إيران.. هل تطيح الاحتجاجات الشعبية بنظام الملالي؟

تتزايد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الملالي

إيران.. هل تطيح الاحتجاجات الشعبية بنظام الملالي؟
صورة أرشيفية

لقي أكثر من 180 شخصًا مصرعه في حملة القمع الإيرانية منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد، ويقول محللون إنه من المتوقع تصاعد الغضب الشعبي، حيث امتدت الاحتجاجات إلى أكثر من 50 مدينة في شهر واحد منذ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي تم القبض عليها بزعم انتهاك قواعد الحجاب الصارمة في إيران، وماتت أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

الاحتجاجات مستمرة

يقول بات ثاكر، مدير تحرير قسم الشرق الأوسط في وحدة إيكونوميست إنتليجنس، إن الاحتجاجات المناهضة للحكومة ستظل سمة من سمات المشهد السياسي الإيراني، مضيفًا، ستزداد وتيرتها ونطاقها وأعمال العنف مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وتشديد القيود الاجتماعية"، وتابع، هذه الاحتجاجات ستقابل بالقوة، وستزيد من اعتماد الجمهورية الإسلامية على قوات النخبة المسلحة الإيرانية، الحرس الثوري الإسلامي، حسبما أكدت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، وتابعت الشبكة إن المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي كسر صمته الأسبوع الماضي، ووصف الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب"، كما ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في أول تعليقات علنية له منذ الاضطرابات.

وأضافت: أن إيران لديها تاريخا من الاحتجاجات التي أثارتها القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مثل احتجاجات 2019 على أسعار الوقود، وفي عام 2017 عندما نزل الناس إلى الشوارع بسبب ارتفاع التضخم والصعوبات الاقتصادية، وتعليقًا على هذا الأمر، قالت سوزان مالوني، نائبة مدير برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز: "في السنوات الأخيرة، شهدنا احتجاجات على المظالم الاقتصادية، كانت هذه الاحتجاجات مدفوعة أساسًا بالطبقة العاملة والطبقة الوسطى الدنيا"، مضيفة أن الشباب الإيراني يشعر بالإحباط بسبب عقود من سوء الإدارة الاقتصادية إلى جانب تأثير العقوبات الدولية ويحاسبون القيادة الإيرانية.

شباب محبط

ويرى محللون، أن فترات الاضطرابات الماضية تراكمت في الحماسة الشرسة التي شوهدت في الاحتجاجات الحالية، ويمكن أن تتوج بشيء سيشكل تحديًا مستمرًا وصعبًا للغاية للجمهورية الإسلامية لتحمله، حيث تتفاقم المشاكل الاقتصادية بسبب ارتفاع معدل البطالة في البلاد إلى حوالي 10% ودين حكومي بنسبة 40%، وفقًا لإحصاءات صندوق النقد الدولي، وقد يعني انخفاض احتمالية نجاح الاتفاق النووي الإيراني أيضًا أن العقوبات الاقتصادية المختلفة ستستمر في التأثير على اقتصاد البلاد.

وقال جواد صالحي أصفهاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة فرجينيا تك: "ليس هناك شك في أن التوترات الحالية تكمن في قضايا تتجاوز الحجاب القسري، وأضاف المحللون أن الانتفاضات المناهضة للحكومة ستظل نقطة شائكة وتزيد من وتيرتها في المشهد السياسي الإيراني مع ظهور الاستياء من عوامل أخرى مثل الظروف الاقتصادية للبلاد، كما قال سنام وكيل، نائب المدير وكبير الباحثين في المعهد الملكي للشؤون الدولية: "يشعر الشباب الإيراني بالإحباط بسبب عقود من سوء الإدارة الاقتصادية إلى جانب تأثير العقوبات الدولية، وهم يحاسبون القيادة الإيرانية على كلتا القضيتين"، مضيفًا "لا توجد عدالة اقتصادية أو أمل في المستقبل، وهذا يثير غضبًا واسع النطاق ينتشر بعنف في الشوارع؛ ما يجعل هذه الظروف الاقتصادية أكثر صعوبة لتحملها بالنسبة للشباب هو أنهم "أفضل تعليماً" من نظرائهم الأكبر سناً الذين يضعون القواعد ويديرون البلاد، فما يحدث بمثابة نقطة تحول كبيرة بالنسبة للجمهورية الإسلامية؛ فالحركة الاجتماعية التي نراها جارية اليوم لديها القدرة على النمو والاستمرار".