شهدت العاصمة اليمنية صنعاء والميناء الاستراتيجي الحديدة سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وإصابة آخرين، وفقًا لمسؤولين محليين.

تأتي هذه الغارات بعد وقت قصير من إطلاق الحوثيين صاروخًا باتجاه وسط إسرائيل، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل كانت تستعد لتنفيذ الهجمات على الحوثي منذ عدة أسابيع.

تصعيد جديد

وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن هذه الضربات تثير مخاوف من تصعيد إضافي مع الحوثيين المدعومين من إيران، الذين تسبب هجماتهم على الممرات البحرية في البحر الأحمر في تأثيرات كبيرة على الشحن العالمي، في الوقت الذي تعرضت فيه مجموعات مثل حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني لضربات عسكرية مكثفة، يبدو أن الحوثيين تفادوا حتى الآن ذات المستوى من التصعيد العسكري. 

خريطة الأهداف اليمنية لإسرائيل

بحسب قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، استهدفت الغارات محطات طاقة في صنعاء، بالإضافة إلى محطة رأس عيسى النفطية الواقعة على البحر الأحمر. كما أفادت القناة بمقتل سبعة أشخاص على الأقل في ميناء الصليف القريب، بينما قُتل شخصان آخران في محطة رأس عيسى، وأُصيب آخرون في ميناء الحديدة. 

في المقابل، لم تقدم إسرائيل أي تفاصيل محددة عن الأهداف التي تم استهدافها أو حجم الأضرار، لكنها زعمت أن المواقع المستهدفة تُستخدم "لأغراض عسكرية"، بما في ذلك تهريب أسلحة إيرانية. 

وصرح المتحدث العسكري الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، بأن الضربات استهدفت بنى تحتية للطاقة والموانئ التي يُزعم أن الحوثيين يستخدمونها لدعم أنشطتهم العسكرية. 

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قائلاً: "كل من يرفع يده ضد دولة إسرائيل ستُقطع يده، ومن يضر بنا سيتلقى أضرارًا مضاعفة." 

تداعيا خطيرة

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن الحديدة، الواقعة على بُعد حوالي 145 كيلومترًا جنوب غرب صنعاء، يُعد ميناءً رئيسيًا لإدخال الإمدادات الغذائية إلى اليمن خلال الحرب المستمرة منذ عقد، ويُشتبه منذ فترة طويلة بأن إيران تنقل أسلحة عبر هذا الميناء. 

ووقعت الضربات بعد أن أعلنت إسرائيل اعتراضها صاروخًا أطلقه الحوثيون قبل أن يدخل أراضيها. وأدى الحطام الناتج عن عملية الاعتراض إلى إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والمناطق المحيطة، فيما سقطت شظايا الصاروخ في إحدى المدارس في ضاحية رامات غان دون تسجيل إصابات. 

وسبق لإسرائيل أن شنت ضربات على الحديدة في يوليو الماضي بعد هجوم بطائرة مسيرة نفذه الحوثيون، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين في تل أبيب. وفي سبتمبر، استهدفت إسرائيل ميناء الحديدة مرة أخرى؛ مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بعد استهداف الحوثيين مطار بن غوريون بصاروخ.