ترامب يعيد تشكيل العالم خلال مئة يوم من الحكم الصاخب

ترامب يعيد تشكيل العالم خلال مئة يوم من الحكم الصاخب

ترامب يعيد تشكيل العالم خلال مئة يوم من الحكم الصاخب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

منذ لحظة عودته إلى المكتب البيضاوي في يناير، بدا أن دونالد ترامب لا ينوي تكرار نسخة باهتة من ولايته الأولى، بل نسخة أكثر حدة وانفجارًا، في غضون 100 يومٍ فقط، تمكن الرئيس العائد من فرض إيقاعه على المشهد الدولي، متجاهلًا كل ما تبقى من دبلوماسية ناعمة أو تحالفات تقليدية، لم يكن الزمن كافيًا لتقييم كامل، لكنه كان كافيًا لكشف نوايا واضحة: ترامب يضع نفسه على رأس مشروع عالمي جديد عنوانه "السلام بالقوة"، والولايات المتحدة أولًا.. ولو وحدها، لتترك قرارات ترامب آثارًا لا يمكن تجاهلها.


*انطلاقة نارية*


في لحظة درامية أعادت للأذهان افتتاح ولايته الأولى عام 2017، وقّع ترامب 26 مرسومًا رئاسيًا دفعة واحدة، من أبرزها: الانسحاب مجددًا من منظمة الصحة العالمية، في تحدٍ لمجتمع الصحة العالمي، والعفو عن عشرات المتهمين باقتحام الكونغرس.

هذه الخطوات مثلت رسالة واضحة بأنه يسعى لمحو ما يعتبره "موروث الدولة العميقة"، وتعزيز شرعية مناصريه الذين يعتبرهم ضحايا "نظام العدالة المسيس".


*وهم الريفييرا وسط ركام غزة*


خلال لقائه مع نتنياهو، طرح ترامب تصورًا "استثماريًا" لتحويل غزة إلى نسخة شرق أوسطية من "الريفييرا الفرنسية"، يتضمن إخلاءً سكانيًا تدريجيًا عبر برامج "إعادة توطين اختيارية".

الفكرة أثارت انتقادات واسعة من الأمم المتحدة، ووُصفت بالخطة "التجميلية لتطهير ديموغرافي"، حيث غاب عن الطرح أي ذكر للاحتلال أو الحقوق الفلسطينية، مما دفع بواشنطن إلى مواجهة دبلوماسية جديدة في المحافل الدولية.

*التحالف مع ماسك: المال يكتب السياسة*


بتكليف الملياردير إيلون ماسك بمهمة تقليص التكاليف الفيدرالية، بعث ترامب برسالة واضحة: الكفاءة الرأسمالية فوق البيروقراطية.

ظهور ماسك وابنه في المكتب البيضاوي تحوّل إلى حدث إعلامي عالمي، في حين اعتبر البعض هذه الخطوة انزلاقًا خطيرًا نحو خصخصة الدولة من الداخل، وتسليم القرار السياسي للنخبة المالية.


*بوتين يعود إلى المسرح*


في مكالمة مطوّلة استمرت 90 دقيقة، تبعها لقاء دبلوماسي، أطلق ترامب مرحلة "إعادة الاعتبار" لفلاديمير بوتين، في تجاهل صريح لأوكرانيا وحلف الناتو.

وُصفت المكالمة بـ"حجر الأساس لعقيدة ترامب الخارجية"، حيث اعتبر فيها أن الصراع الأوكراني هو "نزاع أوروبي داخلي"، وترك الباب مفتوحًا أمام اتفاقات أمنية جديدة تتجاوز الإطار التقليدي للأطلسي.

*قمة الرياض*


باختيار العاصمة السعودية لاستضافة أول قمة أميركية- روسية، وجّه ترامب رسائل مشفّرة إلى بكين وطهران، مفادها أن الخليج أصبح محورًا جديدًا للصفقات الكبرى. الاتفاقات شملت تفاهمًا حول الهدنة الأوكرانية، وتنسيقًا غير معلن حول أسعار النفط، ما أعاد ترتيب تحالفات الشرق الأوسط على أسس نفعية وليست أيديولوجية.

*تقريع زيلينسكي*


تقويض الحلفاء في خطوة غير مألوفة، هاجم ترامب ونائبه فانس الرئيس الأوكراني زيلينسكي، متهمين إياه بالجحود.

المشهد أظهر تحولًا في سياسة الدعم غير المشروط لأوكرانيا، ورسالة ضمنية لأوروبا أن زمن الغطاء الأميركي قد انتهى.

*إيران.. من المواجهة إلى التفاوض*


استأنف ترامب مفاوضات غير مباشرة مع إيران، برعاية عمانية، أعاد طرح نفسه كـ"رجل الاتفاقات الصعبة"، معتمدًا على خلفيته في الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، في مسعى لإعادة صياغة الصفقة من دون التزامات سلفه بايدن.

*أوروبا تتململ*


كلمة نائب الرئيس فانس في مؤتمر ميونيخ أعادت إشعال الجدل الأوروبي، انتقاده لقضايا الهجرة والتعبير، إضافة إلى التلميحات حول انسحاب الدعم الدفاعي، أكد أن أميركا ترامب ليست شريكًا يمكن الاعتماد عليه بالكامل.

*الجامعات تحت النار*


في حملة بدت أيديولوجية بقدر ما هي سياسية، استهدفت إدارة ترامب الجامعات الأميركية بتهم معاداة السامية، واستُخدمت المساعدات الفيدرالية كأداة عقاب سياسي. خُفض تمويل كولومبيا وجُمّدت معونات هارفرد، ما أثار انتقادات واسعة من الأوساط الأكاديمية.

*ترحيل إلى الجحيم*


باستخدام قانون من القرن الثامن عشر، رُحّل أكثر من 200 شخص يشتبه بانتمائهم إلى عصابات نحو سجون السلفادور.

وصف حقوقيون القرار بأنه "تسليم للموت"، فيما رأت إدارة ترامب أنه "تطهير أمني ضروري"، والجدال القانوني لا يزال محتدمًا في المحاكم الأميركية.

*غرينلاند... الحلم القطبي*


عاد ترامب إلى فكرة شراء غرينلاند، معتبرًا أنها "ضرورة استراتيجية".


تجاهلت كوبنهاغن الطرح، بينما اكتفى نائبه بزيارة القاعدة العسكرية الأميركية هناك. الحلم القطبي ما يزال يداعب الرئيس.

*حرب الرسوم الجمركية*


فرض ترامب رسومًا جمركية على عشرات الدول، ثم تراجع جزئيًا تحت ضغط الأسواق. الصين بقيت المستهدفة الأكبر برسوم قاربت 145%؛ مما أشعل مواجهة تجارية جديدة بين أكبر اقتصادين عالميين، وأربك البورصات الدولية.