الإخوان واستغلال الفوضى.. أجندة خفية لابتلاع المنطقة
الإخوان واستغلال الفوضى.. أجندة خفية لابتلاع المنطقة
تسعى جماعة الإخوان الإرهابية إلى استغلال التحولات الدراماتيكية في الشرق الأوسط لتحقيق أهدافها السياسية والأيديولوجية، مستغلة حالة الفوضى التي أعقبت التصعيد في المنطقة، البداية كانت مع حرب غزة، حيث عملت الجماعة على استثمار الغضب الشعبي تجاه إسرائيل لتوسيع نفوذها في الداخل الفلسطيني من خلال دعم مباشر لبعض الفصائل المتحالفة معها، ومحاولة تصوير نفسها كمدافع رئيسي عن القضية الفلسطينية، بينما استخدمت وسائل الإعلام التابعة لها لإثارة الخطاب الشعبوي وكسب التأييد الدولي.
ومع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر 2024، حاولت الجماعة إعادة تشكيل حضورها في المشهد السوري، إذ قدمت نفسها كجزء من المعارضة التي أطاحت بالنظام، مستفيدة من التحولات التي سمحت لها بالعودة إلى الساحة السياسية تحت غطاء التحالفات الجديدة.
واستغلت الجماعة حالة التوتر بين القوى الداخلية لتقديم نفسها كطرف قادر على توحيد الصفوف، في محاولة لبناء قاعدة شعبية جديدة في البلاد.
توسيع الشبكات والتحركات
على الصعيد الإقليمي، كثفت الجماعة جهودها لتوسيع شبكاتها في الدول المجاورة، مستفيدة من حالة الفوضى في لبنان نتيجة الحرب بين حزب الله وإسرائيل، واستغلت الأزمات الاقتصادية والسياسية في المنطقة لتقديم نفسها كبديل قادر على تحقيق الاستقرار والتنمية.
في الوقت نفسه، تعمل الجماعة على تعزيز وجودها في أوروبا، مدعية أنها تسعى إلى نقل رؤية "إسلامية معتدلة"، بينما تهدف فعليًا إلى بناء قواعد دعم مالية وسياسية لتعزيز نشاطها في الشرق الأوسط.
التكتيكات التي اعتمدتها الجماعة خلال هذه الفترة شملت نشر الدعاية المضللة، واستغلال المنصات الإلكترونية لنشر خطاب الكراهية ضد الأنظمة الحاكمة، ومحاولة التغلغل في المجتمعات المحلية عبر تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة.
ومع ذلك، يواجه التنظيم تحديات كبيرة، أبرزها زيادة الوعي الشعبي بدورها التخريبي، وتكثيف الجهود الدولية لمراقبة أنشطتها ومنع استغلالها للأحداث لتحقيق مكاسب سياسية.
على المستوى الإقليمي، ركزت الجماعة جهودها على توسيع شبكاتها في الدول المجاورة، خاصة مع تداعيات الحرب في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، مستغلة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة لتقديم نفسها كبديل قادر على إحداث استقرار وتنمية.
وفي السياق ذاته، كثفت الجماعة أنشطتها في أوروبا، مستهدفة بناء قواعد دعم سياسية ومالية تحت ستار الترويج لرؤية "إسلامية معتدلة"، بهدف تعزيز نشاطها في الشرق الأوسط.
اعتمدت الجماعة في تحقيق أهدافها على وسائل متعددة، من بينها نشر الدعاية المضللة، واستغلال المنصات الرقمية لنشر خطاب معادٍ للأنظمة الحاكمة، بالإضافة إلى محاولات التغلغل في المجتمعات المحلية من خلال تقديم مساعدات إنسانية في المناطق المتضررة.
ومع ذلك، واجهت تحركات الجماعة تحديات متزايدة، أبرزها تصاعد الوعي الشعبي بأنشطتها التخريبية، إلى جانب الجهود الدولية التي تسعى لرصد ومراقبة تحركاتها ومنع استغلالها للأزمات الإقليمية لتحقيق مكاسب خاصة.
الإخوان في سوريا بعد الأسد
المشهد السوري كان واضحاً للجماعة حيث أثار استقبال أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام" لأحد أبرز المطلوبين المصريين في قضايا الإرهاب، جدلاً واسعاً ومخاوف مصرية بشأن تحول سوريا إلى ملاذ لعناصر جماعة الإخوان الهاربين.
وتزايدت هذه المخاوف في ظل العلاقات القوية التي تربط الجماعة، المصنفة "محظورة" في مصر، بالقادة الجدد في سوريا، خاصة مع تضييق السلطات التركية على عناصر الجماعة منذ تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية صورة تجمع أحمد الشرع مع محمود فتحي، وهو مطلوب مصري مدرج على قوائم الإرهاب، بحضور ياسين أقطاي، مستشار العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية التركي.
أثارت الصورة تفاعلاً واسعاً وتساؤلات حول دلالات اللقاء وأهدافه، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.
وقال عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، الجولاني يستقبل الإرهابي المصري محمود فتحي، قاتل المستشار هشام بركات "النائب العام المصري الأسبق"، ومعه ياسين أقطاي مستشار إردوغان ومحتضن جماعة الإخوان، البداية تكشف عن حقيقة النيات.
وأضاف بكرى قائلاً: بعد استقبال الجولاني لقاتل الشهيد هشام بركات قرر أن يمنح الإقامة لمن يسميهم المقاتلين الأجانب، أي أن سوريا ستصبح قندهار العرب، يجتمع فيها الإرهابيون لينطلقوا إلى بلدانهم متآمرين مدعومين.