الوجه الخفي للبرنامج النووي الإيراني.. ما الذي تخفيه طهران؟
الوجه الخفي للبرنامج النووي الإيراني.. ما الذي تخفيه طهران؟

في كواليس الصراع الدبلوماسي المتصاعد، يعود البرنامج النووي الإيراني إلى واجهة الأحداث العالمية، محملًا بكم هائل من التساؤلات والشكوك، لا سيما بعد تسريبات جديدة كشفت عن تطورات مثيرة حول أنشطة سرية في عمق الجبال الإيرانية.
المعارضةالإيرانية تعود للواجهة
منظمة مجاهدي خلق، عبر ذراعها السياسية "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، أعادت تسليط الضوء على أنشطة نووية مشبوهة تقوم بها طهران في مواقع غير معلنة.
التقرير الذي استند إلى معلومات ميدانية وصور أقمار صناعية، نشر مؤخرًا في واشنطن، وفتح الباب أمام شكوك متجددة حول نوايا إيران الحقيقية.
حيث كشف التقرير في حينها النقاب عن البرنامج النووي الإيراني عام 2002، ويعود اليوم ليحذر من "مرحلة جديدة" أكثر سرية وتعقيدًا.
أنفاق تحت الأرض وأمن معزز
تقرير صادر عن "معهد العلوم والأمن الدولي" (ISIS) كشف عن تعزيزات أمنية حول مجمعين تحت الأرض يُعتقد أنهما يحتويان على منشآت نووية عميقة.
صور الأقمارالصناعية أظهرت مداخل محصنة وأعمال حفر واسعة النطاق؛ ما دفع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى التصريح بأن "الأنشطة الجارية لا يمكن تجاهلها"، مشيرًا أن الوكالة طالبت مرارًا بإيضاحات من طهران، دون جدوى.
إيران من جهتها، تمسكت بالرفض، معتبرة أن المواقع الجديدة "شأن داخلي"، وأن القانون لا يلزمها بالإفصاح ما لم يدخل مواد مشعة فعلًا، وهو ما فسره مراقبون بأنه محاولة للالتفاف على الرقابة الدولية.
الرد الإيراني.. نفي وتحدي
على منصة "إكس"، سارع عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، إلى نفي ما ورد في التقارير الغربية، متهمًا إسرائيل وجماعات الضغط بـ"تصعيد متعمد" لإفساد محادثات العودة للاتفاق النووي.
إيران أوضحت أن أجهزة الطرد المركزي المتطورة ستُجمع في أحد المجمعات الجديدة، كبديل عن منشأة نطنز التي تعرضت لتخريب في 2020، في إشارة إلى رغبة طهران في تحصين بنيتها التحتية النووية من أي هجوم محتمل.
في ظل هذه المعطيات، تتعثر المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، فبينما تحاول الولايات المتحدة إحياء اتفاق 2015 بشروط محدثة، تصر إيران على المضي في تطوير تقنياتها
النووية وسط ضبابية النوايا.
رافائيل جروسي دعا إلى "شفافية فورية" و"دخول غير مشروط" للمفتشين إلى المواقع الجديدة، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى "انفجار دبلوماسي" في أي لحظة.
المشهد الحالي
يشير أن إيران تراكم أوراق قوة نووية في الخفاء، وتستعد لكافة السيناريوهات، سواء في الميدان أو على طاولة التفاوض.