفاق دفع قطر مبلغ 750 ألف يورو إلى "جيسون جي" مقابل بقائه صامتًا وعدم فضح ما توصل إليه من مستندات تثبت تورط الحكومة القطرية في تمويل حزب الله سرًّا، مشيرًا إلى أن الخليفي كان قد عمل سابقًا سفيرًا لقطر في برلين بين عامي 2009 و2016.