الجيش الإسرائيلي: لا يُمكن تنفيذ خطة ترامب بتفريغ غزة من الفلسطينيين

الجيش الإسرائيلي: لا يُمكن تنفيذ خطة ترامب بتفريغ غزة من الفلسطينيين

الجيش الإسرائيلي: لا يُمكن تنفيذ خطة ترامب بتفريغ غزة من الفلسطينيين
ترامب

في الوقت الذي لا تزال فيه آثار الحرب على غزة تُلقي بظلالها الثقيلة، تُواصل "خطة ترامب لغزة" إثارة موجات من الجدل داخل إسرائيل وخارجها. هذه الخطة، التي طرحت كحلّ لإنهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع، قوبلت بانتقادات واسعة ومخاوف عميقة سواء داخل الأوساط السياسية أو العسكرية في إسرائيل، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

شكوك في إسرائيل


وأعربت مصادر داخل الجيش الإسرائيلي عن شكوكها العميقة في إمكانية تنفيذ الخطة، معتبرة أنها أقرب لأن تكون وسيلة دعائية لتحقيق أهداف سياسية داخلية في إسرائيل، وليس حلًا عمليًا.


كما أشار مسؤولون كبار في الجيش إلى أن نجاح الخطة يعتمد على عاملين رئيسين: وهما رغبة الفلسطينيين في مغادرة القطاع، ووجود دول مستعدة لاستقبالهم.


وتابع المسؤولون أن كلا الشرطين يبدو بعيد المنال حاليًا.


ويقول أحد ضباط الجيش الإسرائيلي البارزين: "ربما كان يُمكن تنفيذ الأمر تدريجيًا، لكن تقديمه كعملية تهجير قسرية أدى إلى رفض واسع، خاصة من الدول العربية". 


فيما قال مسؤول ثالث إنه إلى جانب العقبات الخارجية، تُعتبر سيطرة حركة "حماس" على القطاع تحديًا كبيرًا أمام تنفيذ أي خطة من هذا النوع.


ويرى الخبراء أن "الحس الوطني" للفلسطينيين والتمسكبالأرض يجعل من الصعب تحقيق هدف تهجير جماعي.

محاولات سابقة


وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أشار إلى تجربة سابقة، حين سمح لآلاف الفلسطينيين بمغادرة غزة عبر معبر "اللنبي" قبل نحو عقد من الزمن، ورغم نجاح بعضهم في الاستقرار بالخارج، عاد الكثيرون إلى القطاع بسبب صعوبة الظروف المعيشية في الدول المضيفة. 


وأبدى الجنرال شلومي بيندر، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تأييده النظري للخطة، لكنه حذّر من إمكانية أن تُصبح مصدر تصعيد خلال شهر رمضان المقبل، حيث يُتوقع أن يشهد العالم الإسلامي توترًا متزايدًا نتيجة لهذه التحركات.

تعقيدات سياسية


على المستوى السياسي، تبدو الخطة أكثر تعقيدًا، حيث يتطلب تطبيقها تنسيقًا دقيقًا مع دول عربية وغربية، وهي خطوة قد تُواجه بمعارضة كبيرة، ورغم وعود ترامب بأن تصبح غزة "ريفييرا الشرق الأوسط"، يُشير المنتقدون إلى أن الطرح يفتقر إلى الواقعية.


ووفقًا لتقديرات الجيش، غادر حوالي 30 ألف فلسطيني القطاع منذ بداية الحرب الأخيرة، معظمهم عبر معبر رفح. وبينما تم تمويل خروجهم من قبل دول عربية ثرية، لا يزال مصير باقي سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة معلقًا في ظل استمرار الحصار والنزاعات السياسية.