إسرائيل تُحقق في هجوم صاروخي حوثي.. هل استخدمت ذخائر عنقودية إيرانية الصنع؟

إسرائيل تُحقق في هجوم صاروخي حوثي.. هل استخدمت ذخائر عنقودية إيرانية الصنع؟

إسرائيل تُحقق في هجوم صاروخي حوثي.. هل استخدمت ذخائر عنقودية إيرانية الصنع؟
صواريخ عنقودية

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت عن إطلاق تحقيق عاجل للتحقق مما إذا كان صاروخ أطلقته جماعة الحوثيين المدعومة من إيران من اليمن قد حمل ذخائر عنقودية، وذلك بعد سقوط شظاياه بالقرب من مطار بن غوريون الدولي مساء الجمعة.


وأكدت شبكة "إيران إتنترناشونال"، أن هذا الحادث، الذي يعكس تصاعد التهديدات العسكرية في المنطقة، يُثير تساؤلات حول قدرة الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية على مواجهة الأسلحة المتطورة التي تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران.

تحقيق إسرائيلي


وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت (Ynet)، يوم السبت، بأن القوات الجوية الإسرائيلية بدأت تحقيقًا لفهم أسباب فشل أنظمة الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ الذي استهدف منطقة قريبة من تل أبيب، مع التركيز على احتمال أن يكون الصاروخ مزودًا بذخائر عنقودية مشابهة لتلك التي استخدمتها إيران خلال الحرب في يونيو الماضي. تُعد الذخائر العنقودية من الأسلحة المعقدة التي تشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي، حيث تنتشر شظاياها المتفجرة على نطاق واسع، مما يزيد من مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين والبنية التحتية الحيوية.


ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، حاولت خمسة أنظمة دفاع جوي متطورة، تشمل نظام ثاد (THAAD)، ونظام آرو (Arrow)، ونظام مقلاع داود (David’s Sling)، ونظام القبة الحديدية (Iron Dome)، اعتراض الصاروخ. وتشير المراجعات الأولية إلى أن الصاروخ تفكك في الجو، مما أدى إلى سقوط شظاياه في مناطق مفتوحة.


وأصابت إحدى هذه الشظايا منزلًا في قرية جناتون الزراعية (موشاف) بوسط إسرائيل، دون أن تتسبب في إصابات بشرية، وهو ما يُعد حظًا سعيدًا نظرًا لخطورة هذا النوع من الأسلحة.

تصميم إيراني متقدم


تشير المعلومات الأولية إلى أن الصاروخ قد يكون مشابهًا لصاروخ خرمشهر-4 الإيراني، الذي كشفت عنه طهران في مايو 2023.


يُعتبر هذا الصاروخ واحدًا من أبرز الأسلحة في الترسانة الإيرانية، حيث يتميز بقدرته على حمل رأس متفجر يصل وزنه إلى طنين، مع إمكانية توزيع عشرات الرؤوس الحربية الصغيرة التي تشبه صواريخ غراد. وبحسب السلطات الإيرانية، يمتلك صاروخ خرمشهر-4 مدى يصل إلى 2000 كيلومتر، مما يتيح له استهداف مواقع بعيدة المدى بدقة عالية.


وخلال الحرب التي شهدتها المنطقة في يونيو الماضي، استخدمت إيران صواريخ مزودة بذخائر فرعية مصممة لتوزيع متفجرات صغيرة فوق المناطق الحضرية، بهدف تعظيم الضرر على المدنيين والبنية التحتية. هذا النوع من الأسلحة يشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية، حيث يصعب اعتراض الذخائر الصغيرة المنتشرة بعد تفكك الرأس الحربي في الجو.

تصعيد الحوثيين بدعم إيراني


يأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد عسكري مستمر من قبل جماعة الحوثيين، التي تسيطر على جزء كبير من الأراضي اليمنية وتتلقى دعمًا مباشرًا من إيران.


وفي نوفمبر 2023، أعلن الحوثيون فرض حصار بحري على البحر الأحمر، استجابةً لدعوة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لدعم حركة حماس في قطاع غزة.


ومنذ ذلك الحين، أطلق الحوثيون العشرات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، حيث تمكنت الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية من اعتراض معظمها. ومع ذلك، اقترب صاروخ آخر في مايو الماضي من محيط مطار بن غوريون، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن قدرة هذه الأسلحة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية.


وأكد الجيش الإسرائيلي أن التحقيق الجاري سيركز على تطوير استراتيجيات جديدة لتكييف أنظمة الدفاع الجوي للتعامل مع الذخائر العنقودية، التي تُشكل تهديدًا متزايدًا مع تصاعد هجمات حلفاء إيران في المنطقة.


يعد هذا التحدي جزءًا من مواجهة أوسع مع شبكة الوكلاء الإيرانيين، الذين يعملون على توسيع نطاق هجماتهم ضد إسرائيل.

سياق إقليمي مشحون


تأتي هذه التطورات في ظل توترات إقليمية متصاعدة، حيث تعمل إيران على تعزيز نفوذها العسكري من خلال دعم وكلائها في المنطقة.


وتشير تقارير إعلامية إلى أن إيران وسعت منشآتها لتصنيع الأسلحة في دول أخرى، وفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإيراني. كما حذر ممثل خامنئي من أن إغلاق مضيق هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل، في إشارة إلى التوترات الاقتصادية والعسكرية المحتملة في المنطقة.


وفي سياق متصل، أشار مسؤول أمني إيراني كبير إلى أن الحرب مع إسرائيل لم تنته بعد، مما يعكس استمرار التوترات بين البلدين. وفي الوقت نفسه، تواجه إيران تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك العقوبات الدولية التي دفعتها إلى تعزيز علاقاتها مع دول مثل بيلاروسيا، وفقًا لتقارير إعلامية.


كما أثارت قضايا داخلية، مثل مصادرة منازل أتباع الديانة البهائية في إيران، انتقادات واسعة، مما يعكس التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجهها طهران.