تفاصيل هدنة قطاع غزة.. ماذا تحمل الهدنة للجانبين؟
تفاصيل هدنة قطاع غزة.. ماذا تحمل الهدنة للجانبين؟
ظهرت تطورات جديدة بشأن اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن انسحابًا إسرائيليًا جزئيًا من محور "فيلادلفيا"، الذي يمثل منطقة استراتيجية على الحدود بين غزة ومصر.
وأشارت مصادر مطلعة، أن حركة حماس قد أبدت مرونة ملحوظة إزاء مطلبها السابق بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، إلا إن بعض النقاط العالقة ما تزال محل تفاوض، أبرزها مصير الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية، المتوقع إطلاق سراحهم ضمن الاتفاق.
الهدنة أقرب مما هي عليه
وفقًا لتقارير إعلامية غربية وعبرية، فإن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار أصبحت أقرب من أي وقت مضى بعد أكثر من 14 شهرًا من الصراع المستمر في غزة.
موقع "I24" العبري أفاد، بأن الاتفاق المرتقب ينطوي على "تنازلات مكلفة لإسرائيل"، لكنه يحمل إنجازات قد تدفع نحو توقيعه قبل تغير الإدارة الأمريكية في يناير المقبل، وربما في وقت أقرب.
تفاصيل الاتفاق المطروح
يتضمن الاتفاق وقفًا لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين بشكل تدريجي. في المقابل، سيتم الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم أولئك المدانون بعمليات ضد إسرائيليين. لكن الخلاف حول وجهة هؤلاء الأسرى ما يزال عقبة رئيسية، حيث تصر حماس على عودتهم إلى غزة والضفة الغربية، بينما تسعى إسرائيل إلى إبعادهم لدولة ثالثة.
تنازلات من الجانبين
شهدت المفاوضات تنازلات متبادلة، إذ وافقت حماس على التخلي عن شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا، مقابل تسهيل عودة سكان غزة بأعداد كبيرة إلى شمال القطاع. كما تخلت الحركة عن مطلب تفكيك محور "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ووافقت على وجود نقاط تفتيش إسرائيلية لفحص العائدين إلى الشمال.
من جهة أخرى، قبلت حماس بوجود إسرائيلي محدود في منطقة نتساريم خلال فترة وقف إطلاق النار، مع إدراك أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف العمليات العسكرية بعد انتهاء الفترة المتفق عليها.
تحديات التنفيذ
رغم هذه التنازلات، يبقى الاتفاق محفوفًا بالتحديات، خاصة فيما يتعلق بالثقة المتبادلة بين الطرفين، وشروط تنفيذ الصفقة بما يضمن التزام الجانبين.
ويتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير هذه التفاهمات ومدى قدرتها على التخفيف من معاناة المدنيين في القطاع.
الاتفاق المرتقب، إذا ما تم توقيعه، قد يشكل نقطة تحول مهمة في الصراع، لكنه أيضًا يحمل تعقيدات كبيرة قد تؤثر على استقرار المنطقة على المدى الطويل.
ويقول الباحث السياسي، الدكتور هاني المصري: إن الاتفاق المتوقع بين إسرائيل وحماس يعكس تغيرًا في موازين القوى على الأرض، إذ إن مرونة حماس تجاه شروط الانسحاب الإسرائيلي تعكس رغبة في إنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، خاصة فيما يتعلق بمصير الأسرى الفلسطينيين الذين يمثلون نقطة خلاف جوهرية.
وأضاف المصري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن إسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال هذا الاتفاق، لا سيما قبيل تغير الإدارة الأمريكية. التركيز الإسرائيلي على إبقاء نقاط تفتيش والتحكم في حركة السكان يعكس رغبتها في الحفاظ على نفوذها الأمني في غزة رغم وقف إطلاق النار.
بينما يرى الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، أن الحديث عن وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع يعكس خطوة محسوبة من إسرائيل لاختبار نوايا حماس، والتنازلات المتبادلة تشير إلى وجود ضغوط دولية كبيرة لإقرار الاتفاق، لكن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في مناطق مثل نتساريم يعكس قلقًا إسرائيليًا من تصعيد جديد.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن حماس تدرك أن مطالبها المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل قد لا تتحقق في ظل الوضع الحالي، لذا جاءت تنازلاتها تكتيكية، تهدف لتمكين سكان غزة من العودة إلى الشمال، ما يعتبر مكسبًا إنسانيًا وسياسيًا لها في هذا الظرف.