الخيول تروي قصة تراث.. تونس تفتتح الدورة 33 من المهرجان المغاربي للفروسية
الخيول تروي قصة تراث.. تونس تفتتح الدورة 33 من المهرجان المغاربي للفروسية

افتتحت مدينة بوحجلة التابعة لولاية القيروان في تونس، فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من المهرجان المغاربي للفروسية، والذي يُعد أحد أهم التظاهرات الثقافية والرياضية في منطقة المغرب العربي، بحضور مميز من فرسان وجماهير من تونس، الجزائر، وليبيا.
الخيول تظهر في المهرجان
المهرجان الذي يُنظم سنويًا، استهل فعالياته بعروض "الفانتازيا" الشهيرة، حيث امتطى الفرسان خيولهم في تناغم مبهر بين الحركات والانطلاقات النارية، وسط تصفيق الجمهور المحتشد في ساحة بطحاء أولاد عبيد الله.
وجاءت المشاركة من مختلف المناطق التونسية مثل: دوز، تطاوين، صفاقس، سيدي بوزيد، بالإضافة إلى فرق من ليبيا والجزائر، ما أضفى على الحدث بُعدًا مغاربيًا حقيقيًا يتجاوز حدود الفروسية إلى روح الأخوة بين الشعوب.
فاعليات المهرجان
وتتضمن فعاليات المهرجان، الذي يستمر لستة أيام، عدة فقرات متنوعة تشمل: سباقات للخيل، مسابقات جمال الخيول البربرية والعربية الأصيلة، عروض فروسية تقليدية، ومسابقات في الصيد والرماية، إلى جانب عروض ترفيهية للأطفال، وندوات فكرية وثقافية تبحث في تاريخ الفروسية ودورها الاجتماعي.
تعزيز الوعي بالتراث
وقال رئيس المهرجان آدم المطيراوي -في تصريحات إعلامية-: إن الدورة الحالية تسعى لتعزيز الوعي بالتراث غير المادي، ونقل تقاليد الفروسية للأجيال القادمة، مضيفًا أن الفروسية ليست رياضة فقط، بل ثقافة وهوية تعبر عن أصالة المجتمعات المغاربية.
ما يميز المهرجان هذه السنة هو التركيز على الجانب الثقافي والتاريخي، من خلال ندوات تناقش قبائل "جلاص" ودور الفروسية في المقاومة الشعبية، في محاولة لربط الماضي بالحاضر وتعزيز الفخر بالهوية.
المهرجان لا يُعد مناسبة ترفيهية فقط، بل هو منصة لإحياء التراث المشترك، وتأكيد الروابط التي تجمع شعوب المغرب العربي. ففي زمن تسعى فيه المجتمعات للحفاظ على هويتها وسط العولمة، تأتي مثل هذه التظاهرات لتذكّر الجميع أن الفروسية ليست مجرد حكاية من الماضي، بل حاضرة بقوة في الوجدان الشعبي.