تطبيق إيراني للزواج.. ارتفاع معدلات الطلاق خطر يهدد الإيرانيين

ارتفعت معدلات الطلاق في إيران بشكل ملحوظ مما يعد خطرا يهدد المجتمع

تطبيق إيراني للزواج.. ارتفاع معدلات الطلاق خطر يهدد الإيرانيين
صورة أرشيفية

جاءت الإحصائيات الأخيرة في إيران لتكشف عن ارتفاع مفزع في نسب الطلاق، بما يسلط الضوء على مشكلات الحالة السياسية في البلاد وأثرها على الجوانب الاجتماعية في الجمهورية الفارسية.

وكانت منظمة الأحوال المدنية الإيرانية أعلنت يوم  4 يوليو/ تموز الجاري، عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الطلاق بين الإيرانيين، خلال العام الماضي، موضحة أن معدل الطلاق بلغ أعلى مستوى له منذ بدء أعمالها في إيران.

إحصائيات مفزعة

ووفقا لتقرير لصحيفة "شهروند" الفارسية، ونقلته صحيفة "إيران إنترناشيونال"، تشير الإحصاءات التي أجرتها منظمة الأحوال المدنية، إلى أنه مع كل ألف حالة زواج تم في إيران خلال العام الماضي، حدثت 318 حالة طلاق، أي أن هناك ٢٠ حالة طلاق تقع في إيران كل ساعة واحدة.

وتوضح إحصاءات المنظمة أنه قبل عشرين سنة، أي في عام 1998، لم تكن تقع أكثر  من 80 حالة طلاق فقط مقابل كل ألف حالة زواج، ما يشير إلى ارتفاع نسب الطلاق بين الإيرانيين إلى أكثر من ٤ أضعاف خلال العقدين الأخيرين.

حالة طلاق مقابل ٨ زيجات

كذلك، كشفت إحصاءات الهيئة الوطنية للسجل المدني الإيراني، عن تسجيل حوالي 307300 حالة زواج مقابل 99600 حالة طلاق في إيران بين مارس/ آذار، وديسمبر/ كانون الأول 2020. 

وبحسب البيانات، شهد عام 2008، تسجيل حالة طلاق واحدة لكل ثماني زيجات.

وتؤكد "إيران إنترناشيونال"، أن هذه النسب تشير إلى ما ألقت به الأوضاع الاقتصادية السيئة في إيران على الحياة الاجتماعية، معتبرة أن ذلك هو أحد الأسباب الرئيسية للطلاق.

الشيخوخة تهدد إيران

وفي غضون ذلك، انخفض النمو السكاني السنوي في إيران خلال عام 2020 إلى 1.29 في المئة، بينما أكثر من نصف سكان إيران هم تحت سن 35. 

إلا أن الحكومة الإيرانية حذرت من الموقف خشية إصابة إيران بالشيخوخة، مؤكدة أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء حيال ذلك، فقد تصبح إيران واحدة من الدول التي تعاني الشيخوخة خلال العقود الثلاثة المقبلة.

حوافز للزواج والإنجاب 

وأقر البرلمان الإيراني مشروع قانون في شهر مارس/ آذار الماضي، يفرض على الحكومة تقديم حوافز مالية للزواج وللأزواج الذين لديهم أكثر من طفلين، إلا أن مجلس صيانة الدستور لم يوافق عليه بعد نظرا للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وإلى جانب ذلك، بدأت السلطات الإيرانية في تقليص خدمات تنظيم الأسرة في المستشفيات الحكومية، ولم تعد عمليات الإخصاء متاحة، ولا حتى تقديم موانع الحمل إلا للنساء اللائي يعانين من مخاطر صحية.

تطبيقات المواعدة 

ويبدو أن الدولة الإيرانية تستشعر خطرا حيال شبابها، إذ كشفت إيران النقاب عن تطبيق مواعدة يهدف إلى تسهيل "الزيجات الدائمة"، في محاولة لمواجهة ارتفاع معدل الطلاق وانخفاض معدل المواليد.

والتطبيق باسم "همدم"، ويعني (شريك/شريكة بالفارسية)، ويزعم أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي للعثور على شريك مناسب "فقط للعزاب الساعين للزواج الدائم"، ولمن يرغبون في الارتباط بزوجة واحدة فقط.

وتشير الـ"بي بي سي" البريطانية إلى أن تطبيقات المواعدة تحظى بشعبية كبيرة في إيران، فيما سيصبح تطبيق "همدم" هو التطبيق الرسمي من الآن وصاعدا.

وبحسب التقرير، فإنه عند العثور على شريك مناسب، سيعمل التطبيق على "تقديم العائلات وتعريفهم على بعضهم البعض من خلال مستشاري الخدمة"، الذين "سيرافقون ويتابعون" الزوجين لمدة أربع سنوات بعد زواجهما.

​​