باحث في الشؤون الليبية.. الإخوان ترحب بالاحتلال العثماني وتدافع عن المرتزقة الأتراك
شنت جماعة الإخوان في ليبيا هجوما حادا ضد وزيرة الخارجية بسبب تصريحاتها حول طرد المرتزقة الأتراك
اتهامات زائفة وتبرير الغزو التركي على ليبيا، حالة من الاستنفار أعلنتها جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، عقب تصريحات وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، حول مساعي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، لطرد القوات التركية من البلاد.
مصممون على انسحاب القوات التركية من البلاد
أكدت "المنقوش"، على هامش جلسة استماع مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، أن بلادها مصممة على انسحاب تركيا من ليبيا، مشددة على ضرورة تفعيل نتائج مؤتمر برلين لمراجعة طرق تطبيق وقف إطلاق النار وخروج القوات العسكرية الأجنبية غير الشرعية من ليبيا.
وفي الوقت الذي تطالب كل القوى الدولية بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، ألا أن تنظيم الإخوان يصر على بقاء المرتزقة الأتراك في ليبيا، حيث جاء رفض تنظيم الإخوان الإرهابي سريعًا على لسان خالد المشري رئيس مجلس الدولة الاستشاري في ليبيا.
وهاجم "المشري"، تصريحات وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية؛ متهما إياها بالتدخل في أمور ليست من اختصاص الخارجية، مدعيًا ضرورة بقاء القوات التركية بناء على الاتفاقيات المبرمة مع تركيا.
واضطر المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الليبية، لإصدار توضيحات حول تصريحات وزير الخارجية الليبية، عقب انتقادات "المشري"، قائلًا: إن "تصريحات الوزيرة أسيء تفسيرها، وأن ما نقل عن مداخلتها لم يكن دقيقًا، حيث تعمل الوزارة وفقا لاحترام الاتفاقيات الدولية سارية المفعول".
وبدوره، وصف حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لتنظيم الإخوان في ليبيا، تصريحات وزيرة الخارجية الليبية، بأنها مثيرة للاستغراب وخارج مهام عملها، معربًا عن رفضه خروج القوات التركية من ليبيا بمزاعم دعمها لاستقرار الأوضاع بالبلاد.
ومن جانبه، قال محمد فتحي الشريف الباحث في الشؤون الليبية ومدير المركز الأفروآسيوي للدراسات والاستشارات السياسية بالقاهرة: إن هجوم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية على وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بعد تصريحاتها الأخيرة، أمر طبيعي ومتوقع فهؤلاء المرتزقة من جلبهم هو سيدهم أردوغان الذي كان ويظل يسير الأمور في الغرب الليبي من خلال خالد المشري ومحمد صوان والحداد وغيرهم من عناصر الميليشيات وجماعة الإخوان، ولذلك وقعت "المنقوش" في مرمى نيران هؤلاء.
وأضاف الشريف، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المرتزقة التابعين لتركيا في نظر الميليشيات وجماعة الإخوان الإرهابية هم مساندون ومشاركون لهم في كل الجرائم، ومن الطبيعي أن تدافع المتحدثة باسم حزب العدالة والبناء الإخواني سميرة العزابي، عن وجوهم وتصفهم بأنهم متواجدون وفق اتفاقية رسمية، وكذلك خالد المشري الذي وصف نقل الصحف الإيطالية لتصريحات "المنقوش" بأنها مزيفة.
وأوضح مدير المركز الأفروآسيوي للدراسات والاستشارات السياسية بالقاهرة، أن تراجع الوزيرة والمكتب الإعلامي لها عن تصريحاتها المثبتة بالصوت والصورة في إيطاليا، أمر محزن ويؤكد ضعف وزراء حكومة الدبيبة أمام توغل وسطوة جماعة الإخوان الإرهابية والميليشيات وهو مؤثر خطير يبعث الشك والريبة في نفوس المتطلعين لنجاح العملية السياسية.
الجدير بالذكر أن في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2019، وقعت حكومة الوفاق الليبية مذكرتي تفاهم مع تركيا، إحداهما للتعاون الأمني والعسكري، أعقبها نشر معدات وقوات تركية في غرب ليبيا.
وفي يناير / كانون الثاني الماضي، أصدرت الدائرة الإدارية بمحكمة الاستئناف في مدينة البيضاء الليبية، حكما بإلغاء قراري ما يسمى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية واتفاقية للتعاون الأمني والعسكري مع تركيا.