كيف سرقت طالبان حياة بناها الشعب الأفغاني في 20 عامًا؟

سرقت طالبان حياة بناها الشعب الأفغاني في 20 عامًا

كيف سرقت طالبان حياة بناها الشعب الأفغاني في 20 عامًا؟
صورة أرشيفية

منذ أن استولت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان قبل أكثر من عام، تعرض الشعب الأفغاني لانتهاكات حقوقية تفوق ما حدث خلال العقدين الماضيين من وجود القوات الأميركية في كابول، طالبان أول ما فعلته منذ سيطرتها هي إعادة النساء والفتيات إلى المنازل وحرمانهن من التعليم والعمل ووضع ضوابط شديدة التعسف على ملابسهن وأسباب خروجهن من المنازل.

قبل طالبان

صحيفة "آسيا تايمز"، أكدت أن أفغانستان اليوم هي البلد الوحيد في العالم الذي يحظر التعليم الثانوي للفتيات ويقيد عمل الإناث، مع استثناءات محدودة للغاية، وهذا لا يحرم الفتيات والنساء من مستقبلهن فحسب، بل له تأثير أكبر بكثير على المجتمع الأفغاني ومكانة الدولة في العالم، فقد اتبعت طالبان سياسة مماثلة، مسترشدة بعقيدة أصيلة تقليدية، عندما حكمت سابقًا معظم البلاد من عام 1996 إلى عام 2001، لكن منذ ذلك الحين، تغير الكثير بالنسبة للنساء الأفغانيات، وخاصة في المدن، مضيفة أن قبل تولي طالبان الحكم، تضاعف محو الأمية بين الإناث، على الرغم من أنه لا يزال منخفضًا، حيث كانت النساء حريصات على التعليم والحصول على فرص جديدة، وذهب البعض إلى السياسة والخدمة العامة، وبعد انتخابات 2019، كان 27% من البرلمانيين الأفغان من النساء، وهي نفس النسبة في الكونجرس الأميركي الحالي، وكان لكل وزارة ودائرة حكومية امرأة واحدة على الأقل على مستوى رفيع لصنع القرار حيث عملت أكثر من 300 قاضية و1000 مدعية و1500 محامية دفاع في النظام القضائي للحكومة، موضحة أنه على الرغم من أن تمثيل النساء في الأعمال التجارية كان أقل من تمثيلهن في الحكومة، إلا أنه كان هناك أكثر من 17 ألف شركة مملوكة للنساء في البلاد، وكانت النساء أيضًا بارزات في المهن الأخرى بما في ذلك الدبلوماسية والأوساط الأكاديمية والتدريس والصحافة ومنظمات المجتمع المدني، أظهرت استطلاعات الرأي العام أن معظم الرجال الأفغان يفضلون هذه الأدوار الجديدة للنساء.


 
قمع وانتهاك

ووفقًا للصحيفة، فإنه مع استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي، وجدت الفتيات والنساء أنفسهن فجأة محرومات من كل شيء حتى حق الحياة، بلا عمل ويواجهن صعوبات شديدة في الحياة بشكل عام، لكن في البداية، كان هناك بعض الأمل في أن تتصرف حركة طالبان "الجديدة" بشكل مختلف عن ذي قبل، حيث أشار مفاوضو طالبان إلى استعدادهم لقبول دور أنثوي أكثر ليبرالية في المجتمع ومع ذلك، على عكس فريق التفاوض المختلط بين الجنسين التابع للحكومة الأفغانية، كان جميع نظرائهم من الذكور، وتابعت أنه بمجرد وصولها إلى السلطة، أرسلت طالبان في البداية بعض الإشارات المختلطة، حيث تم إغلاق وزارة شؤون المرأة، وبحلول شهر سبتمبر أعيد فتح مدارس للبنين، لكن مدارس ابتدائية فقط للبنات، وتم الاحتفاظ ببعض النساء في مناصب حكومية، ليتم فصلهن فقط عندما يتم تدريب الرجال ليحلوا محلهن، وفي شهر ديسمبر الماضي، أصدرت الحركة مرسوماً يقضي بأن ترفض المرأة الزواج وترث الممتلكات، لكن بخلاف ذلك، كانت جميع إجراءاتها الجديدة قمعية، وتم تقليص وجود المرأة في المجتمع الأفغاني بشكل كبير، وفي مجالات مثل الحياة السياسية أصبح الآن معدومًا، وأضافت أنه ضمن انتهاكات حقوق الإنسان، أجبر مرسوم صدر في 7 مايو النساء على تغطية وجوههن في الأماكن العامة، مع التهديد بعقوبات جسيمة، وحظر آخر في 19 مايو على النساء الظهور في المسرحيات والأفلام التلفزيونية، كما يُطلب من الصحفيات تغطية أجسادهن ورؤوسهن ووجوههن بالكامل أثناء إعداد التقارير، وأشارت إلى أن طالبان تمنع الفتيات والنساء من حقوق تعتبر من أساسيات الحياة في جميع دول العالم وعلى رأسها الدول الإسلامية التي تكرم المرأة وتعزز من دورها.