واشنطن بوست: مقترحات ترامب في غزة تنذر بكارثة وتربك الشرق الأوسط
واشنطن بوست: مقترحات ترامب في غزة تنذر بكارثة وتربك الشرق الأوسط

كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته الجريئة لإعادة تشكيل قطاع غزة، والتي تتضمن إزالة السكان الفلسطينيين وتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية، وصفها بـ"ريفييرا البحر الأبيض المتوسط"، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وصرّح ترامب بأنه درس المسألة "من جميع الزوايا وعلى مدى أشهر طويلة"، مشددًا على ضرورة تعلم الدروس من التاريخ لتجنب التكرار المستمر لدورات العنف في غزة.
خطة غير قابلة للتنفيذ
في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد ترامب أن النهج التقليدي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يؤدِ إلا إلى استمرار الموت والدمار. وقال: "لا يمكننا أن نستمر في تكرار نفس العمليات، يجب أن نتعلم من الماضي".
وأعرب نتنياهو عن تأييده الكامل للخطة، واصفًا إياها بأنها "فكرة رائعة يجب تنفيذها".
تتناقض خطة ترامب مع عقود من الدعم الأمريكي لحل الدولتين الذي يحظى بتأييد عالمي واسع، بما في ذلك الإدارات الجمهورية والديمقراطية السابقة.
وبينما قوبلت الفكرة بانتقادات واسعة النطاق، لاقت تأييدًا قويًا من الحكومة الإسرائيلية. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، عن توجيه الجيش الإسرائيلي لوضع خطة تهدف إلى تسهيل "رحيل طوعي" لسكان غزة من القطاع المدمّر؛ لتمهيد الطريق لإعادة الإعمار.
تتضمن الخطة إعادة توطين سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة في مناطق أخرى، وتحويل القطاع إلى مشروع تطوير عقاري عالمي بالشراكة مع فرق تنموية دولية.
وأكد ترامب - على منصته في وسائل التواصل الاجتماعي-، أنه لن يكون هناك حاجة إلى استخدام القوات الأمريكية لتطبيق الخطة، مشيرًا أن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال.
انتقادات وتحذيرات
وصف العديد من الخبراء والسياسيين الخطة بأنها غير واقعية، مع اتهامات بأنها تعزز سياسات الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخها.
واعتبر محللون، أن الخطة، بما تتضمنه من نقل قسري للسكان، تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وقال آرون ديفيد ميلر، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "إذا أصبحت هذه الخطة واقعًا، فإنها ستنضم إلى قائمة طويلة من المغامرات الأمريكية الفاشلة في الشرق الأوسط".
وأضاف: "الخطة تكافئ سياسات الحكومة الإسرائيلية المتشددة وتزيد من تعقيد الصراع".
وعلى مدى العقود الماضية، فشلت الجهود الأمريكية المتكررة في تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بدءًا من اتفاقية أوسلو عام 1993 وصولًا إلى محاولات إدارة بايدن لإحياء حل الدولتين.
وجاءت خطة ترامب في وقت يعاني فيه القطاع من دمار واسع النطاق نتيجة التصعيد الأخير، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 46,000 فلسطيني وفقًا لوزارة الصحة في غزة.