مع اقتراب موعد وصولها.. هل يمكن حل الأزمة الليبية على يد ستيفاني خوري؟

اقترب موعد وصول ستيفاني خوري

مع اقتراب موعد وصولها.. هل يمكن حل الأزمة الليبية على يد ستيفاني خوري؟
الدبلوماسية الأميركية خوري

تعيش ليبيا أجواء سياسية مثيرة في الآونة الأخيرة، إثر استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي من منصبه تاركًا رسالة قوية تدل على عدم التوافق السياسي في البلاد التي تعاني من أزمات سياسية كبرى بعد الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، فيما سمي بالربيع العربي.

ومع وصول الأزمة إلى تعقيد كبير، يبدو وأن الليبيين يأملون بأن تكون المستشارة الأممية ستيفاني خوري التي تصل إلى العاصمة طرابلس مستقبلاً، ستكون لديها إلهاماً أكبر في الخروج من الأزمة الكبرى التي ضربت البلاد مع عدم وجود توافق سياسي وتواجد مليشيات متعددة كبرى. 

مفترق الطرق  

بعدما قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مارس الماضي بتعيين الدبلوماسية الأميركية خوري كنائبة للممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي، لكن مع تقدم الأخير باستقالته، باتت العملية السياسية بالبلاد في مفترق طرق، بالنظر إلى تمسك أطراف الأزمة بمواقفهم الرافضة للتوافق للخروج من حالة الجمود التي تعاني منها ليبيا.

وخوري لديها معرفة جيدة بمدى تعقيدات الأزمة الليبية، وربما تكون قد تابعت تصريحات المبعوثين السابقين، خصوصًا باتيلي الأخيرة، وعليها إن أرادت النجاح في تحقيق شيء ملموس التركيز على ما جرى إهماله في السابق، خصوصًا ملف توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية الذي نراه مفتاح الحل الأهم للأزمة.  

الحل النهائي بعد عقد من الانقسامات 
 
ويأمل الشعب الليبي في أن تكون خوري هي المبعوث الأخير الذي سينجح في الوصول إلى حلول سياسية خاصة بين الجانبين المشير خليفة حفتر، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، حيث تأتى خوري بأكثر من 30 عامًا من الخبرة في دعم العمليات السياسية، ومحادثات السلام، والوساطة في حالات النزاع وما بعد النزاع، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط.

وهو ما يعيد السؤال حول مدى قدرتها على إحداث اختراق في جدار الأزمة المستعصية منذ ما يزيد على 12 عامًا، حيث ربط ليبيون بين تعيين خوري وسابقتها في المنصب، حول توغل السياسات الأمريكية في دواخل الشأن الليبي. 

ويقول الباحث السياسي الليبي حسين مفتاح: إن أمام حالة الانقسام السياسي والحكومي، قدرة خوري على حلحلة الأزمة، وإيجاد مخرج يسمح بالاتجاه نحو عقد الاستحقاق الرئاسي المؤجل، لديها الثقل الأميركي، وربما بعض الأوروبي من ورائها، ولذلك قد تحظى ببعض النجاح.  

وأشار مفتاح - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن التناقضات الدولية والإقليمية ومصالحها المتضاربة، ستكون من أهم العوائق أمامها، خاصة وأنها أمريكية والصراع الحالي للسيطرة والنفوذ بين روسيا والصين والولايات المتحدة، ولذلك على خوري إيجاد توافق أميركي - روسي، وهذا بالتأكيد أمر صعب، وكذلك تحقيق توافق إقليمي خصوصًا بين مصر وتركيا مثلاً.