من البيت الأبيض للشرق الأوسط.. محاولات أمريكية لوقف حرب غزة وإبرام اتفاق نووي مع إيران

من البيت الأبيض للشرق الأوسط.. محاولات أمريكية لوقف حرب غزة وإبرام اتفاق نووي مع إيران

من البيت الأبيض للشرق الأوسط.. محاولات أمريكية لوقف حرب غزة وإبرام اتفاق نووي مع إيران
نتنياهو وترامب

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر أمس الإثنين في البيت الأبيض، للاحتفال بما وصفاه بالنجاح الباهر للضربات العسكرية المشتركة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. 

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فإنه خلال مأدبة عشاء أقيمت في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض، أعلن نتنياهو ترشيحه ترامب لجائزة نوبل للسلام، مشيدًا بدوره المحوري في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط وجهوده الحثيثة لإنهاء الصراعات الإقليمية.

احتفال بالنجاح العسكري وترشيح لنوبل

في سياق اللقاء، قدم نتنياهو رسالة ترشيح رسمية إلى لجنة نوبل، مشيرًا أن ترامب يعمل على بناء السلام خطوة تلو الأخرى، بلدًا ومنطقة تلو الأخرى. 

وأوضح، أن الضربات العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية بأوامر من ترامب، والتي شملت إلقاء قنابل خارقة للتحصينات وإطلاق صواريخ توماهوك على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، حققت نجاحًا كاملاً. 

وأكد نتنياهو، أن هذه العملية تمثل خطوة تاريخية نحو الحد من تهديد البرنامج النووي الإيراني، وهو هدف كان يسعى إليه مع ترامب وأسلافه على مدى سنوات طويلة.

ومن جانبه، عبر ترامب عن سعادته العميقة بالترشيح، واصفًا إياه بأنه ذو معنى خاص لأنه جاء من نتنياهو. 

وأشار، أن هذه الخطوة تأتي في إطار سلسلة من الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها إدارته، بما في ذلك التوسط في هدن بين الهند وباكستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وإسرائيل وإيران. 

وأكد ترامب، أن هذه الجهود عززت من مكانة الولايات المتحدة وإسرائيل واحترام الدول لهما في المنطقة.

مباحثات حول وقف إطلاق النار في غزة

لم يقتصر اللقاء على الاحتفال بالعملية العسكرية ضد إيران، بل تناول الزعيمان اقتراحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، بهدف تهدئة الصراع المستمر منذ 21 شهرًا. 

وتسعى الإدارة الأمريكية إلى دفع إسرائيل وحركة حماس لقبول هذا الاقتراح، الذي يتضمن إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى القطاع وإطلاق سراح بعض الرهائن المتبقين، والذين يُقدر عددهم بنحو 50 رهينة، منهم 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة.

وأعلن البيت الأبيض، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيسافر إلى الدوحة في قطر خلال الأسبوع الجاري لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن. ومع ذلك، يظل التحدي الأبرز يكمن في الخلاف حول شروط إنهاء الحرب بشكل نهائي. 

وتطالب حماس بإنهاء الحرب كليًا وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، في حين يصر نتنياهو على أن الحرب لن تنتهي إلا إذا استسلمت حماس، ونزعت سلاحها، وغادرت القطاع إلى المنفى، وهي شروط ترفضها الحركة بشدة.

وقال نتنياهو -خلال اللقاء-: "سنعمل على تحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيين، أولئك الذين لا يسعون إلى تدميرنا، وسنضمن أن تظل أمننا وسيادتنا الأمنية في أيدينا دائمًا".

تحديات إنهاء الصراع في غزة

وتابعت الوكالة الأمريكية، أنه رغم التفاؤل الذي أبداه الزعيمان، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية معقدة. 

ففي الداخل الإسرائيلي، يتعين عليه موازنة مطالب الحليف الأمريكي مع ضغوط الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلافه الحكومي، التي تمثل مفتاح بقائه السياسي وتعارض بشدة إنهاء الحرب. 

كما أن الحرب في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني ودمرت القطاع بشكل واسع، زادت من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية؛ مما يجعل التوصل إلى حل شامل للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

ومن جهته، أكد ترامب أن إدارته تضغط على إسرائيل وحماس لإنهاء الصراع بسرعة، مشيرًا أن الوضع يتغير يوميًا. 

وفي تصريحات أدلى بها يوم الجمعة الماضي، قال ترامب: إنه متفائل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه أشار أن التفاصيل ما تزال قيد التفاوض وأن التقدم قد يتطلب وقتًا إضافيًا.

مفاوضات مع إيران


في سياق متصل، أشار ترامب أن مسؤولين إيرانيين تواصلوا مع الولايات المتحدة لجدولة محادثات حول البرنامج النووي الإيراني، بعد توقف المفاوضات في أبريل الماضي إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية. 

وقال ترامب: إن طهران أبدت رغبتها في استئناف المحادثات، وأنها ستبدأ قريبًا، ربما خلال أسبوع. 

وأكد ويتكوف، الذي كان موجودًا خلال اللقاء، أن الاجتماع قد يُعقد في غضون أيام.

وفي هذا السياق، تدرس طهران طلب استئناف المفاوضات مع واشنطن الذي تقدمت به سلطنة عمان بناءً على طلب أميركي.