خبير مصري : ثورة 30 يونيو أسقطت المشروع الإخواني وأفشلت أخطر تنظيم إرهابي في المنطقة
خبير مصري : ثورة 30 يونيو أسقطت المشروع الإخواني وأفشلت أخطر تنظيم إرهابي في المنطقة

تحل الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو، الحدث المفصلي في تاريخ الدولة المصرية الحديث، والتي خرج فيها ملايين المواطنين إلى الشوارع لإنقاذ الوطن من مخطط اختطاف الدولة لصالح جماعة الإخوان الإرهابية. لم تكن الثورة مجرد حركة شعبية، بل كانت بداية لمعركة شرسة خاضتها مؤسسات الدولة المصرية، في مقدمتها القوات المسلحة والشرطة، ضد تنظيم إرهابي هو الأخطر في تاريخ المنطقة.
فمنذ لحظة إسقاط حكم الجماعة في 2013، دخلت مصر في مواجهة شاملة مع التنظيم الذي لم يتوانَ عن استخدام العنف والترويع، مستغلًا خلاياه النائمة وشبكاته الإعلامية والتمويل الخارجي لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد. لكن الرد كان حاسمًا، حيث أعادت الدولة ترتيب أولوياتها الأمنية، وشنت حملات موسعة في سيناء والدلتا والصعيد، مستهدفة قيادات الجماعة ومخازن السلاح ومراكز التخطيط.
كما تم إصدار تشريعات رادعة لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، وأُسندت للنيابة العامة والقضاء ملفات ضخمة لمحاسبة المتورطين. وفي موازاة ذلك، تم تفكيك الأذرع الإعلامية للتنظيم، والرد على الأكاذيب بالحقيقة، ودعم وعي المواطنين بخطورة المشروع الإخواني، الذي سعى لهدم الدولة وتفكيك مؤسساتها.
خلال 11 عامًا، نجحت مصر في تقويض البنية التحتية للجماعة الإرهابية، ووجهت ضربات استباقية لأفرعها وممولّيها، حتى أصبحت الجماعة منبوذة شعبيًا ومجرّمة قانونيًا، بلا حاضنة داخلية، ولا قدرة على العمل فوق الأرض.
اليوم، في ذكرى الثورة، يقف المصريون على أرض صلبة، بعد أن أعادت الدولة بناء مؤسساتها، واستعادت الأمن، وحمت الهوية الوطنية من مخطط التذويب والانقسام.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع إن ثورة 30 يونيو لم تكن فقط انتفاضة شعبية ضد حكم جماعة الإخوان، بل كانت نقطة تحول حاسمة أنهت أخطر تنظيم إرهابي في المنطقة، كان يخطط لاختطاف الدولة المصرية وتحويلها إلى بوابة للفوضى والتطرف.
وأوضح ربيع، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان كان يعتبر مصر حجر الأساس في مشروع "الخلافة"، الذي يستهدف تفكيك الدول الوطنية في المنطقة، وتصدير الفكر المتطرف تحت غطاء ديني، مشيرًا إلى أن ما حدث في 30 يونيو أوقف هذا المشروع عند حده، وأعاد الأمور إلى نصابها.
وأضاف أن الدولة المصرية خاضت معركة صعبة بعد الثورة، بدأت بتجفيف منابع تمويل الجماعة، وضرب البنية التنظيمية لها، خاصة في سيناء والدلتا، ونجحت بفضل الأجهزة الأمنية والعسكرية في تفكيك شبكاتها السرية، وقطع الاتصال بينها وبين قيادات الخارج.
وأكد الخبير أن الإخوان لم يكونوا مجرد جماعة دينية، بل كيان سري مسلح يمتلك ميليشيات وأذرع إعلامية ومصادر تمويل عابرة للحدود، وكان لا بد من المواجهة الشاملة. وهو ما نجحت فيه مصر خلال السنوات الماضية، حتى باتت الجماعة معزولة ومنهارة سياسيًا وتنظيميًا.
واختتم ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن وعي الشعب المصري، وتكاتف مؤسسات الدولة، هما السلاح الأقوى في مواجهة كل محاولات التنظيم للعودة أو بث الفوضى.