محلل سياسي : إسرائيل فشلت في كسر غزة.. وما بعد الحرب أخطر من أيامها

محلل سياسي : إسرائيل فشلت في كسر غزة.. وما بعد الحرب أخطر من أيامها

محلل سياسي : إسرائيل فشلت في كسر غزة.. وما بعد الحرب أخطر من أيامها
حرب غزة

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قرابة العام ونصف تتصاعد التساؤلات حول مستقبل القطاع بعد حرب غير مسبوقة استخدمت فيها إسرائيل سلاح التجويع إلى جانب القصف الممنهج، لتركيع سكانه وإضعاف مقاومته. لكن الواقع على الأرض يؤكد أن غزة ما زالت صامدة، رغم ما فقدته من أرواح وبُنى تحتية، في ظل أوضاع إنسانية توصف بأنها "الأسوأ في تاريخ الحصار".

وقد عمدت إسرائيل خلال الأشهر الماضية إلى فرض حصار غذائي شامل على شمال غزة، ومنع دخول المساعدات، واستهداف طوابير الخبز، والمخازن، وحتى فرق الإغاثة. وبحسب تقارير أممية، فإن 100% من سكان غزة باتوا يواجهون انعدام الأمن الغذائي، فيما يعيش مليون شخص على الأقل على حافة المجاعة، معظمهم من الأطفال والنساء.


لكن وبعد أن هدأت وتيرة المعارك نسبيًا خلال الأيام الأخيرة، تبرز تساؤلات كبرى حول شكل المرحلة القادمة. هل تنجح الجهود الدولية في فرض هدنة دائمة؟ هل سيكون هناك إعمار حقيقي؟

ومن سيتولى مسؤولية حكم القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية؟
على الأرض، لا تزال الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، تؤكد أنها لم تُهزم، وأن ما فشلت فيه إسرائيل هو كسر إرادة المقاومة.

في المقابل، تتحدث مصادر إسرائيلية عن مراجعات داخلية وتقييم استراتيجي لمآلات الحرب التي طالت دون تحقيق أهدافها الكاملة.


أما على المستوى الإقليمي، فتسعى مصر وقطر والأمم المتحدة لإحياء المفاوضات، في ظل تعقيد المشهد الميداني، وغياب أي أفق واضح لتسوية شاملة. ويؤكد محللون أن إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تتم دون حل سياسي يضمن وقف العدوان ورفع الحصار، وإلا فإن القطاع سيكون على موعد مع جولة جديدة من الدمار.


قال المحلل السياسي الفلسطيني د. طلال عوكل إن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي استمر لأشهر متواصلة وارتكز على سياسة التجويع والتدمير الشامل، لم يحقق أهدافه العسكرية أو السياسية، بل زاد من تعقيد المشهد وعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع.


وفي تصريحات للعرب مباشر، أوضح عوكل أن "ما جرى في غزة ليس مجرد حرب، بل محاولة إبادة ممنهجة استخدمت فيها إسرائيل كل أدوات الحصار والقتل والتجويع لإخضاع المقاومة وإجبار السكان على الانهيار، لكنها فشلت، لأن الصمود الشعبي تخطى التوقعات، رغم الفقدان الكامل لمقومات الحياة".


وأشار إلى أن "ما بعد الحرب سيكون أكثر خطورة، فغزة مدمَّرة بالكامل، والوضع الإنساني كارثي، والفراغ السياسي والإداري يفتح المجال أمام سيناريوهات غامضة، في ظل غياب اتفاق فلسطيني داخلي واضح حول إدارة القطاع في مرحلة ما بعد العدوان".


وأكد عوكل أن هناك محاولات إقليمية ودولية جارية لفرض ترتيبات جديدة في غزة، لكن أي مشروع يتجاهل إرادة الشعب الفلسطيني، ويقفز على المصالحة الداخلية، سيكون مصيره الفشل، كما حدث سابقًا.


وأضاف أن إسرائيل أرادت تحويل غزة إلى نموذج "غير قابل للحياة"، لكنها في المقابل كشفت نفسها أمام المجتمع الدولي كقوة احتلال تمارس العقاب الجماعي، داعيًا إلى تحرك دولي جاد لفرض وقف دائم للعدوان ورفع الحصار.


واختتم المحلل السياسي الفلسطيني حديثه بالتأكيد على أن "غزة اليوم ليست فقط عنوانًا للمأساة، بل رمزًا للصمود، وأن شعبها لن يقبل بأقل من الحرية والكرامة، مهما كان الثمن".