تمزُّق الجماعة.. كيف تسبب موت إبراهيم منير في تعجيل سقوط الإخوان؟.. خبراء يجيبون
تسبب موت إبراهيم منير في تعجيل سقوط الإخوان
كعادتهم لم يحترم الإخوان هيبة الموت، فمنذ وفاة إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، شنت الجبهة المضادة التي يقودها محمود حسين عضو مكتب الإرشاد من تركيا هجومًا لاستعادة السيطرة على التنظيم، جبهة محمود حسين أصدرت بيانًا لنعي منير تجاهلت فيه الإشارة إلى منصبه، الذي أعلنت من جانبها عزله منه العام الماضي، واكتفت جبهة إسطنبول بوصف منير بلقب "فضيلة الأستاذ"، مشيرة إلى أنه تولى عدة مناصب منها أمين عام التنظيم الدولي وموقع نائب المرشد العام للجماعة والقائم بأعماله، في إشارة ضمنية لفصله منها.
انهيار التنظيم
تولى إبراهيم منير منصب القائم بأعمال المرشد بعد القبض على محمود عزت نائب المرشد والقائم بأعمال المرشد، لتتولى "جبهة لندن" قيادة الجماعة، وفي أكتوبر 2021 قامت مجموعة من أعضاء الجماعة الموقوفين بسحب الثقة منه وإعفائه من مهامه كقائم بأعمال المرشد ونائب له، ليطالب محمود حسين عضو مكتب الإرشاد وقائد الجبهة المضادة لمنير المعروفة باسم "جبهة إسطنبول" بعزله، وتكليف لجنة للقيام بمهام المرشد العام، وفي يوليو الماضي أعلنت جبهة إسطنبول فصل إبراهيم منير نهائياً من الجماعة و13 قياديا في جبهته، في قرار يعكس الانهيار الحقيقي داخل التنظيم.
استمرار الصراع
من جانبه، يرى منير أديب، الباحث المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، أن وفاة إبراهيم منير سوف تعزز الصراع والانقسامات داخل التنظيم إلى حد كبير، وسيصعب احتواؤها، خاصة أنّ الشخصيات المرشحة لخلافة منير ليست بالقوة التنظيمية التي يملكها منير، وفي المقابل تقف مجموعة إسطنبول بقيادة محمود حسين متأهبة لانتهاز الفرصة لتنفرد بالسلطة والسيطرة على مصادر التمويل وزمام الأمور داخل الجماعة.
وأضاف أديب في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن حالة الانقسام داخل الجماعة قد وصلت إلى العمق، وأصبح من الصعب جداً احتواؤها أو التعامل معها، متوقعاً أن تستمر حالة الصراع، وتتعمق خلال الفترة المقبلة، وربما تظهر تيارات أخرى وانقسامات جديدة داخل الإخوان؛ لأنّ مجموعة منير نفسها تعاني من خلافات محتدمة خلال الفترة الماضية، وبحسب أديب وصلت حالة الانشطار التنظيمي داخل الجماعة ذروتها خلال الفترة الماضية، ويمكن وصفها بأنّها حالة "موت سريري"، لذلك فإنّ أيّ جديد يطرأ على التنظيم، سوف يؤثر سلباً على الحالة العامة، وسيؤدي إلى مزيد من الانهيار في هيكله وبنيته التي باتت ضعيفة للغاية، مضيفًا، أن خلافات الإخوان متعمقة وممتدة، وسوف تستمر وتزيد خلال الفترة المقبلة، ومن غير المرجح أن يتمكن طرف من حسم الصراع قريباً لصالحه، وستظل المجموعات الثلاث - مجموعة إبراهيم منير في لندن، ومحمود حسين في إسطنبول، إضافة إلى جبهة المكتب العام - في حالة شقاق وخلاف مستمر، ولن تقوى الجماعة على تحقيق أيّ مكاسب أو أهداف في المستقبل القريب أو البعيد".
سقوط جبهة لندن
في السياق ذاته، أكد مراقبون أن وفاة منير سبب رئيسي في خروج جبهة لندن من الصراع على القيادة داخل التنظيم الإرهابي خاصة في ظل عدم قدرة باقي أعضاء المجموعة، وعلى رأسهم محمود الإبياري وجمال حشمت وحلمي الجزار، على إدارة الجبهة نفسها وليس الجماعة ككل، فضلاً عن استئثار جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين بغالبية ملفات الجماعة وشركاتها واستثماراتها ومنصاتها الإعلامية.
حيث إن الصراع ينحصر الآن بين جبهة حسين والتيار الثالث الذي أطلق على نفسه "تيار التغيير"، ويضم مجموعة من قيادات حركة "حسم" واللجان النوعية المسلحة المعروفين بولائهم للقيادي السابق محمد كمال، الذي تمّت تصفيته في اشتباكات مع قوات الأمن المصرية في أكتوبر من عام 2016.
كما أن الصراع في النهاية سيحسم لصالح جبهة حسين، وقد يلجأ أعضاء جبهة لندن للانضواء تحت ولاية جبهة إسطنبول أو الخروج نهائياً من الجماعة، بينما سيعتمد التيار الثالث في تواجده على انتهاج العنف لتأجيج الصراع المسلح وباسم الجماعة ضد السلطة في مصر.