بعد الإعلان المصري للهدنة.. إيران تنقل صراعها من غزة إلى سوريا
تسعي إيران إلي نقل صراعها من غزة إلى سوريا
تحولت غزة من جديد إلى ساحة لتصفية الحسابات "الإسرائيلية – الإيرانية"، وفقط الضحايا من الشعب الفلسطيني هم من يدفعون ثمنًا باهظًا للمواجهة غير المعلنة بين الطرفين، التصريحات الأخيرة لرئيس الحرس الثوري الإيراني أكدت أن ما يدور في غزة من قصف واجتياح عسكري إسرائيلي تقف خلفه إيران ويرى الخبراء أن إسرائيل وإيران تمضيان قدمًا في التصعيد دون اعتبار لسقوط الضحايا في غزة وهو امتداد للمواجهة الإسرائيلية الإيرانية في سوريا واستهداف إسرائيل لمواقع نووية واغتيال علماء ومسؤولين إيرانيين.
أهداف حركة الجهاد
حركة الجهاد الإسلامي هي أقرب فصيل فلسطيني لإيران، وأنها تأثرت بثورة الخميني منذ ظهورها في الثمانينيات ولا تخفي ارتباطها بـ "المقاومة" المدعومة من إيران، حيث قتلت غارة جوية إسرائيلية قائدا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بحسب ما أعلنت السلطات الأحد ، وهو ثاني زعيم يقتل وسط تصاعد الصراع عبر الحدود، وأسفر القصف المتبادل عن مقتل ما لا يقل عن 29 فلسطينيا وشهد إطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل في أسوأ أعمال عنف بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين منذ نهاية الحرب التي استمرت 11 يوما في عام 2021، حسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية.
وتابعت الصحيفة أن الحركة تنفذ أجندة إيران في فلسطين، وليس لها أهداف حقيقية عن المقاومة الفلسطينية، فخلال سنوات طويلة من وجودها لم تنجح في نصرة الشعب الفلسطيني أو إنقاذ قطاع غزة من الحصار أو رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع.
حائط صدّ
وقال اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني، السبت: إن الفلسطينيين "ليسوا وحدهم" في معركتهم ضد إسرائيل، كل القدرات الجهادية المعادية لإسرائيل موجودة على الساحة في تشكيل موحد يعمل على تحرير القدس"، بينما قال زعيم الجهاد الإسلامي الزائر، زياد النخالة، خلال اجتماع في طهران: "نحن معكم على هذا الطريق حتى النهاية، ودع فلسطين والفلسطينيين يعرفون أنهم ليسوا وحدهم"، وشدد سلامي على أن الرد الفلسطيني أظهر أن "فصلاً جديداً" قد بدأ وأن إسرائيل "ستدفع ثمناً باهظاً آخر للجريمة الأخيرة"، مضيفًا "المقاومة الفلسطينية اليوم أقوى مما كانت عليه في الماضي"، مؤكدًا أن الجماعات المسلحة وجدت "القدرة على إدارة حروب كبرى"، التصريحات الإيرانية وصفها مراقبون بأنها اعتراف إيراني بأن الشعب الفلسطيني يقف كحائط صد وحماية لإيران التي تسعى لتوجيه ضربات لإسرائيل عن طريق أذرعها في المنطقة.
اتهامات إسرائيلية
وفقًا للصحيفة الدولية، فإن إسرائيل تتهم إيران بتهريب أسلحة لجماعات فلسطينية مسلحة في غزة، وفي مارس من العام الماضي، قالت إنها اعترضت طائرتين إيرانيتين بدون طيار محملتين بالأسلحة لغزة، ويعد فصيل الجهاد الإسلامي هو الأصغر بين الحركتين الفلسطينيتين الرئيسيتين في قطاع غزة، وتفوقه على نطاق واسع حركة حماس الحاكمة، لكن الجهاد تتمتع بدعم مالي وعسكري مباشر من إيران، وأصبحت القوة الدافعة للانخراط في الهجمات الصاروخية وغيرها من المواجهات مع إسرائيل، أما حماس، التي استولت على غزة في عام 2007 من السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا، فغالبًا ما تكون محدودة في قدرتها على التحرك لأنها تتحمل مسؤولية إدارة الشؤون اليومية للأراضي الفقيرة، ولكن الجهاد الإسلامي ليس لديه مثل هذه الواجبات وقد ظهر كفصيل أكثر تشددًا، حتى أنه في بعض الأحيان يقوض سلطة حماس.
وتابعت الصحيفة أن الجهاد الإسلامي تأسست عام 1981 بهدف إقامة دولة فلسطينية إسلامية في الضفة الغربية وغزة وكل ما يعرف الآن بإسرائيل، وتم تصنيفها منظمة إرهابية من قِبل وزارة الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي وحكومات أخرى، وتزود إيران، حركة الجهاد الإسلامي بالتدريب والخبرة والأموال، لكن معظم أسلحة الجماعة منتجة محليًا، وفي السنوات الأخيرة طورت ترسانة مماثلة لتلك التي تمتلكها حماس، بصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب منطقة تل أبيب.
نقل الصراع لـ"سوريا"
وأكدت الصحيفة الدولية، أنه على الرغم من أن قاعدتها هي غزة، إلا أن الجهاد الإسلامي لديها قيادة في بيروت ودمشق، حيث تحافظ على علاقات وثيقة مع المسؤولين الإيرانيين، وبالتالي فمن المتوقع نقل الصراع من غزة بعد نجاح الهدنة واتفاقية وقف إطلاق النار إلى سوريا ولبنان، في ظل الدمار الكبير الذي لحقه الصراع بقطاع غزة.
وتابعت أن القصف المتبادل أسفر عن توقف محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بسبب نقص الوقود، وأبقت إسرائيل على معابرها المؤدية إلى غزة مغلقة منذ يوم الثلاثاء، مع الانقطاع الجديد، يمكن لسكان غزة الاستمتاع بأربع ساعات فقط من الكهرباء يوميًا، مما يزيد من اعتمادهم على المولدات الخاصة ويزيد من حدة أزمة الكهرباء المزمنة في المنطقة وسط ذروة حرارة الصيف.