أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، أثناء حديثه مع الصحفيين على متن طائرته الخاصة، عن عزمه على الإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، كما هدد بشكل جاد بضم كندا إلى الولايات المتحدة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال ترامب: "سنعلن أيضًا عن رسوم على الصلب يوم الاثنين، أي صلب قادم إلى الولايات المتحدة سيكون عليه رسوم بنسبة 25%". وأضاف: "الألومنيوم أيضًا".

كما أشار ترامب، أنه يخطط لعقد مؤتمر صحفي منفصل يوم الثلاثاء أو الأربعاء للإعلان عن رسوم جمركية جديدة متبادلة ضخمة، والتي قد تتساوى مع الرسوم الجمركية التي تفرضها البلدان الأخرى على السلع الأمريكية، بحيث تكون معادلة دولارًا بدولار.

وأضاف ترامب قائلاً: "ببساطة شديدة، إذا فرضوا علينا رسومًا، نحن نفرض عليهم أيضًا".

الرسوم الجمركية

لم يقدم ترامب الكثير من التفاصيل حول مدى توسع الرسوم الجمركية الجديدة أو موعد تطبيقها. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الرسوم الجديدة على الصلب والألومنيوم ستضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية على الصادرات من دول مثل الصين.

وكان ترامب قد أعلن في عام 2018، خلال إدارته السابقة، عن فرض رسوم بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم، على الرغم من أنه رفع تلك الرسوم عن المكسيك وكندا في العام التالي.

وفي الأسبوع الماضي، فرض ترامب رسومًا بنسبة 10% على جميع السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية المفروضة بالفعل على الصين. 

وبعد تطبيق تلك الرسوم يوم الثلاثاء، ردت الصين سريعًا بفرض رسوم على بعض الشرائح والمعادن، وبدأت التحقيق في شركة جوجل وأدرجت شركة تصنيع ماركات "كالفن كلاين" و"تومي هيلفيغر" في قائمة الكيانات غير الموثوقة.

ومع ذلك، بدأ ترامب في تقليص تلك الرسوم الجمركية، حيث علّق فرض الضرائب على أي سلع بقيمة 800 دولار أو أقل مستوردة إلى الولايات المتحدة حتى تتمكن وزارة التجارة من تطوير نظام لفرض تلك الضرائب على السلع التي يصعب تتبعها. كما علّق ترامب أيضًا الرسوم الجمركية بنسبة 25% على واردات المكسيك وكندا حتى 1 مارس على الأقل.

خطر على الاقتصاد الأمريكي

وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه ورغم أن الولايات المتحدة لم تعد الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على التصنيع كما كان في السابق، إلا أنها ما تزال تستهلك عشرات الملايين من الأطنان من الصلب والألومنيوم سنويًا، وهو ما يغذي صناعات مثل صناعة السيارات، الفضاء، إنتاج النفط، البناء والبنية التحتية مثل الطرق والجسور. 

ومن شأن الرسوم الجمركية أن تزيد من تكلفة الإنتاج في تلك الصناعات بسبب زيادة تكلفة الصلب المستورد، وكذلك لأن منتجي الصلب والألومنيوم المحليين قد يرفعون أسعار منتجاتهم نتيجة لتقليص المنافسة من الواردات منخفضة الأسعار، وقد أشاد قطاع الصلب بإمكانية فرض الرسوم الجمركية لحماية مصالح أمريكا.

وقال كيفن ديمبسي، الرئيس التنفيذي لمعهد الصلب الأمريكي، الذي يمثل شركات صناعة الصلب: "نرحب بالتزام الرئيس ترامب المستمر بصناعة الصلب الأمريكية القوية، والتي تعتبر أساسية للأمن القومي الأمريكي والازدهار الاقتصادي".

وأضاف: "نتطلع للعمل عن كثب مع الرئيس وإدارته لتنفيذ أجندة تجارية قوية ومتجددة للتعامل مع العديد من السياسات والممارسات الأجنبية التي تشوه الأسواق وتخلق عدم تكافؤ في المنافسة لصانعي الصلب الأمريكيين".

وتعد كندا والمكسيك أكبر المصدرين للصلب إلى الولايات المتحدة، حيث تحتل كندا المرتبة الأولى والمكسيك المرتبة الثالثة. 

ووفقًا لبيانات حكومية قدمها معهد الصلب الأمريكي، فإن كندا تمثل الآن نحو ربع الصلب المستورد من قبل الشركات الأمريكية من حيث الوزن، بينما تمثل المكسيك حوالي 12%.

ومن جانبها، قالت الاتحاد الأوروبي، الذي يعد السوق الأمريكي أكبر سوق لتصدير الصلب والحديد إليه في عام 2023، يوم الاثنين: إنه لا يرى "مبررًا لفرض رسوم على صادراته".

وقال أولوف جيل، المتحدث باسم التجارة في المفوضية الأوروبية، في بيان: "سنتخذ إجراءات لحماية مصالح الشركات الأوروبية والعاملين والمستهلكين من التدابير غير المبررة".