"أحوال": قطر خرجت من ظلّ عباءة تركيا وتورطت بشكل مباشر في ليبيا
خرجت قطر من عباءة تركيا وبدأت في التدخل بشكل مباشر في ليبيا وتونس من أجل زيادة نفوذها في دول شمال إفريقيا بعد تراجُع النفوذ الإسلامي المتمثل في جماعة الإخوان التي تصارع من أجل البقاء في المنطقة.
قطر تنشر نفوذها في شمال إفريقيا بعد تراجُع الدور الإخواني
أكد موقع "أحوال" التركي، أنه خلال أقل من يومين ، أرسلت قطر رسالة ثانية تشير إلى أنها لا تزال مهتمة بشكل كبير بشمال إفريقيا، وأنها تعود إلى ليبيا بقوة بعد سنوات من الكذب والاعتماد على تركيا كجزء من سياستها في الانحناء مع العاصفة لاستيعاب الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة عليها لوقف تدخُّلها في كل مكان بالعالم لدعم الجماعات المتطرفة، ووسط اتهامات بدعم الإرهاب وتمويله، ما يعني أنها خرجت من عباءة الظل التركية.
وأفادت وسائل إعلام ليبية وتركية، أن وزير الدفاع القطري "خالد العطية" وصل إلى طرابلس يوم الإثنين ، تزامنًا مع زيارة وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" ووزير الخارجية الألماني "هيكو ماس".
وأشار إلى أن زيارة "العطية" تأتي بعد 3 أيام فقط من اتصال أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" بالرئيس التونسي "قيس سعيد" وعرضه تمويل مشاريع تنموية في المناطق الداخلية التونسية في خطوة اعتبرت كأنها بمثابة محاولة لحماية النفوذ القطري في تونس.
وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت في ظل تصاعُد التكهنات داخل تونس بشأن احتمالية توسيع رئاسة الجمهورية التونسية لسلطاتها وصلاحياتها على حساب البرلمان خلال الفترة المقبلة، وسيؤدي هذا التحول إلى تراجُع دور وتأثير حليف الدوحة الأول في تونس، وهو حركة النهضة الإسلامية بقيادة راشد الغنوشي، التي تمثل جماعة الإخوان.
كما رأى مراقبون محليون في موافقة الخطوط الجوية القطرية على رعاية فريق النادي الإفريقي لكرة القدم الذي يتخذ من تونس مقراً له، ابتداءً من الموسم الرياضي المقبل، مناورة سياسية من الدوحة تهدف إلى تحسين صورتها التي تعرضت لبعض الضربات الخطيرة خلال السنوات الماضية إثر انتقادات لاذعة واتهامات لها، كونها وراء عدم الاستقرار السياسي في تونس.
قطر تزيد من فوضى ليبيا بتدخلات جديدة
وأكد الموقع أنه بالنسبة للوضع في ليبيا، تشير زيارة العطية، وهي الأولى من نوعها لمسؤول قطري رفيع المستوى إلى ليبيا منذ سنوات، بشكل علني إلى انضمام الدوحة إلى معركة الجهود العسكرية في ليبيا إلى جانب تركيا.
وأضاف أن هذه الخطوة تعكس فشل المساعي الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة، لا سيما في ظل المعلومات المستمرة التي تشير إلى أن البرلمان المعترف به دوليًّا في بنغازي رفض خطة أميركية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول "سرت" ومحطات النفط، الأمر الذي من شأنه أن يجبر القوات الأميركية على إقامة منطقة منزوعة السلاح حول "سرت".
وأشار إلى أن زيارة العطية لطرابلس تدشن المرحلة الثانية من الفوضى القطرية في ليبيا، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الاختباء من أجل أن يتوهم المجتمع الدولي بالاعتقاد بأنها توقفت عن دعم الجماعات المتطرفة في البلاد، وكانت إحدى نتائج سبات الدوحة الإجباري أنها استُبعدت من المشاركة في مؤتمر برلين، الذي دُعي إليه معظم الدول المعنية بالوضع في ليبيا.
وأرجع مراقبون تراجُع الدور القطري في ليبيا إلى عدة عوامل دولية، من بينها انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان قد تعهد في حملته الانتخابية بالقضاء على الجماعات المتطرفة في ليبيا، إضافة إلى الضغوط الإقليمية التي تعرضت لها الدوحة بعد المقاطعة التي فرضتها عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
ويعتقد معظم الليبيين أن تدخُّل قطر في الشؤون الداخلية الليبية منذ 2011 أشعل الصراع المسلح وجرّ ليبيا إلى حرب أهلية بدعم الدوحة للانقلاب الذي نفذته ميليشيا فجر ليبيا الإسلامية لعكس نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 2014 ، مما تسبب في شرخ سياسي مستمر في البلاد.
وأشارت مصادر ليبية إلى أن "العطية" و"عكار" جاءَا إلى ليبيا لبحث الخطط القتالية للحملة على سرت والمحطات النفطية، واعتبر عضو مجلس النواب الليبي ، "محمد عامر العباني" ، أن زيارة العطية تضخّم حجم الوجود التركي وآلته العسكرية المتمركزة في غرب ليبيا، على أمل اتخاذ الاستعدادات النهائية للهجوم على "سرت" و"الجفرة"، وتشجيع أنقرة على مواصلة هيمنتها.