تصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في اليمن.. هل اقتربت لحظة المحاسبة؟

تصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في اليمن.. هل اقتربت لحظة المحاسبة؟

تصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في اليمن.. هل اقتربت لحظة المحاسبة؟
جماعة الإخوان

في مشهد غير مسبوق، اجتاحت حملة إلكترونية واسعة منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، ترفع شعار #طرد_الإخوان_واجب، لتعبر عن غضب شعبي عارم تجاه حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في البلاد.

الوسم تصدر قوائم التفاعل على منصة إكس "تويتر سابقًا" مصحوبًا بكم هائل من التدوينات الغاضبة، والمقاطع المصورة، والوثائق التي تكشف -بحسب المشاركين- مدى تغلغل جماعة الإخوان في مؤسسات الدولة وعبثها ببنية الدولة اليمنية.

"لقد طفح الكيل".. رسائل شعبية غاضبة

المستخدمون لم يكتفوا بالشعارات، بل أرفقوا تدويناتهم بوثائق وصور توثق اختراق الجماعة لمؤسسات الدولة، من الأمن إلى القضاء وحتى قطاعات مدنية حساسة، وبرزت مقاطع لممارسات تصفها الحملة بـ"الفساد المؤسسي"، تشير إلى توظيفات حزبية ومحسوبيات وتحويل وزارات خدمية إلى مكاتب حزبية تخدم الجماعة ومشروعها.

اتهامات بدور مزدوج وعرقلة السلام

واحدة من أكثر الاتهامات تكرارًا في الحملة، هي تحميل حزب الإصلاح مسؤولية عرقلة مسار استعادة الدولة، عبر ما وصفه المشاركون بـ"الدور المزدوج"، حيث يفاوض الحزب باسم الشرعية من جهة، ويعمل من جهة أخرى على إفشال أي تقارب أو تسوية عبر أدواته المنتشرة في المؤسسات الأمنية والعسكرية.

ناشطون بارزون اتهموا الحزب بالوقوف وراء موجات الفوضى الأمنية، ومحاولة تعطيل جهود الحكومة لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، مشيرين إلى تنسيق غير معلن مع جماعات خارجة عن القانون لضرب أي مساعٍ لبناء الدولة.

الحملة الرقمية جاءت متناغمة مع مطالبات متصاعدة داخل الشارع اليمني لطرد عناصر حزب الإصلاح من مفاصل الدولة، خاصة في مؤسسات الأمن، والسلطة المحلية، والقضاء، وبرزت دعوات من سياسيين ونشطاء ومواطنين لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تراجع ملفات التوظيف والتعيينات منذ 2012، باعتبارها حقبة توسع فيها نفوذ الجماعة.

وبينما ما تزال الحكومة اليمنية تلتزم الصمت حيال الحملة، فإن وتيرتها المتصاعدة تشكل اختبارًا حقيقيًا للشرعية، فإما أن تستجيب لمطالب الشارع وتشرع بعملية تطهير جادة، أو تستمر في تجاهلها، بما قد يُفقدها المزيد من الثقة والدعم الشعبي.

ويقول الإعلامي اليمني، على ناصر العولقي: إن إخوان اليمن والحوثي وجهان لعملة واحدة مهما حاولوا إخفاء حقيقتهم خلف الشعارات الدينية والسياسية. فكلاهما يتغذى على الفوضى، ويقتات من معاناة البسطاء، ويستخدم الشباب وقودًا لحروبهم العبثية التي لا تخدم إلا مشاريع خارجية، ويضيف العولقي: إن الإخوان يحرفون بوصلة الصراع بعيدًا عن العدو الحقيقي، ويتماهون مع الحوثي حين تتقاطع مصالحهم، بينما الحوثي يستغل هذا التماهي لفرض هيمنته الطائفية.

كما أشار العولقي، أن كلاهما يتشاركان هدفًا واحدًا، تدمير الجنوب، وإغراقه في أزمات لا تنتهي لضمان بقائهم في السلطة وخدمة من يمولهم ويدعمهم، يختلفون في الخطاب ويتفقون في الجوهر استهداف الجنوب وشعبه، فالإخوان والحوثي ليسوا سوى أدوات لتنفيذ مخططات الفوضى وإطالة أمد الصراع.

بينما يرى الخليفي ابن شبوة، إن القوات الجنوبية تسطر بطولات وملاحم يومية لحماية الجنوب وتأمينه، بينما تكتفي القوى المناهضة وعلى رأسهم الإخوان بالتنظير وتصيد الأخطاء، مضيفًا يجيب طرد  الإخوان من الجنوب كما فعلت أكثر الدول. 

وأكد حساب "أبو أمير"، إنه آن الأوان أن يطوى ملف حزب الإصلاح كليًا، فهو الوجه الآخر للحوثي، وأحد أهم أسباب تعثر المعركة الوطنية، وإزاحتهم من المشهد ستحرر القرار السياسي والعسكري، وتمهد الطريق أمام تحالف وطني حقيقي ينجز هدف التحرير ويحفظ تضحيات الشعب.