اليمن.. ميليشيا الحوثي أجبرت المعتقلين على تفضيل الموت بدلًا من الاعتقال

أجبرت ميليشيا الحوثي المعتقلين على تفضيل الموت بدلًا من الاعتقال

اليمن.. ميليشيا الحوثي أجبرت المعتقلين على تفضيل الموت بدلًا من الاعتقال
صورة أرشيفية

تعتبر سجون الحوثي في صنعاء إحدى أبشع سجون العالم، وهو ما أكدته ناشطة يمنية في مجال حقوق الإنسان، بعد أن كشفت عن محاولة انتحار لإحدى النساء داخل سجن يسيطر عليه الحوثيون في صنعاء بعد تعرضها لسوء المعاملة الجسدية والنفسية "الشديدة" من قِبل خاطفيها، بالإضافة إلى الظروف اللاإنسانية في معتقلات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

هروب من العنف

الأسيرة حاولت الانتحار الأسبوع الماضي بقطع شرايين يديها، هرباً من المعاملة التعسفية والتعذيب من قِبل آسري الحوثيين داخل السجن المركزي بصنعاء، وهو أمر تكرر مع أكثر من معتقلة أخرى، حسبما أكدت صحيفة "آرب نيوز" الدولية الناطقة بالإنجليزية، حيث قالت أمة السلام الحاج، رئيسة جمعية أمهات المختطفين، وهي مجموعة تضم آلاف النساء من أسر أسرى الحرب المدنيين: إنه تم إنقاذها من قِبل سجينات أخريات في الغرفة وهي تنزف بنقلها إلى مرفق طبي، مشيرة إلى أنه بعد زيارة أهالي المعتقلات للسجن المركزي في صنعاء انتشر خبر محاولة الانتحار على نطاق واسع.

وقالت: "هناك عنف شديد داخل سجون الحوثيين، وهو ما دفع بعض السجينات إلى محاولة الانتحار أكثر من مرة"، مضيفة أن منظمتها وثقت محاولات انتحار مماثلة من قِبل النزلاء بسبب المعاملة القاسية من قِبل الشرطيات الحوثيين المعروفين باسم زينبيات، بشكل أساسي من آسرة الحوثيين سيئة السمعة تعرف باسم أم الكرار، وأضافت أن انتصار الحمادي، عارضة الأزياء والممثلة اليمنية التي اختطفها الحوثيون من أحد شوارع صنعاء مطلع العام الماضي، حاولت هي الأخرى الانتحار نتيجة سوء المعاملة التي تعرضت لها على يد أم الكرار وغيرها من الخاطفات الحوثيات.

خطف وتعذيب

في السياق ذاته، كشفت الصحيفة الدولية، أنه منذ سيطرة جماعة الحوثي على مناطق في اليمن بالقوة أواخر عام 2014، تعرض المئات من المدنيين للخطف والإخفاء القسري والتعذيب بلا رحمة على أيدي الميليشيات، وفي غضون ذلك، حثت مراسلون بلا حدود الحوثيين على الإفراج الفوري عن الصحفي اليمني الشاب يونس عبدالسلام الذي اختطفته الميليشيات في صنعاء عام 2021، مؤكدة أن حالته الصحية تدهورت وأنه بحاجة إلى رعاية طبية طارئة، حيث قال جوناثان داغر، رئيس مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود: "أثر احتجازه التعسفي لأكثر من عام على صحته العقلية ورفاهيته يحتاج إلى عناية طبية عاجلة، والأهم من ذلك أنه يحتاج إلى الإفراج عنه، ندعو الحوثيين على وجه السرعة إلى إطلاق سراحه"، وقالت عائلة الصحفي للرقابة الإعلامية الدولية: إن الشاب البالغ من العمر 28 عامًا فقد ما يقرب من نصف وزن جسمه، وزادت حالته النفسية والعقلية سوءًا، حيث منعه الحوثيون من الحصول على أدويته، بل ومنعوا الزوار من إحضار الكتب، وقال شقيقه سلطان: "في المرة الأخيرة التي رأيت فيها يونس، كان مدمراً عقلياً".