خبراء لـ العرب مباشر: منفذ عرعر طريق التفاهم بين السعودية والعراق
أكد خبراء أن منفذ عرعر طريق التفاهم بين السعودية والعراق
أكثر من عامين على افتتاح المعبر الحدودي بين العراق والسعودية، "العرعر" والذي يعتبر محطة مهمة في تاريخ العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
وسط أجواء من التفاؤل بتحقيق مكاسب كبيرة للجانبين، حيث كانت هيئة المنافذ الحدودية في العراق أعلنت في 18 نوفمبر 2020، افتتاح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية بشكل رسمي لأغراض تجارية، ثم تطور لاحقا ليُسمَح بمرور المسافرين من مواطني البلدين.
أهمية منفذ عرعر
افتتاح المنفذ الحدودي بين العراق والمملكة العربية السعودية بشكل رسمي، حيث يصبح هذا المعبر خطاً واصلاً بين البلدين، كما يؤدي إلى قفزة نوعية في العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة بينهما، والهدف من المعبر ليس اقتصاديا فقط إنما في فلسفته السياسية التي تشكل انفتاحاً صريحاً على تفاهمات واتفاقيات تعيد كلا البلدين إلى الواجهة الخليجية.
وكان قد أغلق المعبر عام 1990 من قِبل الجانب السعودي بعد الغزو العراقي إلى الجارة الكويت، غير أنه افتتح بشكل جزئي عام 2014 أمام حركة الحجاج، وأعيد إغلاقه مرة ثانية بعد سيطرة تنظيم داعش على مدن شمال وغرب العراق.
ومن الممكن أن يكون منفذ "جديدة عرعر" نواة لبناء منطقة حرة ستكون الأكبر على الحدود البرية للبلدين، وستكون الأكبر على مستوى المنطقة العربية، ويمكن للتجار من البلدين الدخول تلك المنطقة الحرة بحرية، وتبادل البضائع والبيع والشراء وإنشاء المخازن، كما ستكون مكاناً لتصنيع وإعادة تصنيع المنتجات، من دون رسوم جمركية على المواد، وكانت المملكة، تعهدت في الاتفاقية التي وقعتها مع العراق عام 2017، خلال تأسيس المجلس التنسيقي المشترك، على فتح المنفذ وتعبيد الطرق وإنشاء مدينة رياضية.
علاقات تجارية بين البلدين
العلاقات التجارية بين البلدين توسعت لتشمل تبادل المواد الإنشائية والغذائية وغيرها من المواد؛ ما قد يدفع الطرفين لتوسيع المنفذ وتطوير مرافقه الحيوية مستقبلاً، وارتفاع التبادل التجاري عبر منفذ عرعر بنحو 50% في حال بقاء العلاقات السياسية بين الطرفين بشكلها الإيجابي؛ إذ سيسمح بمرور الشاحنات من كلا الطرفين، ولاسيما الخاصة بتجارة "العبور" وهو ما سيسهم بتوفير الآلاف من فرص العمل.
نقط اتصال بين العراق والسعودية
ويقول الباحث السياسي العراقي إحسان الشمري: إن المنفذ مهم بالنسبة للعراق والمملكة العربية السعودية، خاصة أنه لا يعد منفذا اقتصاديا أو حتى تجاريا فقط، ولكنه نقطة اتصال بين العراق والمملكة العربية السعودية، وتم تفعيله لزيادة الروابط بين الدولتين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الاجتماعات والوفود كلها تصب لدفع العلاقات للأعلى، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وهذا المنفذ ينظر له على أنه جزء من العراق في اتجاه المملكة في ظل أزمة اقتصادية عراقية والمنفذ سيلعب دوراً كبيراً لرفع أزمات العراق عن الشعب الذى يعاني.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية السعودي، منيف الملافح، أن منفذ العرعر يشكل نقطة مهمة في العلاقات السعودية العراقية وافتتح منذ سنتين ويجري العمل على تطويره والهدف زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وهناك توجهات لإنعاش الاقتصاد العراقي، وإدخال المنتجات العراقية ليس فقط في أسواق السعودية وإنما أيضاً لدول الخليج العربي، من خلال تجارة الترانزيت وهي خطوة تؤدي إلى فتح المجال للعراق وإعادته للحاضنة العربية.
وأضاف الملافح في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الاقتصاد العراقي يعاني نتيجة لعدم الاستقرار السياسي في العراق وكثرة الميليشيات، والعرعر هو خطوة جريئة، ويساهم في زيادة عدد حجاج العراق، وكلها خطوات بدأتها العراق في عهد حكومة الكاظمي بدعم سعودي لأنها تعتبر العراق دولة من العمق العربي ومؤثرة ولها مكانتها في النظام العربي، وهذا الأمر يساهم مستقبلا في تقوية العلاقات السياسية بين العراق ودول الخليج العربي، ويفتح المجال لدول أخرى للمرور عبر العراق والنفاذ من المنفذ لدول الخليج كتركيا، وينعكس إيجابيا على السعودية ودول الخليج والعراق من جهة أخرى.