اغتيال سياسي يزلزل الولايات المتحدة.. كاوبوي هارب يثير الذعر
اغتيال سياسي يزلزل الولايات المتحدة.. كاوبوي هارب يثير الذعر

وسط أجواء مشحونة بالقلق والانقسام في الساحة السياسية الأمريكية، هزّت جريمة إطلاق نار دموية ولاية مينيسوتا في شمال البلاد، تاركة أسرتين في حالة ذهول، وتثير تساؤلات عميقة حول التهديدات التي تستهدف ممثلي الشعب بسبب مواقفهم وآرائهم، فقد فقدت نائبة ديمقراطية بارزة وزوجها حياتهما في هجوم مباشر داخل منزلهما في منطقة بروكلين بارك، في حين أُصيب عضو في مجلس شيوخ الولاية وزوجته بجروح خطيرة في إطلاق نار مماثل في منطقة شامبلين القريبة، هذه الجريمة ليست محض واقعة عادية ضمن سياق التحققات الجنائية، بل تنطوي على دلالات عميقة تتعلق بأمن الشخصيات المنتخبة في عصر التشنجات والنزاعات الثقافية في الولايات المتحدة.
*هجوم عنيف*
هزت جريمة إطلاق نار في مينيسوتا الأوساط السياسية والأمنية على حدٍّ سواء، بعد أن أسفرت عن مقتل النائبة ميليسا هورتمان وزوجها مارك في منزلهما في منطقة بروكلين بارك، بالإضافة إلى إصابة عضو مجلس شيوخ الولاية جون هوفمان وزوجته إيفيت في هجوم مماثل في منطقة شامبلين القريبة.
وفق السلطات التي تتابع التحقيق في هذه الواقعة، كان المعتدي يتنكر في زيّ رجال تطبيق القانون يرتدي قبعة رعاة بقر صغيرة، وقميصًا داكنًا بأكمام طويلة، بالإضافة إلى سروالٍ فاتح اللون — وهو ما يزيد الغموض حول هويات الجاني ودوافعه.
وكانت التحققات الجنائية قد أظهرت أن هورتمان (55 عامًا) قضت على الفور في موقع إطلاق النار بسبب إصابات بأعيرة نارية مختلفة في جسدها، في حين فارق زوجها الحياة لاحقًا في أحد المستشفيات بسبب خطورة تلك الإصابات.
*جريمة منظمة*
وتشير المعلومات التي كشف عنها محققو مقاطعة هينيبين، بالإضافة إلى تصريح الحاكم تيم والز- في مؤتمر صحفي رسمي-، أن هذا الهجوم لم تكن عفوِيًا أبدًا، بل كان ضمن سياق مدبر بعناية ضمن قائمة أهداف كان يحملها المشتبه به.
وتضمنت تلك القائمة أكثر من خمسين شخصية مختلفة، كان أغلبهم مسؤولين محليين في ولاية مينيسوتا، بالإضافة إلى نشطاء في الدفاع على حقوق الإجهاض وبعض الشخصيات التقدمية في الحزب الديمقراطي.
وتعتبر هذه الجريمة تطورًا مقلقًا ضمن سلسلة التهديدات التي يتعرض لها مسؤولون بسبب مواقفهم في القضايا الخلافية التي تشهد انقسامًا داخليًا في المجتمع الأمريكي.
وتثير هذه الحادثة تساؤلات عميقة حول أمن الشخصيات المنتخبة في عصر التشنجات الثقافية والحزبية في الولايات المتحدة.
*دوافع إيدولوجية*
وتؤكد السلطات، أن الجاني وهو رجل أبيض يبلغ من العمر 57 عامًا ويُدعى فانس بولتر كان يتنكر ضمن دورية أمنية تتبع إحدى الشركات الخاصة المعنية بأمن المنازل في المنطقة.
ويشتبه في أن بولتر كان على علم بأسماء الأهداف بسبب معلومات كان يجمعها ضمن سياق عمله الأمنِي. بالإضافة إلى ذلك، كان على قائمة الأسماء التي كان يحملها أفراد على ارتباط بقضية الإجهاض والنقاش حول الحريات الإنجابية في البلاد وهو سياق يثير التحقق حول الدوافع الأيديولوجية وراء هذه الجريمة.
وتخشى السلطات أن يستمر الخطر بسبب هروب المشتبه به واختفائه في محيط منطقة متسعة، وهو ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى عرض مكافأة قدرها 50 ألف دولار مقابل أي معلومة تساعد على إلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكم.
بالإضافة إلى ذلك، تكثف السلطات التواجد الأمنِي وتنسق مع الوحدات الفيدرالية لتوفير حماية مشدَّدة للمسؤولين والمرشّحين في تلك الدوائر الحسّاسة.
*رد فعل ترامب*
وتعليقًا على هذه الواقعة المروعة، شدد الرئيس دونالد ترامب على التزام السلطات بمتابعة هذه الجريمة حتى يتم محاسبة الفاعل وتقديمه للعدالة بأقصى قدرٍ يسمح به القانون.
وفي سياق مماثل، أصدرت عضو مجلس الشيوخ إيمي كلوبوتشار بيانًا عبرت فيه عن أسفها الشديد لمقتل هورتمان التي كان لها دور محوری في الدفاع عن الخدمات الصحية وتوفير الوجبات المجانية للتلاميذ في الولاية، بالإضافة إلى دعم الطاقة النظيفة وتوفير الخدمات للعائلات الفقيرة.
مراقبون أكدوا، أن هذه الجريمة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها العمل السياسي في العصر الحالي في الولايات المتحدة، حيث التهديدات تتعاظم بسبب الخلافات الأيديولوجية والنزاعات الثقافية.
ويخشى مراقبون أن تؤثر هذه التهديدات على الأداء التمثِيلي في المجالس التشريعية وتضعف التوازن في اتخاذ القرارات في القضايا الحسّاسة التي تهمّ الشعب الأمريكي.