ترامب وعهوده بإنهاء صراعات الشرق الأوسط.. هل اقترب الحل؟
ترامب وعهوده بإنهاء صراعات الشرق الأوسط.. هل اقترب الحل؟
مع فوز دونالد ترامب في انتخابات 2024 وعودته إلى المكتب البيضاوي، برزت تساؤلات جديدة حول توجهاته السياسية تجاه منطقة الشرق الأوسط.
فوز ترامب المفاجئ أعاد إشعال النقاش حول إمكانية تنفيذ وعوده الانتخابية، لا سيما تلك المتعلقة بإنهاء الحروب المستمرة في المنطقة. بالنسبة للجاليات العربية الأمريكية، يبقى السؤال قائماً: هل سيلتزم ترامب بوعوده أم أنها مجرد شعارات رنانة لكسب الأصوات؟
*رئاسة ثانية وتحولات إقليمية*
الفوز غير المتوقع لدونالد ترامب أعاد تسليط الأضواء على سياساته الخارجية، خصوصًا ما يتعلق بالشرق الأوسط.
خلال حملته الانتخابية، أعرب ترامب مرارًا عن نيته إنهاء "الحروب التي لا تنتهي"، مشيراً أن التدخلات الأمريكية الخارجية أثرت سلبًا على البلاد دون تحقيق نتائج تُذكر. وفي ظل ترقب الجاليات العربية، وخاصة المتضررين من النزاعات في بلدانهم، يتساءل الكثيرون إذا ما كان ترامب سيترجم وعوده إلى أفعال أم أنها ستظل في إطار التصريحات الانتخابية.
ملفات الشرق الأوسط ستكون على رأس أولويات ترامب في ولايته الجديدة، حيث تشمل الحروب في غزة ولبنان وسوريا واليمن، إلى جانب العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران. ورغم تقليص ترامب من التدخل العسكري الأمريكي في بعض مناطق الصراع، إلا أن الحلول الحاسمة ما تزال غائبة.
موقفه من إيران والاتفاق النووي، والذي انسحب منه خلال فترة حكمه الأولى، يعكس توجهاً أكثر تشددًا تجاه طهران، ما يثير توقعات بعودة الضغط الاقتصادي والعسكري.
*العرب الأمريكيين*
الجالية العربية الأمريكية تعيش حالة من الترقب والحذر تجاه وعود ترامب. ففي حين يرى البعض أنه قد ينجح في تحقيق استقرار نسبي من خلال تقليل التدخلات العسكرية، يخشى آخرون أن ينصب تركيزه على شعار "أمريكا أولاً"، ما قد يؤدي إلى إهمال الأزمات السياسية والإنسانية التي تعصف بالشرق الأوسط.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتوسعه ليشمل لبنان وسوريا والعراق لا يزال من أكثر القضايا تعقيدًا. وعلى الرغم من انحياز ترامب الواضح لإسرائيل عبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن مساعي تحقيق السلام لم تشهد تقدمًا ملموسًا.
الجاليات العربية والفلسطينية تأمل أن تراجع الإدارة الجديدة سياساتها وتعمل على إيجاد حلول عادلة، خاصة في ظل تصاعد العنف والتوترات.
*تحديات كبيرة*
من جانبه، يرى د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصريحات ترامب بإنهاء حروب الشرق الأوسط يجب أن تُقابل بالحذر، مضيفًا أن النزاعات المعقدة في المنطقة لا يمكن أن تُحل بسهولة دون استراتيجيات دبلوماسية عميقة وحلول سياسية شاملة.
وأضاف المنجي، في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن ترامب يعتمد بدرجة كبيرة على الاقتصاد والقوة العسكرية، وهي أدوات قد لا تفضي إلى سلام دائم. إلا أن التركيز على إعادة بناء الثقة مع الشركاء الإقليميين وتجنب المواجهات المباشرة قد يجعل وعوده أكثر واقعية.
وأكد المنجي، أن وعود ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط تواجه تحديات كبيرة، مشككًا في قدرة الإدارة الأمريكية على تحقيق هذا الهدف في ظل التعقيدات الإقليمية الحالية.
ويقول المنجي: "الشرق الأوسط ليس منطقة يمكن حل مشكلاتها ببساطة عن طريق تقليص التدخلات العسكرية فقط، النزاعات في المنطقة ذات جذور تاريخية ومعقدة، وتتداخل فيها المصالح الدولية والإقليمية.
ويضيف المنجي، أن وعود ترامب الانتخابية جزءًا من محاولات استقطاب الناخبين، خاصة مع تزايد النزعة القومية في الولايات المتحدة. "لكن، عندما يتعلق الأمر بالسياسات الفعلية، نجد أن العديد من الإدارات الأمريكية السابقة التي تبنت شعارات مشابهة لم تتمكن من تحقيق تقدم حقيقي. إدارة ترامب السابقة شهدت تراجعات كبيرة في التعامل مع الأزمات مثل الملف الإيراني والصراع السوري، وهو ما قد يتكرر في حال استمراره في التركيز على الحلول العسكرية والاقتصادية فقط".
ويشير المنجي، أن حل النزاعات في الشرق الأوسط يتطلب أكثر من قرارات عسكرية، مضيفًا، نحن بحاجة إلى رؤية استراتيجية شاملة تتضمن دورًا قويًا للوساطة الدبلوماسية وتحقيق التوازن بين مصالح القوى الإقليمية، التركيز فقط على خفض التكاليف العسكرية لن يؤدي إلى إنهاء الحروب.