النهضة الإخوانية تواجه الجحيم.. استقالات وأزمات كبرى تضرب الجماعة الإرهابية
تضرب الانقسامات جماعة الإخوان
تعيش حركة النهضة الإخوانية أزمة غير مسبوقة طفت على السطح بوضوح بعد سلسلة استقالات لأبرز عناصرها التاريخيين، مثل؛ حمادي الجبالي وعبد الفتاح مورو وعبد الحميد الجلاصي وغيرهم كثير، غير أنّ استقالة محمد القوماني القيادي البارز الذي انضم إليها في 2016 بدعوة من رئيس الحركة راشد الغنوشي المودع بالسجن حالياً والملاحق في قضايا متنوعة، عمقت الشرخ وبرهنت على أنّها تعيش أحلك فتراتها على الإطلاق.
استقالة القيادي الأبرز
وأعلن القوماني استقالته في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي قائلاً: "اليوم نشهد منعرجاً تاريخياً اكتملت فيه عناصر اتخاذ قرار شخصي تأخر بعض الوقت، كل ما مضى، من دون استثناء، صار فعلاً جزءاً من الماضي، وسيعامل كذلك، أحيي عموم من شاركتهم بعضاً من مساري الفكري والحقوقي والسياسي، "، وأضاف: "لست نادماً على ما استدبرت من عمري، لكنّي راسخ الاقتناع بضرورة النقد الذاتي والتجديد والتشبيب، وأستقبل مرحلة جديدة ومختلفة على مستويات عديدة، واللهَ نسأل الرضا والسداد".
وتشكل هذه الاستقالة خسارة لـ "النهضة" في الحقيقة، وخاصة في ظل ما تواجهه الحركة الإخوانية من أزمة سياسية واقتصادية في تونس، وأصبحت حركة مهلهلة وانتهاؤها اقترب بشدة في تلك الفترة التي تعيش فيها أكبر أزمة سياسية لم تشهدها من قبل.
تفكك الحركة
يقول الدكتور منذر قفراش، المحلل السياسي التونسي: إنه صارت حركة النهضة بعد نزيف الاستقالات مهددة بالتفكك، وسبق أن استقال منها أكثر من (100) قيادي بعد انفراد رئيسها بالقرار وقفزه على الواقع ورفضه النقد الذاتي وإجراء التقييم اللازم والمراجعات الضرورية لسياساتها، زيادة عن قضايا التمويل غير القانوني وقضايا تبييض الأموال والتمويلات الخارجية ذات المصادر المجهولة مما وضع مستقبل الحركة في مأزق قد يصل إلى حدّ حلها أو تفككها المحتوم.
وأضاف المحلل التونسي، في تصريح للعرب مباشر، أن استقالة القوماني ضربة كبيرة للجماعة الإرهابية، وخاصة أنه من النقاط الخلافية التي أعلنها القوماني التقييم والنقد الذاتي الذي طالب به الحركة وقُوبل بالرفض، إذ اختارت الحركة بقيادة الغنوشي المكابرة والقفز على الأحداث والتقليل من مسؤوليتها عن الخراب الذي حل بالبلاد طيلة عشرية ما بعد الثورة.
جرائم النهضة
وتابع أن حركة النهضة كانت المسؤولة الرئيسية عن كل ما حصل بالبلاد من دمار على جميع المستويات، وتعاملت مع الدولة بعقلية الغنيمة كما أكد قياديّها المستقيل سابقاً أن الحركة استولت على القضاء والأمن وزرعت أتباعها في كل مؤسسات الدولة وشغلت عشرات الآلاف من أتباعها وقدمت لهم التعويضات بأرقام خيالية، ورذّلت مجلس النواب وجعلته غطاء لجرائمها، وتحالفت مع رموز الفساد في البلاد وقاسمتهم الحكم، وزرعت الفتنة بين التونسيين مقسمة إياهم إلى مسلمين وكفار، ودمرت الاقتصاد، وكانت المسؤول السياسي عن الاغتيالات السياسية التي حصلت بعد الثورة، وحمت الإرهاب ومكنته من مفاصل الدولة وتكوين الجمعيات الإرهابية وتلقي التمويلات الخيالية من الخارج بعد أن ضمنت القضاء.