اغتيال الجنرال كيريلوف.. عملية معقدة تعيد إشعال التوتر الروسي الأوكراني
اغتيال الجنرال كيريلوف.. عملية معقدة تعيد إشعال التوتر الروسي الأوكراني
نفذت أوكرانيا عملية تفجير مدروسة أسفرت عن اغتيال الجنرال الروسي إيغور كيريلوف في موسكو، العملية أثارت تساؤلات حول أبعاد المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، كيريلوف الذي شغل منصب قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، كان هدفًا لعملية اغتيال حملت توقيع الاستخبارات الأوكرانية.
العملية التي نفذت باستخدام عبوة ناسفة مخفية على دراجة كهربائية، كشفت عن استراتيجية جديدة في إدارة الصراع بين الطرفين، حيث تم استغلال عناصر أجنبية ومراقبة حية عن بُعد، ومع تصاعد حدة الاتهامات بين موسكو وكييف، تتجه القضية إلى مجلس الأمن في خطوة تعكس أبعادًا سياسية ودولية أوسع.
*خيوط المؤامرة.. كيف نُفذت العملية؟*
أعلنت هيئة التحقيق الروسية توقيف مواطن أوزبكستاني، يبلغ من العمر 28 عامًا، للاشتباه بتنفيذه عملية الاغتيال التي أودت بحياة الجنرال كيريلوف ومساعده إيليا بوليكاربوف.
ووفقًا لبيان الهيئة، جُند المتهم من قِبل أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، التي زودته بتعليمات دقيقة حول تنفيذ العملية.
وصل المشتبه به إلى موسكو حاملًا عبوة ناسفة، أخفاها داخل دراجة كهربائية وركنها قرب مقر إقامة الجنرال؛ لضمان مراقبة دقيقة، استأجر سيارة مزودة بكاميرا نقلت المشاهد مباشرة إلى مخططي العملية في مدينة دنيبرو الأوكرانية.
وبمجرد خروج الجنرال ومساعده من المبنى، تم تفجير العبوة عن بُعد؛ ما أدى إلى مقتل الاثنين.
وتشير التحقيقات، أن المشتبه به وُعد بمكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار، بالإضافة إلى فرصة الانتقال للإقامة في إحدى الدول الأوروبية، ما يكشف عن استثمار أوكرانيا في استخدام أساليب غير تقليدية لضرب الأهداف الروسية.
*من الجنرال كيريلوف؟*
كان الجنرال كيريلوف، 54 عامًا، أحد الشخصيات المؤثرة في القوات الروسية، حيث ترأس وحدات الدفاع الكيميائي والإشعاعي.
شملت مسيرته المهنية تطوير استراتيجيات عسكرية جعلت منه هدفًا بارزًا للانتقاد الغربي، فرضت المملكة المتحدة عليه عقوبات في وقت سابق، مشيرة إلى تورطه في استخدام أسلحة كيميائية خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وبالنسبة لأوكرانيا، لم يكن كيريلوف مجرد ضابط عسكري، بل رمزًا لسياسة "الإبادة" التي تتهم كييف القيادة الروسية بممارستها.
مصدر أمني أوكراني أكد مسؤولية بلاده عن العملية، مشيرًا أن الجنرال كان متورطًا في "جرائم حرب".
*رد روسي غاضب: التصعيد الدولي قادم*
لم تتأخر موسكو في الرد على عملية الاغتيال، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنها ستطرح القضية أمام مجلس الأمن الدولي في 20 ديسمبر.
ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، شددت على أن جميع المتورطين في هذه الجريمة سيتم القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
وألمحت موسكو، أن العملية لا تمثل مجرد هجوم عشوائي، بل جزءًا من استراتيجية أوكرانية تستهدف الشخصيات القيادية بهدف زعزعة استقرار الصفوف الروسية، وهو ما قد يدفع روسيا للرد بعمليات انتقامية. .
*الاغتيال كأداة للحرب.. تحول في قواعد الاشتباك*
من جانبه، أكد د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: أن عملية اغتيال كيريلوف تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث تتحول المواجهات من ساحات المعارك التقليدية إلى استهداف الرموز والشخصيات المؤثرة.
وأضاف المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر": أن استخدام عناصر أجنبية، والتخطيط الدقيق، واعتماد تقنيات حديثة، كلها مؤشرات على تصعيد غير تقليدي قد يعيد تشكيل قواعد الاشتباك.
وتابع المنجي: مع لجوء موسكو إلى مجلس الأمن، يُتوقع أن يشهد المجتمع الدولي مزيدًا من الانقسام، حيث ستستغل روسيا الحادثة لتعزيز موقفها في مواجهة الدعم الغربي لأوكرانيا.
واختتم أستاذ العلوم السياسية: أن هذه العملية تعكس تغيرًا واضحًا في طبيعة الصراع، حيث أصبحت الحروب تعتمد بشكل متزايد على استهداف القيادات والشخصيات الرمزية لتحقيق مكاسب سياسية ومعنوية.
وأشار أن الرد الروسي قد لا يقتصر على المجال الدبلوماسي، بل قد نشهد تصعيدًا عسكريًا أو عمليات استخباراتية مضادة تستهدف رموزًا أوكرانية.
وشدد المنجي على أن استمرار هذا النهج سيزيد من تعقيد الأزمة ويؤجج الصراع الإقليمي، ما يستدعي تحركًا دوليًا لتجنب مزيد من التصعيد الذي قد يجر المنطقة إلى مواجهات أوسع، ويؤثر على الأمن والاستقرار العالميين.