انتصار للعرب وتدفُّق المساعدات لغزة ورسالة هزيمة لإسرائيل.. ماذا يعني اتفاق الهدنة؟
انتصار للعرب وتدفُّق المساعدات لغزة ورسالة هزيمة لإسرائيل
سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على اتفاق الهدنة الذي وافقت عليه إسرائيل خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، حيث اعتبر البعض أن الموافقة بمثابة اعتراف إسرائيلي غير مباشر بفشل مهمتها في قطاع غزة.
انتصار عربي
أكدت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أنه بعد أكثر من 46 يوماً من القصف الجوي والعملية البرية الموسعة، فشلت إسرائيل في تحرير المحتجزين لدى حركة حماس والقضاء على كتائب القسام الذراع العسكري للحركة الفلسطيينية.
وتابعت أن الخسائر الكبرى والفادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي بسبب الغزو البري كشفت فشل إستراتيجية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في غزة.
وأضافت أن اتفاق الهدنة هو انتصار للعرب بشكل عام وخصوصًا مصر وقطر حيث رفض الثنائي كافة الضغوط الأميركية الإسرائيلية لاستمرار العدوان والإفراج عن المحتجزين ونجحت جهودهم الدبلوماسية في وقف إطلاق النار مؤقتًا.
تفاصيل جديدة للاتفاق
بينما أكدت شبكة "فويس أوف أميركا"، أنه قد يتم إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة في أعقاب هجوم الجماعة المسلحة الشهر الماضي على إسرائيل، في وقت مبكر من غد الخميس، بعد اتفاق أعلنته قطر يتضمن وقف القوات الإسرائيلية لهجماتها على غزة لمدة أربعة أيام.
وقالت قطر إن حماس ستطلق سراح 50 امرأة وطفلا، بينما ستفرج إسرائيل أيضا عن “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية”.
وتابعت أن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه في وقت مبكر من اليوم الأربعاء جاء بعد أسابيع من المفاوضات بقيادة قطر والولايات المتحدة ومصر، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية.
وقال المسؤول الأميركي إن من المتوقع أن يكون بين الرهائن الذين أطلقت حماس سراحهم عدة أميركيين.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان: "أشكر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق".
وأضاف: "وإنني أقدر الالتزام الذي تعهد به رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته بدعم وقف ممتد لضمان تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل ولضمان توفير مساعدات إنسانية إضافية للتخفيف من معاناة العائلات الفلسطينية البريئة في غزة".
وتحتجز حماس نحو 240 رهينة منذ هجومها في السابع من أكتوبر في إسرائيل والذي قتل خلاله المسلحون ما لا يقل عن 1200 شخص. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إنه تم التأكد من مقتل أكثر من 12 ألف فلسطيني، من بينهم ما لا يقل عن 5000 طفل، في الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت قطر إنه من المقرر الإعلان عن بدء وقف القتال الإسرائيلي بحلول وقت مبكر من يوم الخميس، ويمكن تمديده إلى ما بعد فترة الأربعة أيام الأولية.
وقال بيان للحكومة الإسرائيلية إنه سيتم إضافة يوم إضافي إلى الهدنة مقابل كل 10 رهائن إضافيين تطلقهم حماس.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية إن هناك أكثر من 50 امرأة وطفلا بين الرهائن، وإن الهدف في نهاية المطاف هو إخراج جميع الرهائن من غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة جميع الرهائن، بينما كرر لأعضاء مجلس الوزراء أن هدف إسرائيل هو القضاء على حماس وضمان عدم قدرة الجماعة المسلحة على تهديد إسرائيل.
وقالت قطر إن وقف القتال الإسرائيلي سيسمح بمرور المزيد من القوافل الإنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الوقود اللازم للجهود الإنسانية.
عودة المساعدات
بينما أكدت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، أن الهدنة تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع بقاء مجموعات الإغاثة على أهبة الاستعداد للحصول على المزيد من المساعدات بمجرد سريان وقف إطلاق النار.
وتابعت أن أجزاء من القطاع الساحلي الصغير سويت بالأرض وتقول الأمم المتحدة إن حوالي ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى، وفقا للسلطات في غزة، منذ بدء الحرب.
وقالت حماس إنها ستدخل مئات شاحنات الإغاثة الإنسانية والمساعدات الطبية والوقودية إلى كافة مناطق قطاع غزة دون استثناء في شماله وجنوبه.
