لطلب أستراليا حقوق نسائها.. قطر تعاقب المزارعين الأستراليين
في أول رد فعل قطري بعد أزمة مطار حمد الدولي والاعتداء جنسيا على راكبات أستراليات يبدو أن قطر اكتفت بالاعتذار وقررت عقاب أستراليا على اعتراضها على انتهاكات نظام الحمدين لحقوق الإنسان وأصدرت قرارا بإلغاء دعمها لتجارة تقدر بـ300 مليون دولار في السنة كانت موجهة للحوم الأسترالية، لتنهي بذلك الصفقة الداعمة لثالث أكبر سوق تصدير للحوم بشكل مفاجئ.
ورجحت بعض المصادر أن يكون السبب وراء القرار القطري هو عدم قدرة الميزانية في قطر على تحمل المزيد من الأعباء المالية في ظل الأزمة الاقتصادية الكبرى التي تواجهها الإمارة الخليجية الصغيرة.
عقاب قطري لأستراليا
وقررت الحكومة القطرية إلغاء دعم صناعة لحم الضأن الأسترالية، حتى مع استمرار قطاع الزراعة واللحوم الأسترالي في التعثر من حظر الاستيراد الصيني.
ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن تجارة لحم الضأن الأسترالية مع قطر والتي تبلغ قيمتها 300 مليون دولار سنويًا مدعومة ببرنامج دعم قائم منذ عام 2015.
وكان من المقرر أن تنتهي في عام 2023، لكن الحكومة القطرية اتخذت الخطوة المفاجئة لإلغاء الصفقة اعتبارًا من 31 ديسمبر.
ويأتي ذلك بعد أن سجلت الحكومة الأسترالية رفضها الشديد وغضبها تجاه معاملة النساء الأستراليات اللائي تعرضن لفحوصات طبية قسرية في مطار الدوحة.
أستراليا لن تتأثر
وقال مصدر حكومي أسترالي: "كانت مفاجأة، ولا أعتقد أننا كنا مستعدين لذلك، لكننا محظوظون لأننا نعمل في صناعة قابلة للتكيف للغاية، نحن نخدم العديد من البلدان، حتى نتمكن من التكيف".
كما قالت مصادر مطلعة على الصناعة: إنهم مترددون في ربط قرار الحكومة القطرية بالجدل الدائر حول معاملة 18 امرأة، من بينهن 13 مواطنة أسترالية، في مطار حمد الدولي بالدوحة، مؤكدين أنها كانت ضربة مفاجئة، لكن الصناعة توقعت شيئًا كهذا على المدى الطويل.
ووفقًا لتوماس إلدر ماركتس، فقد انتعشت الصادرات إلى قطر بقوة بعد انخفاضها خلال فترة فيروس كورونا ووصلت الآن إلى حوالي 1.619 طنًا شهريًا؛ ما يجعل قطر ثالث أكبر وجهة للحوم الأسترالية، بعد الصين والولايات المتحدة.
وتابع: "قطر سوق مهمة لبعض المسالخ التي كانت موجهة لها، ولكنها ليست بالحجم الضخم، لكننا لا نرغب في رؤية أي تناقص في قدرتنا التنافسية في أي سوق حول العالم".
انتقام قطري
وقال إندرو كوكس، المدير العام للأسواق الدولية في شركة اللحوم والماشية الأسترالية، إنه ليس إغلاقا بالكامل، بل محاولة من قِبل الحكومة القطرية لزيادة المنافسة.
وتابع: "يتمتع لحم الضأن الأسترالي بسمعة قوية جدًا في السوق كموردين لمنتجات عالية الجودة ونتوقع أن يجعلنا ذلك في وضع جيد مع العملاء والمستهلكين".
بينما قال وزير التجارة سيمون برمنجهام لصحيفة "فاينانشيال ريفيو" الأسترالية: إن صادرات لحم الضأن إلى قطر لم يتم حظرها، وإنه لا يزال هناك طلب على لحم الضأن الأسترالي.
ووفقا للصحيفة، فإن القرار جاء في الوقت الذي تم فيه توجيه تهم إلى ضباط شرطة مطار بن حمد الذين أجبروا المسافرات على الخضوع لفحوصات قسرية والتفتيش عرايا وقد يواجهون أحكامًا بالسجن.
وبدلا من أن تعتذر الخطوط الجوية القطرية والحكومة القطرية للسيدات عن الحادث، اتخذت مثل هذه الإجراءات العقابية ضد المزارعين.
أزمة قطرية
وقال المزارعون الأستراليون: إن المستهلكين في قطر سيحصلون على لحوم أغنام أقل جودة من سلاسل إمداد أقل موثوقية بعد تحرك الدولة المعتمدة على النفط لإنهاء التجارة مع أستراليا.
كما أقر الرئيس التنفيذي للمجلس بات هاتشينسون بأنه سيكون من الصعب للغاية الحفاظ على التجارة التي تصل إلى حوالي 1.25 مليون خروف معالج سنويًا وتمثل أكبر سوق شحن جوي في أستراليا في غياب الدعم الضخم المطبق منذ عام 2015.
ووفقا لصحيفة "ذا أستراليان فايننشال ريفيو"، فإن بعض المطلعين على الصناعة مقتنعون بأن تصرفات قطر تأتي ردًا على قيام حكومة موريسون بإثارة مخاوف بشأن عمليات تفتيش جائرة للمسافرات الأستراليات في مطار حمد الدولي خلال شهر أكتوبر الماضي.
وتوقعت بعض المصادر الحكومية الأسترالية أن يكون السبب هو الأزمة الاقتصادية الكبرى التي تعاني منها قطر بسبب فيروس كورونا وانهيار عائدات النفط؛ ما جعلها تلجأ إلى الأسواق الأقل سعرا وعلى رأسها سوريا والسودان.