بالتعاون مع طالبان.. هكذا يخطط أردوغان لتوسيع نفوذه في أفغانستان
يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتوسع في أفغانستان مستخدما طالبان
بعد العديد من التصريحات الرافضة للتواجد التركي في أفغانستان من قبل طالبان، تبدلت الأمور، بشكل مثير للجدل، لتبدأ الحركة في دعم العلاقات والترحيب تجاه أنقرة، ما يكشف وجود مخطط من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتوطيد نفوذه في أفغانستان بالتعاون مع طالبان.
استقبال أردوغان زعيم طالبان
ظهر ذلك المخطط الجديد، منذ ساعات، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من المحتمل أن يستقبل زعيم طالبان خلال الأيام القادمة، بزعم دعم الجهود لإنهاء القتال في أفغانستان.
وقال أردوغان، في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة "سي إن إن ترك"، مساء الأربعاء، بشأن التطورات الأخيرة في أفغانستان، إن المؤسسات التركية المعنية تقوم بالإجراءات اللازمة حيال التطورات في أفغانستان، بما في ذلك المباحثات مع حركة طالبان، مضيفا "وحتى أنا يمكن أن أستقبل زعميها في الفترة القادمة".
وتابع: إنه أجرى مباحثات مع الجانب القطري حول وقف خطوات طالبان وسبل تحقيق المصالحة، حيث ستتولى بلاده تأمين المطار الدولي بالعاصمة الأفغانية كابل بعد الانسحاب الأميركي.
الاستمرار في تولي مطار كابول
وبالتزامن مع ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤوليْن تركيين تأكيدهما أن أنقرة ما زالت عازمة في الوقت الراهن على إدارة وحماية مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية الأخرى من أفغانستان، لكنها تراقب الوضع بعد تحقيق حركة طالبان مكاسب سريعة على الأرض.
فيما قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بعد محادثات مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، إن إسلام آباد تبذل جهودا لتسهيل المحادثات بين طالبان وأنقرة.
ويخطط أردوغان للدخول إلى أفغانستان عبر السيطرة على مطار كابول، وهو ما سبق أن رفضته حركة طالبان، واعتبرت قرار حلف شمال الأطلسي إبقاء قواته لتأمين مطار كابول الدولي استمرارا لاحتلال أفغانستان.
وأكدت حينها طالبان أنه "ينبغي لدولة إسلامية مثل تركيا ألا تتولى حماية مطار كابول الدولي"، وأنه "ستكون لذلك تداعيات سلبية على مستقبل تركيا والشعب الأفغاني"، وحذرت في بيانها، أنه: "إذا لم يبادر المسؤولون الأتراك بإعادة النظر في قرارهم وواصلوا احتلال بلادنا، سنتخذ موقفا ضدهم".
لماذا اختار أردوغان المطار؟
ويعد مطار العاصمة كابول بمثابة منشأة إستراتيجية بالغة الأهمية، ومركز اقتصادي وعسكري ولوجستي.
بينما يروج أردوغان إلى أن مطار كابول هو طريق الخروج الرئيسي للدبلوماسيين الغربيين وعمال الإغاثة، وهناك مخاوف من وقوعه في أيدي طالبان إثر انسحاب القوات الأجنبية.
مخطط تركيا في أفغانستان
مع تولي الرئيس الأميركي جو بايدن سلطة الولايات المتحدة، في يناير الماضي، أعلن اتجاهه لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، حيث حدد موعد 11 من سبتمبر المقبل، بالتزامن مع ذكرى الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بلاده لتشن حربا على أفغانستان، لتكون الأطول في تاريخ واشنطن.
ومع إعلان الانسحاب الأميركي من أفغانستان، كشف ذلك أن القوات الأمريكية ستترك فراغا بالبلاد، سرعان ما استغلته حركة طالبان، في ظل ضعف الحكومة المحلية، بينما برزت أطماع تركيا أيضا، من خلال إبدائها الاستعداد لتحمل الأعباء الأمنية بعد انسحاب واشنطن، في الوقت الذي تتفكك الأوضاع الأمنية بأنقرة وتعاني من تدهور بكل الجوانب.
وحينها خرج أردوغان، قبل قمة الأطلسي، في يونيو الماضي، زاعما أن بلاده هي "البلد الوحيد الموثوق به" الذي يحتفظ بقوات في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي والأطلسي، واتجاهه لمناقشة ذلك مع بايدن في قمة الناتو، لأهدافه في السيطرة على البلاد تحت ستار تأمين كابول.
كما يخوض أردوغان تلك المحاولات من أجل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، المتدهورة لعدة أسباب خلال الأعوام الماضية، منها شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400".
وفي الوقت نفسه، حرصت على إنشاء مدارس تركية وزيادة المنح الدراسية وتدريب الموظفين، بجانب إنشاء قنصليات عديدة وتطوير البنية الاجتماعية في فترة ما بعد الولايات المتحدة الأميركية.
كما تحاول تركيا توجيه رسالة للإدارة الأميركية الجديدة، تتضمن أنها ما زالت تنتمي إستراتيجيا لحلف الأطلسي، وأن تقاربها مع روسيا كان تكتيكيا، وإثبات قدرتها على الحلول مكانها، بما يمهد بحل الأزمات بين البلدين بعدما لم يسفر اللقاء بين بايدن وأردوغان عن تطورات بالعلاقات.
فيما تتوقع الاستخبارات الأميركية انهيار حكومة كابول في مواجهة هجمات طالبان، حال دخول تركيا، بعد 6 أشهر من انسحاب الولايات المتحدة، ما يثبت أن الجيش التركي سيكون في مواجهة حتمية مع الحركة في مطلع فبراير المقبل.