سخرية دولية من طالبان.. عودة تنظيم داعش خراسان يهدد العالم فى أفغانستان
عاد تنظيم داعش خراسان في أفغانستان ليهدد العالم
حذرت صحيفة "كونجلوان" الفيتنامية، اليوم الجمعة، من أن التنامي الأخير لتمرد تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان أصبح تهديدًا يواجه العالم، موضحة أنه رغم وعود حكومة طالبان بإنهاء الحرب والإرهاب والصراع، إلا أن عودة داعش أثارت ناقوس الخطر في المجتمع الدولي.
تهديدات للعالم
وقالت الصحيفة: إن معركة عارف محمد انتهت ضد تنظيم (داعش) عندما تعرضت وحدته المسلحة التابعة لطالبان لكمين من قبل الجماعة الإرهابية في شرق أفغانستان، وكسرت رصاصة عظام الفخذ لدى محمد، وتركته معاقًا وغير قادر على المشي؛ ما جعله غير قادر على القتال.
إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لطالبان، حسبما أكدت الصحيفة التي ترى أن معركة حقيقية بدأت بين حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان حاليًا، وتنظيم داعش، وقال محمد البالغ من العمر 19 عامًا من سريره في المستشفى: "إذا عرفنا من أين أتوا، فسنطاردهم وندمرهم".
وأشار التقرير إلى أنه في الشهرين الماضيين منذ سيطرة طالبان على أفغانستان، زاد فرع تنظيم داعش في أفغانستان - المعروف باسم داعش خراسان، من الهجمات في جميع أنحاء البلاد؛ ما أثار توترا لدى الحكومة الجديدة، ودق ناقوس الخطر لدى الغرب أيضًا بشأن الجماعة الإرهابية التي يمكن أن تشكل تهديدا للمجتمع الدولي.
سخرية من طالبان
واستهدفت هجمات داعش بشكل أساسي وحدات طالبان مثل الوحدة التي كان يعمل فيها محمد، وكذلك الأقليات الشيعية في أفغانستان. وأسفرت التفجيرات الانتحارية في العاصمة كابول أو المدن الرئيسية مثل قندوز وقندهار عن مقتل 90 شخصًا على الأقل وإصابة مئات آخرين في الأسابيع القليلة الماضية وحدها.
كما نفذ تنظيم داعش خراسان يوم الثلاثاء (2 نوفمبر / تشرين الثاني) هجوماً منظماً بالعديد من المسلحين وهرع انتحاري واحد على الأقل إلى مستشفى عسكري في العاصمة كابول؛ ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك الوضع جعل طالبان في موقف مثير للسخرية، فبعد 20 عامًا من القتال كقوة متمردة، وجدوا أنفسهم يكافحون ضد متمردين آخرين للحفاظ على القانون والنظام.
وأدى العدد المتزايد لهجمات داعش خراسان إلى زيادة انعدام الأمن بين المسؤولين الغربيين. حتى أن بعض الخبراء يخشون أن تتمكن المنظمة من تحقيق القدرة على ضرب أهداف دولية في أقل من 6 إلى 12 شهرًا.
عندما تحارب طالبان الإرهاب
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك طرقا قليلة جدًا لتحديد ما إذا كان بإمكان طالبان احتواء داعش خراسان، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لم تعد لديها معلومات استخباراتية في المنطقة، ولا يمكنها إجراء عمليات مراقبة عبر المنطقة. عبر طائرات بدون طيار كما كان من قبل، بعد أن سحبوا جميع القوات من الدولة في نهاية أغسطس.
وأضافت: أن طالبان الذين رفضوا أيضًا التعاون مع الولايات المتحدة في محاربة داعش، يقاتلون بدلاً من ذلك بطريقتهم الخاصة، بإستراتيجيات مختلفة عن تلك التي تتبعها حكومة ضد منظمة إرهابية.
وبحسب صحيفة "كونجلوان"، قال كولين ب: "الآن، حتى كحكومة، يبدو أنهم ما زالوا يستخدمون هذا الأسلوب ضد الجماعات المتمردة الأخرى".
