يعتبر سعد الجزار، مهندس إستراتيجيات جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، وذراعها السياسية لتغلغل التنظيم في القارة العجوز، بعدما تأثر بالفكر المتطرف للجماعة منذ الصغر.

المولد والنشأة

وُلد سعد الجزار يوم 12 أبريل / نيسان عام 1925، في حي طرة بمحافظة القاهرة، حيث يعد "الجزار"، ضمن أخطر الأوراق التي يراهن عليها تنظيم الإخوان الإرهابي في التغلغل في القارة العجوز.

الحياة السياسية

تأثر سعد الجزار منذ الصغر بأفكار جماعة الإخوان المتطرفة، حيث التحق "الجزار" بشعبة الجوالة عقب انضمامه للتنظيم الإرهابي، والتي تعزز أفكار ومعاني الجهادية في الشباب الملتحقين بها، استعدادًا للسفر إلى فلسطين، حتى أصبح زعيمًا لرهط الجوالة في منطقة طرة.

وتدرج "الجزار" في صفوف الجماعة، حيث اختير مشرفًا على قسم العمال، ثم انتخب أمينًا لصندوق الشعبة ثم سكرتيرًا لها، ووكيلًا للشعبة، حتى انتخب نائب الشعبة عام 1948، كما ساهم سعد الجزار في الحصول على أراضٍ للجماعة لإقامة نشاطها.

جمع السلاح وإرساله إلى فلسطين

ورفض حسن البنا سفر سعد الجزار إلى فلسطين، بسبب معرفته بوالده وعمه، ولكنه قرر أن يقوم بجمع السلاح والتبرعات من حلوان والمقطم والصحراء الغربية، وإرساله للمجاهدين في فلسطين. 

وفي 30 أكتوبر / تشرين الأول عام 1954، اعتقل الجزار في سجن مصر ثم إلى مجلس قيادة الثورة عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر في ميدان المنشية، ورحل إلى سجن الواحات عام 1955، حتى تم الإفراج عنه عام 1964.

مهندس إستراتيجيات التنظيم في أوروبا

أوكلت جماعة الإخوان الإرهابية لسعد الجزار مهمة هندسة وتخطيط إستراتيجيات التنظيم في أوروبا، بعدما وجدوا بالقارة العجوز أرضًا خصبة لممارسة أنشطتها المشبوهة وتوثيق ترابطاتها الحزبية في عدة دول عربية وغربية، انطلاقًا من ألمانيا.

مؤسس ملتقى ساكسونيا

وتمكن الإخواني سعد الجزار من تمركز صناعة القرار للتنظيم في ألمانيا، حتى بات من أبرز القيادات المركزية في شرق ألمانيا، بعدما أسس ملتقى ساكسونيا للتبادل الثقافي والذي يهدف لاستقطاب الأفراد المنتمين للإخوان والأجانب.

بؤر لنشر الفكر الإخواني

وركز تقرير القناة الأولى للتلفزيون الألماني الرسمي (ARD) على وضع الإخوان في ولاية ساكسونيا، مشيرا إلى أن سعد الجزار، يسعى إلى شراء أراضٍ وعقارات في شرق ألمانيا، لتحويلها إلى مراكز إسلامية تعمل كبؤر لـ"نشر الفكر الإخواني".

صحوة ألمانية تحاصر الجزار

وبعد رصد تحركات وأساليب الجزار المتطرفة في ألمانيا، حذرت هيئة الاستخبارات الألمانية، من خطر الجماعة الإرهابية، عقب رصد تحركات مشبوهة شرقي البلاد، مؤكدة أن الإسلام بالنسبة لهم ليس دينًا بل أيديولوجية وأجندة سياسية، حسبما أفاد تقرير بثته القناة الأولى للتلفزيون الألماني.

ورقة إخوانية 

وأصدرت هيئة حماية الدستور الألمانية تقريراً يكشف بعض الأوراق التي يلعب بها الإخوان، ويبين حقيقة الإخواني من أصول مصرية سعد الجزار، باعتباره شخصية مركزية للإخوان في شرق ألمانيا، والبديل التاريخي لسعيد رمضان صهر حسن البنا، الذي يعد أول من اتخذ للإخوان موطئ قدم في ألمانيا.

وأوقفت السلطات الألمانية نشاط سعد الجزار بعد أن رفض الإفصاح عن مصادر تمويله، مدعياً أنها تبرعات من مسلمي ألمانيا، عقب أحداث دامية وتفجيرات متعددة كان للإخوان صلة وثيقة بها.