سوريون: هكذا يسرق أردوغان حاضر سوريا.. و«ماضيها»

سوريون: هكذا يسرق أردوغان حاضر سوريا.. و«ماضيها»
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

منذ أن بدأ التدخل التركي في الأراضي السورية منذ سنوات ولم تتوقف أعمال السلب والنهب على كافة المستويات، بل ويتم تنسيق على أعلى مستوى بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة التابعة لها في الشمال السوري لتمرير المسروقات واقتسام أرباحها وعلى رأس تلك المسروقات تأتي الآثار السورية التي لا تقدر بثمن، ويجري تهريبها من منطقة إدلب إلى داخل تركيا، وقدرت اليونسكو أن آلاف القطع الأثرية السورية تنقل سنويًا إلى الدول الغنية عبر شبكات تتعاون مع عصابات وأجهزة أمنية تركية، فإلى متى ينهب أردوغان ثروة وحاضر وتاريخ سوريا؟

تمثيلية تركيا بالقبض على ضابط يهرب آثارا.. محاولة لذر الرماد في العيون


وأعلن النظام التركي منذ أيام القبض على أحد الضباط متورطًا في تهريب آثار من منطقة إدلب إلى داخل تركيا، وكانت المخابرات التركية قد أعلنت القبض على الضابط التركي في نقطة المسطومة بشمال غربي سوريا.


وكان الضابط المعتقل يستخدم السيارات التي تتنقل مع الأرتال العسكرية التركية لتهريب الآثار، ليؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددًا هائلًا من الضباط الأتراك يعملون في تجارة الآثار السورية وينقلونها إلى جهات مجهولة بالتعاون مع الميليشيات المسلحة التابعة لهم في سوريا.


وقال المرصد: إن فصيل "هيئة تحرير الشام" السوري الموالي لتركيا يعمل منذ زمن بعيد، في التنقيب عن الآثار في الأراضي العامة أو الخاصة، بعد إجبار أصحابها على الموافقة، ويبيع الآثار عن طريق التهريب إلى تركيا.


يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن اعتقال أحد الضباط من قِبَل حاجز للقوات التركية بأنه محاولة لذرّ الرماد في العيون، في إشارة إلى التغطية على تورطها، بعد أن تضاعفت الشبهات حول تورط ضباط الجيش التركي في عمليات التهريب.

سرقة الآثار بدأت بين "داعش" والضباط الأتراك.. ولا يزال النهب مستمرًا


وأكدت مصادر سورية أن تواطؤ نظام أردوغان في تهريب الآثار السورية عبر الحدود المغلقة أمر معروف بين جميع أهل الشمال السوري، الذين تورط العديد منهم في البحث عن آثار لبيعها بسبب الأزمات المالية التي يعيشون فيها.


وأضافت المصادر: أن جميع الآثار السورية المسروقة تُنقل وتُباع داخل الأراضي التركية، منذ سنوات عبر تنظيم داعش، حيث تعود قضية الآثار السورية المنهوبة إلى فترة سيطرة التنظيم الإرهابي في سوريا وهو ما لمح إليه مسؤولون غربيون بإخفاء تنظيم "داعش" الكثير من القطع الأثرية إبان سيطرته على مساحات جغرافية كبيرة في سوريا والعراق قبل سنوات.


وقد أبدى منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دو كيرشوف، قبل أيام من باريس، اقتناعه بأن عدداً كبيراً من هذه القطع لا تزال مخبأة في المنطقة بانتظار بيعها لاحقاً.


من جهته، لفت مصدر رفيع المستوى في "مديرية الآثار والمتاحف"، التابعة للإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، إلى أن "معظم الآثار السورية في المناطق الشرقية من البلاد والتي سيطر عليها داعش في وقت سابق، تم نهبها بشكل شبه كامل".


وكانت المعلومات قد أكدت أن هناك كميات من الآثار التي نهبها التنظيم قد وصلت إلى تركيا، بينما هناك كميات أخرى من المرجح أن يكون قد أخفاها مقربون من التنظيم داخل الأراضي السورية في أماكن مجهولة.

الميليشيات السورية تعثر على القطع الأثرية.. وضباط المخابرات التركية يتولون بيعها


يقول ماجد الحسن، 33 عامًا، عدد كبير من السكان في شمال سوريا يبحثون عن الآثار لبيعها للضباط الأتراك بأقل من 10% من سعرها الفعلي بعد انهيار تنظيم داعش الذي كان يتولى تلك العمليات بالتنسيق مع الضباط الأتراك.


وأضاف الحسن: لا أعرف كيف يتورط بعض السوريين في بيع ماضيهم وتاريخهم للمحتل التركي، متابعًا، هنا حيث أعيش في إدلب جرى نهب أكثر من 30 موقعًا أثريًا العام الماضي وتتم أعمال السلب والنهب برعاية القوات التركية وبمشاركة ضباط مخابرات أتراك يتولون عملية نقل وبيع القطع الأثرية.


وتابع الحسن: نرى الآن الآثار السورية في كل شبر من العالم تباع في مزادات على الإنترنت بكل سهولة وأريحية، وشاهدنا كَمَّ الآثار التي استخرجت من موقع النبي هوري الأثري، وظهر تدخل السلطات التركية واضحًا مع استخدام آليات حفر وأجهزة متطورة لا يستطيع امتلاكها أشخاص عاديون.

آثارنا تباع على مواقع التواصل الاجتماعي.. و«التسليم في تركيا»


في السياق ذاته، يقول إبراهيم الحلبي، 29 عامًا، عمليات السلب والنهب معروفة، والجميع يدرك من يديرها فقد منحت هيئة تحرير الشام "النصرة سابقًا" تراخيص لمنقبي الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف إدلب وحماة وتم نهب كل ما استخرج من تلك الأراضي بشكل كامل.


وأضاف الحلبي: قرارات مجلس الأمن الدولي لم تمنع تجارة الآثار الصورية والعراقية رغم تجريم مجلس الأمن ومنعه لتجارة الآثار السورية والعراقية بسبب ما تتعرض له من أعمال سلب ونهب.


وتابع: بل نجدها بشكل يومي تعرض للبيع عبر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وتبقى لمدة بسيطة حتى العثور على مشترٍ ويتم مسح الإعلان والصور، والأمر شديد الوضوح حيث يكتب في عرض القطع الأثرية للبيع أن عمليات الشراء والتسليم ستكون في تركيا.