طهران في حالة تأهب قصوى.. إسرائيل تقترب من المواجهة بدعم أمريكي

طهران في حالة تأهب قصوى.. إسرائيل تقترب من المواجهة بدعم أمريكي

طهران في حالة تأهب قصوى.. إسرائيل تقترب من المواجهة بدعم أمريكي
إيران

تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، مع تزايد المؤشرات على احتمال وقوع ضربة عسكرية إسرائيلية بدعم أمريكي.


 في هذا السياق، وضعت طهران دفاعاتها الجوية والصاروخية في حالة استنفار كامل؛ تحسبًا لهجوم قد يقع في أي لحظة.

 وتأتي هذه الاستعدادات وسط تحذيرات استخباراتية من أن إسرائيل، بدفع من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد تكون على وشك تنفيذ ضربات جوية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وبينما تتعزز التحالفات العسكرية وتتصاعد نذر المواجهة، يظل السؤال الأكبر هل اقتربت المنطقة من نقطة اللاعودة؟  

إيران في وضع الاستعداد: تعزيز غير مسبوق للدفاعات  


تؤكد مصادر حكومية رفيعة أن إيران رفعت حالة التأهب حول منشآتها النووية والصاروخية، معززة أنظمتها الدفاعية في مختلف المواقع الاستراتيجية.

ووفقًا لمسؤول مطلع، فإن "جميع المواقع الحيوية، بما في ذلك المنشآت التي لم يكشف عنها من قبل، باتت تخضع لمستوى عالٍ من الحماية".

وأضاف المصدر -وفقًا لتقرير صحيفة "التليغراف" البريطانية-، أن هذا الإجراء ليس جديدًا، لكنه شهد تصاعدًا ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأول على منشآت إيرانية العام الماضي.  

وتشير التقارير أن إيران عززت قدراتها الدفاعية عبر نشر المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، مع سعيها المستمر للحصول على أنظمة "إس-400" الروسية الأكثر تطورًا، في محاولة لمواجهة أي هجوم محتمل من الطائرات الإسرائيلية المتطورة.  

حرب الظل تخرج إلى العلن؟


لم تكن المواجهة بين إيران وإسرائيل وليدة اللحظة، بل تمتد إلى سنوات من حرب الظل، حيث تبادلت الدولتان الهجمات عبر عمليات سرية وضربات عسكرية مباشرة أو غير مباشرة.

 ففي أكتوبر 2023، نفذت إيران هجومًا مكثفًا ضد إسرائيل باستخدام أكثر من 200 صاروخ، وهو ما ردت عليه تل أبيب بسلسلة غارات جوية على مواقع إيرانية.

لكن التطورات الأخيرة تشير إلى احتمال خروج هذه الحرب من الظل إلى العلن، مع تزايد التكهنات بأن إسرائيل قد تكون على وشك تنفيذ هجوم واسع النطاق ضد طهران، مدعومة بغطاء سياسي وربما عسكري من ترامب.

وتدرك القيادة الإيرانية أن منظومتها الدفاعية الحالية، رغم تطورها، قد لا تكون كافية لمواجهة ضربات جوية مكثفة، خاصة أن إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية فائقة، ما دفع طهران إلى تسريع تطوير نظامها الدفاعي الصاروخي وتعزيز استعداد قواتها لمواجهة أي طارئ.  

الولايات المتحدة وإسرائيل: خطط مشتركة أم رسائل تهديد؟
لا يخفى على أحد أن إسرائيل لن تتمكن من تنفيذ ضربة ناجحة ضد المنشآت النووية الإيرانية دون دعم أمريكي مباشر أو غير مباشر.

في هذا السياق، أكد مسؤولون أمريكيون، أن إدارة بايدن تلقت تقارير استخباراتية تحذر من أن إسرائيل قد تنفذ هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية خلال العام الجاري.  

بدوره، لم يخفِ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعمه المطلق لإسرائيل، حيث صرّح في أكثر من مناسبة بأن "إيران لا يمكن السماح لها بامتلاك سلاح نووي"، في إشارة ضمنية إلى استعداده لدعم أي خطوات إسرائيلية ضد طهران.

كما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز: إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، ما يزيد من الغموض حول الموقف الأمريكي النهائي في حال اندلاع مواجهة عسكرية.  

المسار الدبلوماسي.. أمل ضئيل في تجنب الحرب  

على الرغم من التوتر المتصاعد، ما تزال هناك محاولات دبلوماسية لتجنب التصعيد، حيث تسعى إيران إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018.

 لكن العقبة الأساسية تكمن في تباين الرؤى بين طهران وواشنطن، فبينما تطالب الولايات المتحدة بنزع السلاح النووي الإيراني بالكامل، تتمسك إيران بحقها في تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية، وهو ما يجعل الوصول إلى تسوية دبلوماسية أمرًا صعبًا.  

ومع استمرار الجمود السياسي، يبدو أن إيران تحضّر نفسها لأسوأ السيناريوهات، حيث تستمر في تعزيز قدراتها الدفاعية، تحسبًا لعمل عسكري قد يكون مسألة وقت فقط.