اختراق أمني كبير.. انفجار البيجر يثير تساؤلات حول دور عناصر إيرانية

اختراق أمني كبير.. انفجار البيجر يثير تساؤلات حول دور عناصر إيرانية

اختراق أمني كبير.. انفجار البيجر يثير تساؤلات حول دور عناصر إيرانية
انفجار البيجر

في حادثة نوعية أثارت ضجة في المنطقة، تفجرت آلاف من أجهزة البيجر في لبنان؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة الآلاف، وتحوم الشكوك حول تورط عناصر في الحرس الثوري الإيراني، وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله بشأن المسؤولية عن هذا الاختراق الأمني الكبير.

*اتهامات الحرس الثوري*


كشف مسؤول استخباراتي أمريكي، أن هناك احتمالًا بأن تكون عناصر داخل الحرس الثوري الإيراني قد تورطت في تفخيخ أجهزة البيجر داخل إيران، وفقًا لتصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام، قال المسؤول: "لا نستبعد دور عناصر في الحرس الثوري الإيراني في هذه العملية"، هذه التصريحات تعزز الافتراضات بأن هناك عملاء لإسرائيل داخل صفوف الحرس الثوري، ما قد يفسر وصول هذه الأجهزة إلى مناطق حساسة.

*الكارثة الأمنية*


في عملية استخباراتية نوعية، انفجرت آلاف من أجهزة الاتصال "البيجر" في مناطق مختلفة من لبنان؛ ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة حوالي 2800 آخرين بجروح.

 من بين المصابين كان السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، وهو ما يشير إلى أن هذه الأجهزة كانت مستخدمة من قبل مسؤولين إيرانيين.

هذه الانفجارات لم تقتصر على لبنان، بل امتدت إلى سوريا أيضًا، حيث أصيب 14 شخصًا بجروح في دمشق ومحيطها جراء انفجارات مماثلة لأجهزة اتصال تابعة لحزب الله، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

*حزب الله يحمل إسرائيل المسؤولية*


في بيان شديد اللهجة، حمّل حزب الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التفجيرات، مؤكدًا أن "العدو سينال قصاصه العادل".

هذه التفجيرات تمثل، وفقًا لمسؤول في الحزب طلب عدم الكشف عن هويته، "أكبر اختراق أمني" تعرضت له الجماعة منذ اشتباكاتها المستمرة مع إسرائيل على مدار العام الماضي.

أحد الفيديوهات التي بثتها قنوات إقليمية أظهر لحظة انفجار جهاز بيجر محمول في متجر بقالة أثناء تعامل موظفة مع زبون، مما يعكس حجم الكارثة ومدى انتشارها. 

هذا الفيديو عزز من روايات شهود العيان حول الأضرار الناجمة عن تلك الأجهزة الصغيرة، التي باتت أداة في حرب سرية تستهدف شخصيات ومواقع حساسة.

*إسرائيل تلتزم الصمت*


على الجانب الإسرائيلي، رفض الجيش التعليق مباشرة على الحادث، لكنه أشار إلى أن كبار القادة، بمن فيهم الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس الأركان، عقدوا اجتماعًا لتقييم الوضع.

وفقًا لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لم تصدر تعليمات جديدة للجبهة الداخلية، لكن تم التأكيد على ضرورة اليقظة التامة وإطلاع الجمهور على أي تغييرات فور حدوثها.



*أداة تقليدية بتكنولوجيا منخفضة*


يُستخدم البيجر كأداة اتصال لاسلكية بسيطة، ويُعتقد أن مقاتلي حزب الله يعتمدون عليه كوسيلة بديلة ومنخفضة التكنولوجيا لتجنب تعقب مواقعهم من قِبل إسرائيل. ويعمل البيجر على استقبال الرسائل وعرضها، ويُعد أقل عرضة للاختراق مقارنة بالهواتف الذكية أو الأجهزة الحديثة الأخرى.

*أبعاد الاختراق الأمني*


مصادر مقربة من حزب الله تحدثت لرويترز عن مدى عمق هذا الاختراق الأمني، والذي قد يكون الأكبر الذي تعرضت له الجماعة في الفترة الأخيرة. يُشير هذا الاختراق إلى وجود نقاط ضعف في أنظمة الاتصال الخاصة بحزب الله، والتي من الممكن أن تكون قد استُغلت من قبل إسرائيل لزرع الأجهزة المتفجرة.

مع تصاعد الاتهامات بين حزب الله وإسرائيل وتزايد التوترات بين إيران وإسرائيل، يبقى المشهد الإقليمي مشحونًا بالتوتر. 

عمليات التفجير هذه قد تدفع الأطراف إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية، وربما تمهد الطريق لتصعيد جديد في المنطقة. حزب الله، الذي تعهد بالرد، قد ينفذ عمليات انتقامية ضد إسرائيل، مما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية أخرى.

في ظل هذه التطورات، بات واضحًا أن المنطقة تدخل مرحلة جديدة من التوترات الأمنية. تورط عناصر من الحرس الثوري الإيراني في العملية قد يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد الإقليمي، بينما تظل إسرائيل وحزب الله في حالة ترقب. الأيام المقبلة قد تحمل مزيدًا من المفاجآت في هذا الصراع المستمر.