نورديك مونيتور: البعثات الدبلوماسية التركية في أوروبا تحولت إلى نوادٍ لحزب أردوغان

تحولت البعثات الدبلوماسية التركية في أوروبا إلي نواد لحزب أردوغان

نورديك مونيتور: البعثات الدبلوماسية التركية في أوروبا تحولت إلى نوادٍ لحزب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

كشفت صحيفة "نورديك مونيتور"، اليوم الثلاثاء، عن لقاءات جمعت مسؤولي الحزب الحاكم في تركيا "العدالة والتنمية" بأعضاء الحزب في البعثات الدبلوماسية التركية في أوروبا، مؤكدة أن السفراء نظموا اجتماعات مع المنظمات غير الحكومية الموالية للحكومة، معتبرة أن ذلك أكبر دليل على تحول تركيا إلى "دولة حزبية".

وبحسب الوثائق التي أوردتها الصحيفة الاستقصائية، ففي 13 أكتوبر المنقضي، أعلن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إيفكان علاء، الذي يدير العمليات الخارجية للحزب، على تويتر أنه التقى بالصحافة التركية في السفارة التركية في لاهاي. ولم يتم تحديد سبب عقد ذلك اللقاء، خصوصا وأن علاء ليس لديه مهام أو مناصب رسمية، ومع ذلك عقد الاجتماع في بعثة دبلوماسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن التفاصيل التي حذفها علاء في تغريدته تم نشرها لاحقًا على الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، والذي أكد أن علاء التقى بالفعل بممثلي اتحاد الديمقراطيين الدوليين (UID)، المنظمة الأوروبية لحزب العدالة والتنمية، والحقيقة أن علاء لم يذكرها كانت أنه التقى بأعضاء الحزب في السفارة.

علاوة على ذلك، خاطب الرئيس رجب طيب أردوغان مسؤولي اتحاد الديمقراطيين الدوليين التركي عبر هاتف علاء. كما حضر السفير سابان ديشلي اجتماع الحزب، لكنه فضل عدم المشاركة في التقاط الصور بعد الاجتماع.

وأشارت الصحيفة إلى أن ديشلي يعد دبلوماسيا غير محترف، فهو سياسي ومصرفي سابق، كان معينًا سياسيًا من قبل أردوغان في هولندا في عام 2018 بعد الكشف عن حسابات مصرفية واستثمارات سرية لعائلات الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم.

وبالمثل، التقى علاء بممثلي المنظمات غير الحكومية الموالية للحكومة في السفارة التركية ببروكسل في 12 أكتوبر/ تشرين الأول. وبالطبع كان اتحاد الديمقراطيين الدوليين حاضرًا في هذا الاجتماع أيضًا. ولم تصدر السفارة بيانا رسميا بشأن التجمع.

وأشارت "نورديك مونيتور" إلى أن اتحاد الديمقراطيين الدوليين يوصف دائما بأنه الذراع الطويلة للرئيس أردوغان في أوروبا، لتعبئة أتراك الخارج والمسلمين من جنسيات أخرى حول أهداف حركات الإسلام السياسي. وتعمل الوكالات الحكومية التركية، ولاسيما وكالة التنمية والتعاون التركية (TİKA) ورئاسة الأتراك في الخارج داخل المجتمعات ذات الصلة (YTB)، على تعبئة مواردها لدعم اتحاد الديمقراطيين الدولية.

وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع الجمعيات الدينية التي تمولها تركيا، بما في ذلك مؤسسة شباب تركيا (TÜGVA)، التي تديرها عائلة أردوغان، بعلاقات وثيقة مع اتحاد الديمقراطيين الدوليين.

وأشارت الصحيفة إلى الوثائق التي كشف عنها الصحفي متين جيهان، الشهر الماضي، والتي تكشف عن عمليات مؤسسة شباب تركيا في الخارج باستخدام مرافق الدولة، وهي المؤسسة التي كان يترأسها نجل أردوغان، لافتًا إلى تورط المؤسسة في عمليات استخباراتية في الخارج.

وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان استضاف وفدا من اتحاد الديمقراطيين الدوليين في قصر دولة بهتشه في إسطنبول، الشهر الماضي. وأصدر تعليمات لأعضاء الاتحاد ليكونوا أكثر عدوانية ونشاطًا، قائلاً لهم: "لا تدافعوا، هاجموا، اشرحوا قضيتنا!" كما وعد أردوغان بأن مؤسسات الدولة التركية ستوفر لهم المزيد من المساعدة.

وأكدت "نورديك مونيتور"، أنه سيكون من غير الواقعي توقع أن تقدم البعثات الدبلوماسية خدمة متساوية لجميع المواطنين الأتراك في الخارج بالنظر إلى حقيقة أن مؤسسات الدولة قد تحولت بالفعل إلى منظمات حزبية حاكمة في الداخل. وأضافت أنه في الماضي غير البعيد، نأت البعثات الدبلوماسية التركية بنفسها عن السياسة الداخلية، وكان المعينون السياسيون كسفراء استثناء.

وأكدت الصحيفة كان من غير المألوف أن يعمل السفراء كممثلين للأحزاب، مع ملاحظة مهمة وهي أن الدبلوماسيين الذين بدأوا العمل في وزارة الخارجية التركية قبل فترة طويلة من وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، مضيفة أن الدبلوماسيين المعروفين بآرائهم العلمانية القوية أصبحوا يعملون الآن في وئام مع حزب العدالة والتنمية الإخواني من أجل ترقيتهم وعدم إقصائهم في وظائف مكتبية، ولا يشعرون بأي إزعاج وهم يتصرفون لصالح السياسيين كما لو كانوا مسؤولين في الحزب.