وقالت حماس أيضًا إنه خلال فترة الهدنة، التزم الجيش الإسرائيلي بعدم مهاجمة أو اعتقال أي شخص في جميع مناطق قطاع غزة.
وأوضحت الشبكة الأميركية أنه سيتم إيقاف حركة الطيران الإسرائيلية في الشمال لمدة ست ساعات يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً، وتقول قطر إن وقت بدء التوقف المؤقت سيتم الإعلان عنه خلال الـ 24 ساعة القادمة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس الأميركي جو بايدن كان "منخرطا بشكل مباشر وشخصي طوال الوقت تقريبا ساعة بساعة".
وتابعت الشبكة أن إحدى النقاط الشائكة المبكرة هي إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث أرادت حماس توفير الوقود كشرط لأي صفقة لإطلاق سراح الرهائن، لكن بعض الوزراء الإسرائيليين أرادوا فرض حصار كامل على غزة، مع قطع جميع الإمدادات.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة "لم توافق على الإطلاق" على الحصار.
وتابع: "ناقش بادين هذا الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما التقيا في إسرائيل في 18 أكتوبر، على متن طائرة الرئاسة، في طريق عودته إلى الوطن، تحدث بايدن أيضًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول إدخال المساعدات إلى غزة، وبعد فترة وجيزة، بدأت شاحنات المساعدات بالمرور.
وأوضحت الشبكة أنه سيتم نقل الرهائن إما إلى معبر إيريز، الذي يقع في الطرف الشمالي من قطاع غزة، أو معبر رفح، على طول شبه جزيرة سيناء المصرية.
فايننشال تايمز
أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن المفاوضات المعقدة ــ التي توسطت فيها قطر، والتي تستضيف القيادة السياسية لحماس ومصر، التي كانت طرفًا في التفاوض مع رؤساء المخابرات من الولايات المتحدة وإسرائيل ــ استغرقت أسابيع حتى تنتهي، مع خلافات حول التفاصيل واللوجستيات والتنازلات النهائية لإسرائيل لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وشكر الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة قطر ومصر على "قيادتهم الحاسمة وشراكتهم في التوصل إلى هذا الاتفاق"، وقال إنه يقدر دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لوقفة ممتدة لضمان تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل".
وأوضحت الصحيفة أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يدركون أن قبول الاتفاق هو بمثابة إعلان للهزيمة لهم في غزة، وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجميل الصورة قائلاً إن بايدن تدخل لتحسين شروط الهدنة "لتشمل المزيد من الرهائن وبتكلفة أقل".
وضغطت عائلات المحتجزين الإسرائيليين على نتنياهو وحكومته لبذل المزيد من الجهود لضمان حريتهم حتى مع استمرار إسرائيل في هجومها.
وفي الوقت نفسه، عارض الساسة اليمينيون المتطرفون بشدة تقديم التنازلات لحماس، وصوت وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن جفير ووزيران آخران من حزب القوة اليهودية المتطرف ضد الصفقة، ولكن يبدو أن الخسائر الإسرائيلية في غزة دفعت الوزراء الآخرين لترجيح كفة الصفقة.
اعتراف بالهزيمة
وأكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على مضض على اتفاق الهدنة وسط ترحيب شعبي كبير في إسرائيل، بينما شدد الكثيرون على أنه يجب أن يؤدي في النهاية إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين حوالي 200 رهينة لدى حركة حماس.
وأصدر الرئيس يتسحاق هرتسوغ بيانا أعرب فيه عن دعمه لاتفاقية الرهائن، في حين أقر بـ”الهواجس المفهومة والمؤلمة والصعبة”.
وكتب هرتسوغ: “إنه واجب أخلاقي يعبر بشكل صحيح عن القيمة اليهودية والإسرائيلية لتخليص الأسرى، وآمل أن تكون خطوة أولى مهمة لإعادة جميع الأسرى إلى الوطن”.
وأصدرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني يمكن إطلاق سراحهم، وسمحت لأي إسرائيلي يعارض إطلاق سراحهم بالاستئناف أمام المحكمة العليا خلال الـ 24 ساعة القادمة، ولكن الغالبية العظمى من المدرجين في القائمة هم من الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عاما من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأوضحت الصحيفة أن بيان الحكومة بشأن التصويت لم يتضمن تفاصيل كثيرة، على الرغم من أنه يعتقد على نطاق واسع أنه حصل على 35 صوتا مقابل 3، مع تصويت وزراء من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف فقط ضده، فيما يبدو أنه تسليم بفشل المهمة العسكرية في غزة.