مخطط جديد .. لماذا تسعى الإخوان لتعطيل مسار الانتخابات في ليبيا؟
تسعى جماعة الإخوان لتعطيل مسار الانتخابات في ليبيا
تسير جماعة الإخوان في ليبيا عكس التيار الذي يدفع نحو عقد الانتخابات العامة؛ الرئاسية والنيابية، بكثيرٍ من الذرائع لا تريد الجماعة عقد الانتخابات، تتمثّل الجماعة في عددٍ من الأحزاب السياسية، التي تتركز في العاصمة طرابلس، دون وجود لها في المنطقة الشرقية والجنوبية، ويعتبر حزب العدالة والبناء أكبر هذه الأحزاب الإخوانية، والذي كان له مواقف رافضة للذهاب نحو الانتخابات، ورفض الحزب التفاهمات التي توصل إليها الجسمان المنوط بهما إنجاز القاعدة الدستورية؛ مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
مخطط إخواني
في بيان حزب العدالة والبناء رقم (3) لعام 2023، بشأن مخرجات لجنة (6+6) المشكلة بالتوافق بين مجلس النواب والأعلى للدولة، للخروج بقاعدة دستورية لإجراء الانتخابات بشأنها، رفض الحزب مخرجات اجتماع اللجنة في مدينة بوزنيقة المغربية، وبدأ رفض الحزب الإخواني للعملية السياسية الثنائية بين المجلسين منذ اتفاقهما على التعديل الدستوري رقم (13)، الذي نصّ على؛ تحديد النظام السياسي للبلاد، وتحديد صلاحيات السلطة التشريعية والتنفيذية. وتتكون التشريعية من مجلسين؛ النواب، والشيوخ، ويعرفان باسم (مجلس الأمة)، وتتكون التنفيذية من رئيس الجمهورية الذي يكلف رئيس الوزراء، فضلاً عن بنود أخرى تضمنها التعديل. وبحسب التعديل شكل مجلسا النواب والدولة لجنة (6+6) المشتركة لوضع خريطة طريق للانتخابات، والتوافق على قوانين الاستفتاء والانتخابات (الوثيقة الدستورية)، على أنْ تُجرى الانتخابات بالتزامن، وإلا اعتبرت كأنها لم تكن.
وذكر تقرير لشبكة "رؤية" أنه يكمن اعتراض الإخوان في أنّهم يرفضون الانتخابات الرئاسية بشكلٍ قاطع، ويهددون بعدم الاعتراف بنتائجها، جاء في بيان الحزب حول مخرجات لجنة (6+6) بأنّ الحزب يرفض مخرجاتها، نتيجة فقدانها للتوافق الوطني، المنبثق عن التعديل الدستوري الثالث عشر، المطعون فيه دستورياً أمام القضاء، ونتيجة رفضه من قبل عددٍ كبير من أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة.
توافقات ليبية
وكانت لجنة (6+6) توافقت على مسودة أولية للقوانين الانتخابية، في اجتماعها في مدينة بوزنيقة في المغرب، مطلع شهر حزيران (يونيو) الجاري. ورغم وجود العديد من الملاحظات الفنية على المسودة من جميع الجهات، حتى من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إلا أنّ اختلاف الملاحظات بين معظم الليبيين عن الإخوان، أنّ الفريق الأول حريص على إجراء الانتخابات، ويطالب بتلافي أية مكامن خلل تطعن في صحتها، بينما يرفض الإخوان القوانين الانتخابية، ويتمسكون فقط بإجراء انتخابات برلمانية.
محاولات الإخوان
يقول الدكتور محمد الزبيدي، المحلل السياسي الليبي: إن محاولات حزب العدالة والبناء الإخوانية لأنهم لا يريدون انتخابات من الأساس؛ لأنهم جماعة إقصائية لا تعترف بالغير، لكن في حال زاد الضغط عليهم سوف يرفعون سقف مطالبهم، حتى الوصول إلى انتخابات برلمانية فقط.
وأضاف في تصريح للعرب مباشر أن مطالبتهم بانتخابات نيابية فقط لأنّهم قادرون علي تحقيق اختراق في مجلس الأمة، المكون من غرفتين (مجلس النواب، ومجلس الشيوخ)، بعد أنْ عززوا نفوذهم على المستويات المحلية في عدد من الدوائر، مستفيدين من نفوذهم الكبير في السلطة في طرابلس منذ العام 2011، لافتا أن الإخوان يرون في ليبيا بيت المال لجماعتهم، الذي يودون استخدامه في استرجاع نفوذهم في المنطقة العربية بعد خسارتهم في مصر وتونس والعديد من الدول.