تعرَّفْ علي أبو أنس الليبي..قائد الإرهاب في أوروبا المدعوم من أردوغان

تعرَّفْ علي أبو أنس الليبي..قائد الإرهاب في أوروبا المدعوم من أردوغان
أبو أنس الليبي

رغم وفاته قبل أعوام قليلة، إلا أنه ما زال يحتل الصدارة بين الجهات الإرهابية في بريطانيا، حيث كان من بين المتاجرين بالدين الإسلامي للإضرار بالمجتمع الإنجليزي ونشر التطرف به، ليعود اسم الإرهابي أبو أنس الليبي مرة أخرى للحياة.

لماذا ظهر اسمه من جديد؟


عاد اسم أبو أنس الليبي مجددًا للظهور على الساحة السياسية، بعد تقرير صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، الذي تناولت فيه توقيف لاجئ ليبي في لندن، متورط بحادث طعن بمدينة ريدينج، مؤخرًا، وهو ما كشف الكثير عن العلاقة التي توصف بالمعقدة بين بريطانيا ومتشددين ليبيين.


وأرجعت الصحيفة العمل الإرهابي إلى منح بريطانيا حق اللجوء لعدد من المتشددين من دول إفريقية وخاصة ليبيا، عندما كان رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير موجودا بالسلطة، وحينما وصل ديفيد كاميرون إلى رئاسة الوزراء دعم الجماعات التي كانت تخطط إلى الإطاحة بالقذافي، فتم السماح بسفر المئات من المهاجرين الليبيين ببريطانيا حتى يشاركوا في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، ومن بين هؤلاء الذين غادروا يوجد أعضاء في الجمعية الإسلامية الليبية للقتال، وعدد منهم استقر في مدينة مانشستر البريطانية بعد الهروب من نظام القذافي.


ومع مرور الأعوام، تطورت أعداد وتلك الشخصيات الإرهابية في بريطانيا، من أجل الضغط على لندن لاتخاذ موقف مناهض لحكومة الوفاق، لذلك تدعو الأطراف السياسية في البلاد إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية ضد الإسلاميين بشكل عام.

مَن هو أبو أنس الليبي؟


أبو أنس الليبي.. هو من بين عناصر الجماعة الأولى التي انتقلت إلى بريطانيا، واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد الرقيعي، ولد في 30 مارس 1964 بطرابلس، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة الفاتح، حيث درس علوم الكمبيوتر.


انخرط أبو أنس مع الجماعة الليبية المقاتلة التي حاولت الإطاحة بنظام معمر القذافي وإقامة دولة إسلامية، حيث فر من ليبيا إلى السودان، وانضم إلى صفوف القاعدة عام 1994 وتقدم بسرعة في صفوفها بفضل دراسته لمجال المعلومات وأنظمة الاتصالات، ثم انتقل إلى أفغانستان واليمن، وأقام إلى جانب زعيم القاعدة أسامة بن لادن.


وفي عام 1995، حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا واستقر في مدينة مانشستر ثم ألقت شرطة سكوتلاند يارد القبض عليه في عام 1999، لضلوعه بتفجيري سفارتَيْ الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، اللذين قُتل فيهما 224 شخصًا، حيث تم إدراجه بقائمة أكثر الأشخاص المطلوبين من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، وتم إطلاق سراحه.

الفرار لأفغانستان


وعقب ذلك، وجهت له أميركا تلك التهم، حيث تم العثور في منزله على كتاب يشرح فكر القاعدة ويقدم صورة عن تدريباتها والأهداف التي تضعها نصب العين في البلدان الغربية، وبعد ذلك انتقل إلى العاصمة الليبية طرابلس، للاختباء بها، لتعلن أميركا جائزة مقدارها خمسة ملايين دولار خصصت لمن يساعد في القبض عليه.


فر مرة أخرى ليجد مأوى له في أفغانستان وباكستان، لتعلن تقارير إخبارية في يناير 2002 أن القوات الأميركية ألقت القبض على أبو أنس الليبي في أفغانستان، ولكن بعد شهر أوردت تقارير أخرى أن الليبي اعتقل من قبل السلطات السودانية وكان محتجزا في سجن في كوبر في الخرطوم، ولاحقا نفى مسؤولون أمريكيون ذلك وأكدوا أن الإرهابي طليق.


ورغم كل تلك المحاولات، لم يأبه أبو أنس، وعاد إلى ليبيا، بعد ثورة 17 فبراير ضد نظام معمر القذافي في عام 2011، وشارك في المعارك، حيث قُتل أحد أبنائه على يد القوات الموالية للقذافي خلال عملية تحرير طرابلس في أكتوبر 2011.

اعتقاله


اعتقلته عناصر من القوات الأميركية الخاصة في عملية في أكتوبر 2013 بالعاصمة الليبية طرابلس، من أمام منزله في طرابلس، وتم نقله أولا إلى السفينة الحربية الأميركية في المتوسط سان أنطونيو.


كما تمكنت القوات الأميركية من اعتقال أبو أنس الليبي في طرابلس، عام 2013، ليخضع بعدها لتحقيقات مكثفة مع عائلته، حيث زعم نجله فيها أن والده كان "عاملا بسيطا في مطعم للبيتزا في بريطانيا"، ولم يكن له أية علاقة بتنظيم القاعدة ولا بالهجمات الإرهابية، ولكن الأسرة غادرت لندن بسبب "المضايقات التي تعرضت لها من قبل الشرطة"، مثلما ادعى.


واتهمته الولايات المتحدة بأنه نفذ من 1993 عمليات مراقبة "وقام بتصوير" السفارة الأميركية في نيروبي، ودرس عدة أهداف محتملة لاعتداءات مع أعضاء آخرين من القاعدة، وبينها السفارة الأميركية في نيروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية في المدينة نفسها و"أهداف بريطانية وفرنسية وإسرائيلية في نيروبي"، ونقل هذه المعلومات إلى أسامة بن لادن في السودان.


واتهم في نيويورك في العام 2000 أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية مع أعضاء من تنظيم القاعدة بالتآمر على قتل مواطنين أميركيين والتآمر لتدمير مبان وأملاك للولايات المتحدة على علاقة باعتداءات تنزانيا وكينيا.  

وفاته


في يناير 2015، تم إعلان وفاة أبو أنس الليبي، 50 عامًا، في مستشفى بنيويورك قبل أيام من بدء محاكمته، حيث كان مصابا بالتهاب الكبد الوبائي سي، وسرطان في الكبد، بعد  تدهور حالته.


ورغم كل تلك الفضائح، إلا أن قناة "الجزيرة" احتضنت أبناء الإرهابي المتوفى، حيث خرج نجله أحمد نزيه، في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية، مدعيا أن الأميركيين الذين سجنوا والده ومنعوا ذويه من زيارته، أهملوا تقديم العلاج لوالده بعد العملية، وتسببوا في وفاته.


وفي 9 يناير 2015 وصل جثمان "أبو أنس الليبي" إلى مطار معيتيقة الدولي قادما من واشنطن عبر تركيا، لدفنه في وسط العاصمة الليبية طرابلس.