كوكب آخر أم الأوهام.. أين يعيش أردوغان!

كوكب آخر أم الأوهام.. أين يعيش أردوغان!
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أزمات اقتصادية، انهيار لليرة، تفاقم البطالة، زيادة معدل التضخم، تراجع الرواتب، إفلاس شركات، ضياع حقوق، تدهور اجتماعي، مشاكل صحية وأوبئة.. أحداث عديدة تعصف بتركيا، أودت بشعبها إلى معاناة قاسية، قادت بعضهم للوفاة وآخرين للرحيل خارج البلاد، بينما يجاهد آخرون من أجل البقاء، فيما غاب تمامًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ذلك، وقصر اهتمامه على افتعال الأزمات الخارجية ونشر الإرهاب واختراق سيادة الدول.

كوكب آخر

ورغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها الاقتصاد التركي، وتراجع الليرة بشكل قياسي أمام الدولار، إلا أنه من الواضح أن أردوغان بات يعيش في "كوكب آخر"، مثلما قال سياسيون معارضون بتركيا، حيث خرج علنًا يشيد بما اعتبره إنجازًا للاقتصاد التركي.

وقال أردوغان، في الاجتماع الأربعين لمجلس الوزراء بنظام الحكومة الرئاسية التركية، الذي ناقش فيه قضايا داخلية وخارجية، وعن فيروس كورونا وعن قضية شرق المتوسط، والغاز المكتشف في البحر الأسود، والاقتصاد التركي: إن مؤشرات الاقتصاد التركي للربع الثاني من هذا العام كانت جيدة، وإن الإحصاءات الاقتصادية أثبتت تحقيق أرباح كبيرة مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا: "خفضنا الضرائب وأجلنا الديون للشركات الصغيرة، ووفينا بوعودنا للمواطنين".

وأصر أردوغان في حديثه على ذكر "المؤامرات الكونية التي تحاك ضد تركيا"، قائلًا: "العديد من الدول تقف مع المنظمات الإرهابية ضد تركيا، مثل حزب العمال الكردستاني وداعش وتنظيم جولن، حتى إن الدول المختلفة مع بعضها البعض، قد اتفقت على تركيا".

وسخرت الصحف التركية المعارضة من حديث أردوغان، واعتبروه مغيبًا عن البلاد ويعيش بكوكب آخر ولا يعيش مع الأتراك، حيث تناسى أن نصف المزارعين الأتراك هجروا أرضهم وزراعاتهم بفعل الديون، كما أن شهدت الأسواق المصرفية التركية قفزة جديدة في سعر صرف الدولار الأميركي أمام العملة الوطنية التركية خلال تعاملات الاثنين؛ إذ سجل الدولار سعر 7.46 ليرة تركية لأول مرة في تاريخ تركيا الحديث، فضلًا عن الانهيار الاقتصادي الذي تشهده تركيا بسبب جائحة كورونا، وتصاعد الإصابات مرة أخرى ما يرجح وجود موجة ثانية.

سخرية سياسية

أثارت تصريحات أردوغان حالة من السخرية بين المعارضة التركية، حيث سخر نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري ونائب مدينة ساكاريا، إنجين أوزكوش، قائلًا: إن أردوغان يظن أن الاقتصاد يسير بشكل جيد، بالأرقام المزيفة التي يعلنها الصهر، حيث ادعى وزير الخزانة والمالية بيرات ألبيراق، وصول قيمة صادرات بلاده خلال شهر أغسطس الماضي، نحو 12 مليارًا و463 مليون دولار.

عالم من الأوهام

وفي الوقت نفسه، ما زال أردوغان مستمرًّا في قرصنته للبحر المتوسط، وانطلاق مناورات عسكرية تركية شمال جزيرة قبرص، في أحدث حلقات التوتر بين تركيا واليونان، وهو ما رفع حدة اللهجة من اليونان، حيث قال وزير التنمية اليوناني أدونيس جورجياديس: إن بلاده "لا تخشى الدخول في مواجهة مع تركيا".

وأكد جورجياديس أن الرئيس رجب طيب أردوغان "يعيش في عالم من الأوهام، ويسعى لإحياء الإمبراطورية العثمانية"، مشددًا على أن اليونان "قادرة على التصدي لأطماع أردوغان".

وتابع: إن أثينا اتخذت استعداداتها لأي مواجهة، قائلًا: "لا نخاف تركيا ولن نرضخ للتهديدات".

وتوجد أزمة حاليًا بين تركيا واليونان وقبرص، بسبب السيادة على المنطقة الاقتصادية الخالصة في بحري إيجة والمتوسط، وحقوق التنقيب فيهما، لغنى هذه المنطقة بالموارد مثل الغاز والنفط.

وبالتزامن مع تلك الأحداث والتصريحات، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاولة افتعال الأزمات واستخدام شعارات دينية وقومية للتغطية على أزمة تركيا الاقتصادية.