تهديد بداعش
وأشار التقرير إلى أنه لا يزال هناك تحول في إستراتيجية طالبان لمحاربة داعش هذا على الجبهة الدبلوماسية.
ووفقًا لمسؤولين قطريين، عندما سعت طالبان للحصول على اعتراف دولي، استخدمت الجماعة صعود الجماعات الإرهابية كورقة مساومة للحصول على مزيد من المساعدات المالية. ويريدون تذكير الدول المجاورة وخاصة الغرب بأن داعش تشكل أيضًا تهديدًا لهذه الدول.
وذكرت الصحيفة أن الدكتور بصير، رئيس فرع استخبارات طالبان في جلال آباد، كان على الجانب الآخر من الخط عندما كان جزءًا من تمرد طالبان. وهو الآن مسؤول عن حماية وسلامة هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مئات الآلاف من الناس.
وأضافت: أنه في السنوات الأخيرة، كان جلال آباد هدفًا متكررًا لتنظيم داعش، الذي أرسل مسلحين إلى المدينة من المناطق المحيطة لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات.
إستراتيجية داعش
وفي الفترة من 18 سبتمبر إلى 28 أكتوبر، نفذ تنظيم داعش ما لا يقل عن 54 هجومًا في أفغانستان - بما في ذلك التفجيرات الانتحارية ومحاولات الاغتيال ونصب الكمائن على نقاط التفتيش الأمنية. كانت هذه واحدة من أعنف فترات نشاط تنظيم دعش في أفغانستان.
واستهدفت معظم تلك الهجمات قوات الأمن التابعة لحركة طالبان - وهو تغيير ملحوظ عما كانت عليه قبل سبعة أشهر، عندما استهدفت بشكل أساسي المدنيين، بمن فيهم النشطاء والصحفيون.
ويقول الدكتور بصير: إنه لأجل محاربة داعش، فإن رجاله تبنوا نفس الأساليب التي اتبعتها الحكومة السابقة، حتى أنهم اعتمدوا على المعدات التي خلفتها وكالة المخابرات القديمة، وهي الأدوات التي استخدمها الغرب في العقدين الماضيين لمحاربة طالبان السابقة نفسها.
ذريعة داعش
ووفقًا لمحللين أمنيين، قالت الصحيفة إنه "مع ذلك هناك مخاوف من أن طالبان قد تستخدم التهديد من داعش كذريعة للقيام بأنشطة عنيفة ضد شرائح معينة من السكان، مثل أعضاء الحكومة السابقة.
الإرهاب يولد في الفقر
وأشارت صحيفة "كونجلوان" إلى أنه في عام 2015 تم تأسيس داعش فى خراسان رسميًا في شرق أفغانستان، من قبل أعضاء سابقين في طالبان نفسها. وتستند أيديولوجيتهم إلى الجماعة السلفية من المسلمين الذين يعيشون في القرى هناك، لافتة إلى أن المقاتلين السلفيين حريصون دائمًا على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية الجديدة.
وبحسب الصحيفة، يتزايد إغراء المقاتلين الشباب للانضمام إلى تنظيم داعش في جلال آباد، حيث انتشرت المساجد السلفية بأعداد متزايدة على مر السنين؛ ما أدى إلى إنشاء قاعدة تجنيد وفيرة لهذه المجموعة الإرهابية.
وأضافت: أنه في مدرسة سلفية في المدينة، نفذت طالبان عدة حملات قمع؛ ما أجبر مؤسس المدرسة على الفرار. وسمحوا للصبية بمواصلة دراستهم، لكنهم منعوا تعليم الأعمال السلفية.
وحذر فريدون موماند، العضو السابق في الحكومة الأفغانية وسمسار السلطة في جلال آباد، من أن تدهور الوضع الاقتصادي يدفع تنظيم داعش إلى تجنيد مقاتلين إرهابيين، وأنه "في كل مجتمع إذا كان الاقتصاد سيئًا، فإن الناس سيفعلون ما يتعين عليهم القيام به لتجاوزه".