الحدود السودانية.. بؤرة إخوانية لاستغلال الأوضاع في الخرطوم
تعد الحدود السودانية بؤرة إخوانية لاستغلال الأوضاع في الخرطوم
أزمات يعيشها السودان وسط حرب بين القوتين الأكبر في البلاد الجنوبية، الدعم السريع بقيادة حميدتي في مواجهة الجيش السوداني بقيادة البرهان، النيران متواجدة في كل الأماكن وهي الأجواء الجيدة التي يستغلها الإرهاب بشكل جيد.
وعقب إسقاط جماعة الإخوان الإرهابية في مصر كانت السودان خياراً لهم للهروب من مصر إليها في 2013، حيث قام شباب الإخوان بالهروب إلى السودان والتدريب على السلاح هناك، وكانت السودان هي محطة هامة لهم وخاصة في المساحات الشاسعة من الصحراء هناك.
الإخوان تعيد صفوفها
ومع تواجد حرب بين القوات في السودان بدأ تنظيم الإخوان في تنظيم نفسه من جديد للسيطرة، وبدأ بتحركات جديدة على الحدود السودانية المصرية، خاصة المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم، وقامت الجماعة بإنشاء رابطة تجمعهم كان مسؤولًا عنها قيادي بالجماعة يدعى محمد الحلوجي، وهو نفس الشخص المسؤول عن تدريب شباب الإخوان بالسودان وإرسالهم لأماكن النزاعات ومنها تنظيمات مثل داعش في سيناء وليبيا، والآن جاء الوقت للتحركات من جديد.
موجة من التحركات
بعد أن نشبت الحرب في الداخل السوداني، تسود تخوفات أمنية من احتمال عودة بعض الإخوان بطرق غير شرعية عبر الحدود السودانية بعد أنباء عن رصد محادثات على بعض البرامج المشفرة جزء منها يتعلق بإعادة نشاط الخلايا الخاملة التابعة للتنظيم داخل السودان وجزء آخر يتعلق بعودة بعضهم من خلال جوازات سفر مزورة.
ومع تواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بدأت موجة إجلاء ونزوح نحو الحدود المصرية هربا من المعارك.
كما أعادت قيادة الجماعة من قبل جبهة المكتب العام أو قيادات حركة حسم المقيمة في الخارج الاتصال بالأفراد التابعين لها داخل السودان وتنسيق عودة النشاط، في ظل انشغال أجهزة الأمن بالصراع الدائر حاليًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السوداني.
الأمن المصري حجر عثرة
وقد كثفت أجهزة الأمن المصرية مراقبتها على الحدود مع السودان، ودائما ما أكدت استعدادها لمواجهة أي تحديات تتعلق بأي تحركات مريبة تأتيها من الجنوب، في ظل المحاولات الدائمة من قِبل الجماعة الإرهابية لإثارة الفوضى، وهو ما تخشاه القاهرة خاصة أن الإخوان في السودان يمتلكون العديد من الأسلحة المتوفرة نتيجة الحرب في السودان.
تاريخ الحركة في السودان بعد الهروب من مصر
في السودان كان يأتي الدعم المالي واللوجستي من قِبل قيادة الجماعة في عدد من البلدان، وتفرغ شباب التنظيم للتدريب على العمل العسكري والاستفادة من الأجواء التي وفرها النظام السياسي في السودان في ذلك الوقت تحت قيادة الرئيس المخلوع عمر البشير.
حركات تابعة للنظام الإخواني مثل حركة حسم، التي تتواجد في مصر عقب 2013 كانت بدايتها في السودان، التي كانت مركزًا لإدارة بعض العمليات المسلحة وتم تدريب شباب جماعة الإخوان هناك على إعداد العبوات الناسفة وكذلك التدريب على حمل السلاح، والطبيعة الجغرافية للسودان، فضلًا عن قربهم من الحدود المصرية.
الجماعة قامت بتوزيع أعداد منهم على بعض الدول الإفريقية مثل الصومال وكينيا، بينما تم تسهيل سفر البعض إلى دول أوربية أخرى حتى يتم توزيع ملاذات الجماعة الآمنة، وهو ما فتح الباب مؤخراً للجماعة في السودان.
في عام 2016 شهد السودان تفجيراً في شقة موجود بها ما يقرب من 450 شخصاً إخوانياً كانوا يتدربون على التفجيرات بالعبوات الناسفة، وكانت قد طلبت القاهرة تسليمهم، وهو ما اضطر النظام السياسي في السودان إلى تقليص عدد شباب الإخوان في البلاد على وقع التفجير الذي اعترفت به الجماعة والتقارب الملحوظ بين النظام السياسي في مصر ونظام عمر البشير.